القاهرة/غزة – الوكالات: واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة أمس. وتسبب حملة العدوان الاسرائيلي في تدمير القطاع وأشاعت الجوع والبؤس وقتلت ما يقرب من 20 ألفا من سكان غزة، وفقا للأرقام الفلسطينية.
وليل الاثنين الثلاثاء استهدف قصف إسرائيلي مدينتَي رفح وخان يونس ووسط غزة، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس.
وقصفت الصواريخ الإسرائيلية أمس منطقة رفح في جنوب القطاع، حيث تجمع مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في الأسابيع الماضية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصا من بينهم 4 أطفال وإصابة عشرات آخرين، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين.
وذكر سكان أنهم اضطروا إلى إزالة الأنقاض بأيديهم. وقال محمد زعرب: «هاد فعل همجي».
وقال مسعفون إن من بين الشهداء الصحفي الفلسطيني عادل زعرب وعددا من أفراد عائلته. وبذلك يرتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بداية العدوان إلى 97، وفقا للمكتب الإعلامي بغزة.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لرويترز إن ضربة أخرى قتلت 13 شخصا وأصابت نحو 75 آخرين في جباليا بشمال القطاع.
وتزعم إسرائيل أنها تحذر من شن الضربات مسبقا حتى يتمكن المدنيون من الفرار، وتتهم حماس بالاختباء في المناطق السكنية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن أكثر من 60 بالمائة من البنية التحتية في غزة دُمرت أو لحقت بها أضرار ونزح أكثر من 90 بالمائة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأضافت الأونروا: «هذا مستوى مذهل وغير مسبوق من الدمار والنزوح القسري، يحدث أمام أعيننا».
وقال جهاد زعرب لوكالة فرانس برس: «ليس هناك مكان آمن. نحن نازحون من مدينة غزة. جئنا إلى هنا، دمرت منازلنا. هناك قصف في كل غزة».
من جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك: «اليوم، يضطر الفلسطينيون إلى اللجوء إلى مناطق تزداد صغرا فيما تقترب العمليات العسكرية شيئا فشيئا» منهم. وأضاف: «إنهم محاصرون في جحيم. لم يعد هناك مكان يذهبون إليه في غزة».
وفي القطاع الذي تخضعه إسرائيل لحصار كامل منذ التاسع من أكتوبر نزح نحو 1.9 مليون نسمة، أي 85 في المائة من السكان، بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة.
واضطر كثير من السكان إلى الفرار مرات عدة وأقاموا في مخيمات محرومين من الماء والغذاء والدواء والوقود.
وقال سكان إنه خلال العدوان البري، الذي فقدت فيه إسرائيل 132 جنديا، تقدمت الدبابات داخل مدينة خان يونس الجنوبية وقصفت منطقة سوق لكنها واجهت مقاومة شديدة.
ويشن الآلاف من مقاتلي المقاومة، المتمركزين في شبكات الأنفاق، حرب عصابات على الجنود الإسرائيليين.
ورغم الهجمات المستمرة عليها منذ 11 أسبوعا قالت حماس إنها لا تزال قادرة على إطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب حيث دوت صفارات الإنذار.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن 19667 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 52586 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر.
وعبر مسؤولون من الأمم المتحدة عن ذهولهم من الوضع في مستشفيات غزة التي تفتقر إلى الإمدادات اللازمة لعلاج الجرحى وأيضا للسلامة.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): «أنا غاضب لأن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون في تلك المستشفيات».
وأضاف أن مستشفى ناصر، أكبر مستشفى لا يزال يعمل بالقطاع، تعرض للقصف مرتين خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وجدد فولكر تورك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان دعوته إلى وقف إطلاق النار والعمل على التوصل إلى حل الدولتين.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة: «نستغرب الصمت الدولي وهو يرى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة في ظل عدم توافر خدمات صحية نتيجة تدمير المستشفيات وإخراجها من الخدمة ما يعني إصرار الاحتلال على الإبادة الجماعية».
بدوره، أعلن فضل نعيم مدير المستشفى الاهلي وهو من آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل في شمال قطاع غزة، توقف المستشفى عن العمل أمس الثلاثاء بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي.
وحاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى واعتقل عددا من الأطباء والممرضين والجرحى، بحسب ما أعلن مدير المستشفى لوكالة فرانس برس.
وبحسب نعيم «استشهد 4 مواطنين متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها أمس».
ويتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي خلال ساعات على مسودة جديدة لقرار يدعو إلى «وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة».
وكانت الولايات المتحدة التي أكّدت يوم الاثنين أنّها «ستواصل تزويد» إسرائيل الأسلحة والذخائر في حربها ضدّ حماس قد استخدمت حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى «وقف إنساني فوري لإطلاق النار» في غزة، مع تنديدها في الوقت نفسه في الأيام الأخيرة بالضربات «العشوائية» التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك