سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعا التي يتم تشخيصها، كما أنه سبب رئيسي للوفيات. في الحوار الآتي مع الدكتورة ندين زنكر استشاري الجهاز التنفسي والربو بمركز بوابة الخليج سنتعرف على أسباب انتشاره وأهمية الكشف المبكر في انقاذ المرضى.
أسباب وأعراض سرطان الرئة
أوضحت الدكتورة نادين أن سرطان الرئة هو ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارا في العالم، إضافة إلى أنه يتصدر المركز الأول لعدد وفيات ناتجة عن السرطان أكثر من سرطان الثدي، والبروستات، والكلى، والجلد والامعاء الغليظة مجتمعة.
الأعراض الواضحة تكون الكحة وقد يصاحبها نفث الدم، وضيق التنفس أو أعراض جهازية مثل فقدان الشهية وخسارة الوزن أو التعرق الليلي.
من المؤكد أن تدخين السجائر هو المسؤول عن الغالبية العظمي من حالات سرطان الرئة بنسبة 80% الى 90% اضافة إلى التعرض المهني بالإضافة إلى العوامل الوراثية، والندبات السابقة والتعرض للرادون (radon) والأسبستوس (Asbestos) والتليف الرئوي.
أهمية التشخيص الصحيح
وحذرت الدكتورة نادين من خطورة سرطان الرئة وتشخيصه في مراحله المتقدمة وذلك لانعدام وضوح العوارض في بداية المرض أو بسبب طبيعة التدهور السريع للمرض، قائلة إنه بالنسبة إلى التشخيص الأولي للمرضى الذي يشتبه في إصابتهم بسرطان الرئة يبدأ بفحص الدم المخبري إضافة الى تصوير شعاعي للرئة الذي يمكن ان يكون طبيعي بنسبة 20%-25% من الحالات بالرغم من الاصابة بسرطان الرئة. لذلك يجب على المرضى الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة أن يخضعوا لتصوير مقطعي للرئة.
كما يجب تحويل المرضى الذين يشتبه في اصابتهم بسرطان الرئة الى طبيب الامراض الصدرية للمساعدة في التشخيص الصحيح باستخدام واحدة أو أكثر من الطرق الآتية: فحص نسيجي للبلغم، بزل الصدر (في حالة وجود ماء في غشاء الرئة)، منظار الرئة خزعة موجهة بالأشعة المقطعية أو التدخل الجراحي في حال تعذر الوصول إلى الورم.
الكشف المبكر عن سرطان الرئة
وشددت على أهمية الفحص الدوري لأهميته، مبينة أن فحص سرطان الرئة هو عبارة عن برنامج يتضمن تقديم جرعة منخفضة من التصوير المقطعي سنويا للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة وذلك بهدف اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة لزيادة احتمال العلاج الشفائي.
والهدف من هذا البرنامج هو ايجاد توازن بين الحد الاقصى من الوفيات وتجنب الضرر المحتمل.
وأضافت أن في عام 2013 أوصت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة الأمريكية بالتصوير المقطعي المحسوب للرئة بجرعة اشعاعية منخفضة سنويا للأفراد الذين تتراوح اعمارهم بين 55 و80 عاما والذين لديهم ما لا يقل عن ثلاثين عاما من التدخين ويدخنه حاليا أو الذين اقلعوا عن التدخين خلال الخمسة عشرة عاما الماضية. أحدث التوصيات الصادرة عن هذه المنظمة للفحص المبكر لسرطان الرئة إلى عامنا الحالي تشمل البالغين الذين تتراوح اعمارهم بين خمسين وثمانين عاما والذين لديهم ما لا يقل عن عشرين عاما من التدخين (تدخين علبة سجائر كاملة في اليوم مدة عشرين سنة او ما يعادل هذه الكمية) ومازالوا يدخنون أو اقلعوا عن التدخين خلال الخمسة عشرة عاما الماضية.
ان فحص سرطان الرئة باستخدام التصوير المقطعي المحسوب بجرعة منخفضة يقلل من وفيات سرطان الرئة عن طريق الكشف المبكر.
تشمل معايير التوقف عن الفحص السنوي لسرطان الرئة المرضى الذين اقلعوا عن التدخين أكثر من 15 عاما وكان متوسط العمر المتوقع لديهم محدودا (أقل من عشر سنوات) أو غير مستعدين للخضوع لجراحة الرئة العلاجية.
علاج سرطان الرئة
علاج سرطان الرئة يعتمد على درجته وقت التشخيص ونوعه وخصائصه البيولوجية، وقد تشمل: استئصال جراحي، علاج كيميائي، اشعاعي، أو مناعي.
الاقلاع عن التدخين يقلل من معدلات الاصابة بالمرض ومعدلات الوفيات لدى مرضى سرطان الرئة.
لقد تبين أن المرضى الذين اقلعوا عن التدخين يقللون من خطر الاصابة بسرطان الرئة بنسبة ما يعادل 40% بعد 5 سنوات من التوقف وينبغي ايضا نصح المرضى بأن الاقلاع عن التدخين سيقلل من خطر الاصابة بسرطان من نوع اخر بنسبة ثلاث ونصف الاضعاف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك