الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين والكويت.. نموذج متجدد
بالأمس سألني أحد الإعلاميين: ما تفسيرك للاهتمام البحريني الكبير، الرسمي والشعبي، في التضامن والوقوف مع دولة الكويت الشقيقة، في وفاة سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح رحمه الله، وحرص جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على تقديم واجب العزاء شخصيا، على الرغم من أن مملكة البحرين كانت تحتفل بأعيادها الوطنية..؟
فأجبت قائلا: هذا سؤال مهم جدا، يستحق الإجابة عليه بتفصيل، من أجل أن يعرف ويدرك ويتعلم أبناؤنا وأحفادنا حجم وطبيعة العلاقات البحرينية الخليجية عموما، والبحرينية الكويتية خصوصا.
ذلك أن الاهتمام البحريني بالحدث، والعلاقات الوثيقة، تعد نموذجا متفردا، يستمد زخمه من أواصر الدم والنسب، والعلاقات الاجتماعية المتداخلة بين البلدين والشعبين الشقيقين، فضلا عن العلاقات التاريخية العريقة بين أسرة آل خليفة الكرام وأسرة آل صباح الكرام، كما أن الأمير الراحل له مكانة خاصة ومتميزة في قلب ووجدان كل بحريني.
ونلاحظ حرص مملكة البحرين على المشاركة في وفدين رسميين رفعي المستوى، بقيادة جلالة الملك المعظم، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث أن مملكة البحرين من أول الدول التي شاركت بوفدين رسميين في واجب العزاء، بل وفي ذات اليوم، بجانب الوفود الشعبية من المواطنين البحرينيين المقيمين في الكويت، وكذلك البحرينيين الذين سافروا إلى الكويت من أجل تقديم واجب العزاء.
وتقديرا لمكانة الأمير الراحل لدى مملكة البحرين فقد نعى الديوان الملكي نبأ وفاة الفقيد، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها، وقد كان رحمه الله قائدًا حكيمًا كرّس حياته في خدمة شعبه وأمته وخدمة الإنسانية.
كما تم الإعلان عن الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في مملكة البحرين لمدة ثلاثة أيام، وتقرر تأجيل كافة فعاليات موسم أعياد البحرين، وإقامة صلاة الغائب على روح الفقيد بعد صلاة الظهر في جميع مساجد وجوامع البحرين. كما وشهدت بنفسي شخصيا إقبال فئات المجتمع البحريني نحو السفارة الكويتية لتقديم واجب العزاء، منذ صباح الأحد الماضي، مما يؤكد المكانة الرفيعة للأمير الراحل لدى أهل البحرين.
إن العلاقات البحرينية الكويتية تشهد توافقا في الرؤى والمواقف، والتعاون البارز في كافة المسارات والمجالات، وهناك تعاون مستمر ومتواصل في المشاريع والخطط الاقتصادية والتنموية، فضلا عن الزيارات المتبادلة واللجنة العليا المشتركة، ومذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون، ومما تجدر الإشارة إليه أن التبادل التجاري بين البلدين وفي عهد الأمير الراحل نواف الأحمد بلغ 318 مليون دولار، ونمو الاستثمارات الكويتية المباشرة في البحرين إلى 2.25 مليار دولار.
إن الاهتمام العالمي الواسع بوفاة الأمير نواف الأحمد يؤكد حجم ومستوى مكانة الأمير والكويت، فبجانب الاهتمام الإعلامي الدولي، وكلمات وعبارات زعماء الدول، فقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة التي قامت بتنكيس علمها أمس الاثنين اجلالا للأمير نواف الأحمد، أنه كان رجل دولة متميزا. كما وصفه الاتحاد الأوروبي بالأمير المخلص والمتفاني في خدمة بلاده والإنسانية، فيما جاء في بيان مجلس التعاون الخليجي أن الأمير الراحل صاحب حنكة عميقة، وشخصية حكيمة، وتجلد جميل، وإنسانيّة عظيمة.
إن رجلا بهذه القامة والقيمة.. والسيرة والمسيرة.. وهذا الحب والتواضع.. بجانب الحرص والاهتمام لتعزيز العلاقات البحرينية الكويتية، يحق لنا أن نحزن لوداعه، وكلنا ثقة بأن سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، سيواصل المسيرة والعمل والإنجاز من أجل خير وصالح الجميع، ودعم ورعاية العلاقات البحرينية الكويتية، الراسخة والمتجددة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك