وَعَادَتْ إلِيَّ.. وَطَنٌ نَغْسِلُ بَيْنَ كَفَّيْهِ أَحْزَانَنَا..
وَنَحْوَ انشغالات أَحْلَامِنَا..
نَقُولُ لِلحَمَّامِ العَائِدُ مَن مَسَافَاتٍ بَعِيدَةٍ
اسْتَرِحْ..
فَكُلُّ الحِكَايَاتِ الَّتِي عَاصَرَتْكَ..
مَرَّتْ مِنْ هُنَا..
فَوْقَ كَدْحِ الرِّجَالِ فِي البَحْرِ..
وَتَحْتُ فيء ظِلُّ نَخْلَةٍ اِلْتَقَتْ أَجْسَادُنَا..
(وَطَّنَ) لَنَّا فِيه أَرَاجِيحُ حِلْمٍ.
***
يَسْأَلنِي الوَقْتُ عَنْ وَقْتِي.
وَالمُدنُ عَنْ اِنْتِمَائِي..
وَبَيْتٌ رُبِيتُ فِيهُ..
عَنْ جِدَارِ نَخْلَتِنَا الوَاقِفَة فِي حَوْشِنَا القَدِيمِ..
مَنْ أَنْتَ؟
فَقُلْتُ: أَنَا الظِّلُّ وَالنُّورُ..
أَنَا البَحْرُ وَالسُّفُنُ..
أَنَا حِكَايَةُ الجُدُودِ فِي لَهِيبِ مَوَال الغَوَّاصِينَ..
أَنَا المُثْقَلُ بِالدِّينِ القَدِيمِ..
عِنْدَمَا غَادَرَنَا الرِّجَالُ نَحْوَ البَحْثِ عَنْ اللُّؤْلُؤِ..
أَنَا حَبْلُ العَائِدِينَ مِنْ بَعْدِ غِيَابٍ طَوِيل..
أَنَا النخل المُمْتَدُّ فِي بَاطِنِ التُّرْبَةِ..
أَنَا وَطَّنَ الجَزَرِ..
وَطَنُ النوارسِ الحَالِمَةِ بِزُرْقَةِ البَحْرِ..
العَاشِقُ فِي زَمَنٍ اِرْتَفَعْتُ فِيهُ كُلُّ صَوَارِينَا.
فَتَعَلَّقْتُ بِالأَرْضِ صَارِخًا.. «بَحْرَيْنِ»، أُحِبُّكِ
وَأَخْشَى عَلَيْكَ أَعَاصِيرُ الزَّمَنِ البَغِيضِ..
آهْ يَا وَطَنٌ.. اِعْشَقْكَ فِي الصَّبَاحِ الجَدِيدِ..
اتوسد أَحْلَامُك كَعُصفورٍ يتوسد سِدْرَةَ دَارِنَا..
ويَغْفُو كُلَّ مَسَاءٍ في سِدْرةِ القلبِ.
a.astrawi@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك