العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

قرارات «التنفيذ» أحكام قضائية لا يجوز الطعن عليها إداريا

الاثنين ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الإدارية‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬هي‭ ‬قرارات‭ ‬قضائية‭ ‬يصدرها‭ ‬بمقتضى‭ ‬وظيفته‭ ‬القضائية‭ ‬وتحسم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قاعدة‭ ‬قانونية‭ ‬خصومة‭ ‬قضائية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬السندات‭ ‬التنفيذية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الاحكام‭ ‬النهائية‭ ‬وما‭ ‬يعترضها‭ ‬من‭ ‬عقبات‭ ‬في‭ ‬التنفيذ،‭ ‬ورسم‭ ‬القانون‭ ‬طرق‭ ‬ومواعيد‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬والمحكمة‭ ‬التي‭ ‬تنظر‭ ‬ذلك‭ ‬الطعن‭ ‬وهي‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬وبذلك‭ ‬تختلف‭ ‬القرارات‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬محل‭ ‬دعوى‭ ‬الإلغاء‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬شخص‭ ‬طالب‭ ‬بإلغاء‭ ‬قرار‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬بالحجز‭ ‬التحفظي‭ ‬على‭ ‬حساباته‭ ‬البنكية‭ ‬إثر‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬بسداده‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬لصالح‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬صدر‭ ‬بالحجز‭ ‬على‭ ‬حساباته‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬التنفيذ‭ ‬الاختياري‭.‬

وكان‭ ‬المدعي‭ ‬قد‭ ‬رفع‭ ‬دعواه‭ ‬شرح‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬قضت‭ ‬بإلزامه‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬لشركة‭ ‬مبلغ‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬تعويضاً‭ ‬نهائياً‭ ‬والفائدة‭ ‬بواقع‭ ‬2%‭ ‬حتى‭ ‬السداد‭ ‬التام،‭ ‬ومبالغ‭ ‬أخرى‭ ‬وصل‭ ‬بها‭ ‬المبلغ‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬الشركة‭ ‬المستحقة‭ ‬للمبالغ‭ ‬بإبلاغه‭ ‬بسداد‭ ‬المبلغ‭ ‬المحكوم‭ ‬به‭ ‬اختياريا‭ ‬خلال‭ ‬سبعة‭ ‬أيام،‭ ‬وقبل‭ ‬مرور‭ ‬السبعة‭ ‬أيام‭ ‬فوجئ‭ ‬بإيقاع‭ ‬الحجز‭ ‬التنفيذي‭ ‬على‭ ‬حساباته‭ ‬البنكية‭ ‬بموجب‭ ‬ملف‭ ‬التنفيذ‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المستحق‭ ‬دفعه‭ ‬وتبين‭ ‬قيام‭ ‬الشركة‭ ‬بفتحه‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬ارسال‭ ‬الإخطار‭ ‬بالوفاء‭ ‬الاختياري‭ ‬له‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استصدار‭ ‬قرار‭ ‬بالحجز‭ ‬على‭ ‬حساباته‭ ‬البنكية‭ ‬وقدم‭ ‬طلبا‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬التنفيذ‭ ‬لرفع‭ ‬الحجر‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬البنكية‭ ‬لصدوره‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬مضي‭ ‬مدة‭ ‬التنفيذ‭ ‬الاختياري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القاضي‭ ‬رفض‭ ‬هذا‭ ‬الطلب،‭ ‬وراجع‭ ‬قاضي‭ ‬المحكمة‭ ‬طالباً‭ ‬منه‭ ‬رفع‭ ‬الإجراء‭ ‬لمخالفته‭ ‬الواضحة‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬وبطلانه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القاضي‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬رفع‭ ‬إجراء‭ ‬التعميم‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬البنكية‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬بالقرار‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬للرقابة‭ ‬القضائية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الإدارة‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬إرادتها‭ ‬الملزمة‭ ‬للأفراد‭ ‬بقصد‭ ‬تحقيق‭ ‬أثر‭ ‬قانوني‭ ‬معين‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬بذلك‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬حالة‭ ‬واقعية‭ ‬أو‭ ‬قانونية‭ ‬تدفعه‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬باتخاذ‭ ‬قراره‭ ‬الملـزم‭ ‬لا‭ ‬يـبغي‭ ‬بـه‭ ‬سـوى‭ ‬المصـلحة‭ ‬العـامة‭ ‬دون‭ ‬تعـسف‭ ‬أو‭ ‬إعزاف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الغاية‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬تصدره‭ ‬المحكمة‭ ‬بمقتضى‭ ‬وظيفتها‭ ‬القضائية‭ ‬ويحسم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قاعدة‭ ‬قانونية‭ ‬خصومة‭ ‬قضائية‭ ‬تقوم‭ ‬بين‭ ‬خصمين‭ ‬تتعلق‭ ‬بمركز‭ ‬قانوني‭ ‬خاص‭ ‬أو‭ ‬عام،‭ ‬ولا‭ ‬ينشئ‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬مركزاً‭ ‬قانونياً‭ ‬جديداً،‭ ‬وإنما‭ ‬يقرر‭ -‬في‭ ‬قوة‭ ‬الحقيقة‭ ‬القانونية‭ ‬وجود‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬وجوده‭ ‬ويكون‭ ‬القرار‭ ‬قضائياً‭ ‬متى‭ ‬توافرت‭ ‬له‭ ‬هذه‭ ‬الخصائص‭ ‬ولو‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬لا‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬قضاة،‭ ‬وأنها‭ ‬أسندت‭ ‬إليها‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭ ‬استثنائية‭ ‬للفصل‭ ‬فيما‭ ‬أنيط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خصومات‭. ‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬القرار‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأول‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬قد‭ ‬استمدت‭ ‬ولاية‭ ‬القضاء‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬محدد‭ ‬لاختصاصها‭ ‬مبين‭ ‬لإجراءاتها‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬تصدره‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬نهائية‭ ‬أو‭ ‬قابلة‭ ‬للطعن‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬الهيئات‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬في‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬الثانية‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬خصومة،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬تطبق‭ ‬عليه‭ ‬ووجه‭ ‬الفصل‭ ‬فيه‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬هي‭ ‬المختصة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬السندات‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الأحكام‭ ‬والقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أنواعها‭ ‬ودرجاتها،‭ ‬ويجري‭ ‬التنفيذ‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬ويعاونه‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭ ‬عدد‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬المنفذين‭ ‬الخاصين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬يختص‭ ‬بإصدار‭ ‬القرارات‭ ‬والأوامر‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬وله‭ ‬التفويض‭ ‬باستعمال‭ ‬القوة‭ ‬الجبرية‭ ‬عند‭ ‬الاقتضاء‭ ‬والاستعانة‭ ‬برجال‭ ‬الشرطة‭ ‬والأمر‭ ‬بكسر‭ ‬الأبواب‭ ‬وفض‭ ‬الأقفال‭ ‬بالقوة‭.‬

وأضافت‭ ‬في‭ ‬حيثياتها‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬أوضح‭ ‬طريق‭ ‬التظلم‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحجز‭ ‬وقرار‭ ‬رسو‭ ‬البيع‭ ‬وتوزيع‭ ‬المبالغ،‭ ‬حيث‭ ‬أجازت‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬شأن‭ ‬التظلم‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحجز‭ ‬أمام‭ ‬قاضي‭ ‬محكمة‭ ‬التنفيذ‭ ‬خلال‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬إعلانه‭ ‬أو‭ ‬علمه‭ ‬بها،‭ ‬وأجازت‭ ‬الاستئناف‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى،‭ ‬خلال‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬إعلانه‭ ‬أو‭ ‬علمه‭ ‬بها‭. ‬ويعتبر‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المستعجلة‭ ‬ويرفع‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬أداء‭ ‬الرسم‭ ‬المقرر،‭ ‬وتنظر‭ ‬فيه‭ ‬المحكمة‭ ‬تدقيقاً‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬رأت‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬ويعتبر‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬نهائياً‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حقيقتها‭ ‬قرارات‭ ‬قضائية‭ ‬يصدرها‭ ‬بمقتضى‭ ‬وظيفته‭ ‬القضائية‭ ‬وتحسم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قاعدة‭ ‬قانونية‭ ‬خصومة‭ ‬قضائية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬السندات‭ ‬التنفيذية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الاحكام‭ ‬النهائية‭ ‬وما‭ ‬يعترضها‭ ‬من‭ ‬عقبات‭ ‬في‭ ‬التنفيذ،‭ ‬ورسم‭ ‬القانون‭ ‬طرق‭ ‬ومواعيد‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬والمحكمة‭ ‬التي‭ ‬ينعقد‭ ‬لها‭ ‬الاختصاص‭ ‬وهي‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬وبذلك‭ ‬تختلف‭ ‬القرارات‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬محل‭ ‬دعوى‭ ‬الإلغاء،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ينتفي‭ ‬معه‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬بنيت‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬الدعوى،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسـباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا