- العوامل الجينية والكروموسومات من أهم أسباب العقم لدى الرجال
شهر «نوفمبر» شهر كامل مخصص لصحة الرجل، والتوعية بأخطر الأمراض والسرطانات التي تصيبه، وخاصة سرطان البروستات
التقينا بالدكتورة مريم فدا استشارية الجينات والوراثة وتحليل جينات الأجنة قبل الغرس، حيث أفادت أن من الأمراض التي تراها في العيادة والتي تستوجب التوعية هي العقم عند الرجال وسرطان البروستات.
إن تأخر الحمل لدى الزوجة قد يكون بسبب عدة عوامل. منها اضطراب في الهرمونات أو انسداد قناة فالوب أو طفرات جينية أو كروموسومية وغيرها.
أما بالنسبة للزوج، فقد تكون الدوالي أحد الأسباب وأيضاً عوامل جينية وكروموسومية تؤدي إلى تشوهات أو تمنع تكوّن الحيوانات المنوية.
تذكر الدكتورة مريم أحد حالات العقم التي تتكرر في العيادة. يأتي الزوج والزوجة عادة بعد عدة سنوات من محاولة الإنجاب للفحوصات لمعرفة سبب تأخر الحمل بعد أن أخبرهما أطباء الخصوبة بأنه لا يوجد سبب واضح لعدم الحمل.
تبين من خلال فحص كروموسومات الزوج والزوجة أن الزوج مصاب بمتلازمة كلاينفلتر أي أنه وُلد بنسخة زائدة من الكروموسوم X ما يؤدي إلى عدم تكون الحيوانات المنوية بطريقة سليمة، والذي يفسر سبب العقم.
لذا يُنصح بعمل الفحوصات الجينية أو الكروموسومية قبل الزواج.
كما تشاركنا الدكتورة مريم فدا بحالات أخرى تم تحويلها من عيادة الخصوبة لرجل متزوج ولم يُرزق بطفل بعد عدة سنوات من الزواج.
تم فحص الزوجة من قبل طبيبة متخصصة في مجال النساء والولادة لتخبرها أنه لا يوجد سبب لعدم حدوث الحمل. أما بالنسبة للزوج، فقد تبين أنه لا يوجد حيوانات منوية في السائل المنوي. ذهب الزوج لأطباء الخصوبة وتم إعطاؤه أدوية لتنشيط الحيوانات المنوية مدة 8 أشهر.
بعدها تم إعادة فحص السائل المنوي ليتبين أنه ما زال لا يوجد أي حيوانات منوية في العينة. تعرض الزوج بعدها لعملية لأخذ خزعة من الخصية لسحب الحيوانات المنوية وتبين كذلك عدم وجود الحيوانات المنوية.
تم تحويل الزوج إلى عيادتي لإجراء الفحوصات الجينية. تبين من خلال فحص الدم أن الزوج لا يملك الجين الذي يُنتج الحيوانات المنوية وهذا ما يفسر سبب العقم وعدم حمل الزوجة. هنا تكمن أهمية هذه الفحوصات. إذا تم عمل هذه الفحوصات الجينية في البداية عند المراجعة الأولية، لما اضطر الزوج للخضوع للأدوية العلاجية والخزعات.
سرطان البروستات
أما بالنسبة لسرطان البروستات، فأوضحت الدكتورة مريم أن السرطان مرض جيني وأن 10% من السرطانات وراثية. وهو عبارة عن خلايا تنقسم بطريقة عشوائية وغير منتظمة مكونة للورم. مضيفة أنه تم تحويل مريض الى عيادتي بعد أن تم تشخيصه بسرطان البروستات. التاريخ العائلي بين أن هناك عدة أقارب من الدرجة الأولى تم تشخيصهم بسرطانات مختلفة. منها سرطان الثدي لدى الأم والأخت وسرطان البروستات لدى الأخ.
تبين من الفحص الجيني أنه حامل لطفرة في الجين BRCA2 والتي تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 1% عند الرجال وكذلك سرطان البروستات والبنكرياس والقولون. أما بالنسبة للإناث فتزيد هذه الطفرة الجينية الإصابة بسرطان الثدي والمبايض وكذلك البنكرياس والقولون.
نسبة وراثة الطفرة السرطانية 50% وذلك لأن هناك نسختين من كل جين (من الأم والأب).
عادة مريض السرطان لديه جين سليم والآخر به الطفرة فإما يورِث الجين السليم لأبنائه أو الجين الذي يحمل الطفرة السرطانية. لذلك يُطلب من أقارب المريض وخصوصاً الأبناء والأشقاء القيام بالفحص الجيني لمعرفة إن كانوا قد ورثوا ذات الطفرة. إن تم وراثتها فنقوم بمتابعة المريض أو المريضة عن كثب لاستئصال الورم في بدايته لتصل نسبة الشفاء إلى 100% بإذن الله.
وأكدت لتجنب إنجاب طفل يحمل هذه الطفرة السرطانية، يُنصح بتحليل جينات الاجنة قبل الغرس بعد عملية أطفال الأنابيب، حيث يتم إعطاء الأم الأدوية المحفزة للمبايض. بعد سحب البويضات يتم تلقيحها بالحيوانات المنوية للزوج. عند تكون الأجنة، يتم أخذ خزعة من الأجنة وتحليلها لمعرفة أي من هذه الأجنة سليمة ليتم بعدها زراعتها في الأم لتنجب بإذن الله طفل لا يحمل هذه الطفرة السرطانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك