تل أبيب - (أ ف ب): كشف الجيش الإسرائيلي أمس السبت العناصر الأولى لتحقيق يجريه في ملابسات مقتل ثلاث رهائن «عن طريق الخطأ» في غزة، موضحا أنهم كانوا يرفعون علما أبيض وطلبوا المساعدة بالعبرية. وأفاد الجيش بأن يوتام حاييم وألون شمريز وسامر الطلالقة، وجميعهم في العشرينات من العمر، قتلوا بالرصاص خلال عمليات في مدينة غزة، مع مواصلة الدولة العبرية قصفها الجوي وعملياتها العسكرية البرية في القطاع المحاصر في إطار الحرب التي اندلعت قبل أكثر من شهرين بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكان الثلاثة من بين الذين خطفتهم حماس خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر وأسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين قضى غالبيتهم في اليوم الأول، بحسب السلطات الإسرائيلية، إضافة إلى اتّخاذ نحو 240 رهينة لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة. وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، وتعهدت القضاء على حركة حماس التي تحكم القطاع وإعادة الرهائن.
وأعلنت حكومة حماس الجمعة أن 18 ألفا و800 فلسطيني، تشكّل النساء والأطفال نحو 70 بالمائة منهم، قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب. بحسب العناصر الأولى لتحقيق الجيش الإسرائيلي، كان الرهائن الثلاثة في قطاع تتعرض فيه قواته لكمائن عدة. وهم لوحوا براية بيضاء وتحدثوا بالعبرية.
وقال مسؤول عسكري في تصريح لصحفيين إن «أحد الجنود رصدهم عندما ظهروا. لم يكونوا يرتدون قمصانا تي-شيرت وكانوا يحملون عصا وفي جزئها الأعلى قماشة بيضاء. شعر الجندي بتهديد فأطلق النار (...) وقُتل اثنان (من الرهائن)». وتابع: «أصيب آخر على الفور وهرع إلى المبنى»، موضحا أن الجنود سمعوا بعد ذلك «استغاثة بالعبرية». وقال إن الواقعة «تتعارض مع قواعد الاشتباك الخاصة بنا».
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أسفه «لمأساة لا تحتمل»، بينما وصف البيت الأبيض مقتل الرهائن الثلاثة بأنه «خطأ مأساوي» يغرق «كامل دولة إسرائيل في الحداد». بعيد البيان الذي أصدره الجيش الجمعة نظّم أقارب رهائن ونشطاء مسيرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في مدينة تل أبيب رفعوا خلالها صور المحتجزين مطالبين حكومة نتانياهو بالسعي للإفراج عنهم.
في هذا السياق تطرح تساؤلات حول إمكان التوصل إلى مرحلة ثانية من الهدنة. ففي نوفمبر، أتاحت هدنة إنسانية امتدت سبعة أيام بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة، إطلاق سراح 80 من الرهائن الإسرائيليين مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. كما أفرجت حماس عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك