جنيف - الوكالات: قالت منظمة الصحة العالمية أمس إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة، واصفة مشاهد مرضى متروكين يستجدون الطعام والماء بأنها «لا تحتمل».
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة بأنها قادت بعثات إلى مستشفيَين أصيبا بأضرار بالغة هما الشفاء والأهلي في شمال قطاع غزة يوم الأربعاء.
وصرّح ممثل منظمة الصحة في قطاع غزة ريتشارد بيبركورن: «طواقمنا تعجز عن وصف الوضع الكارثي الذي يواجهه المرضى والطواقم الطبية» الذين مازالوا هناك.
وجاءت تصريحاته فيما تتكثّف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى هدنة للعدوان الذي أودى بحياة 20 ألف شخص في غزة 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة أمس إن «الاحتلال دمر المنظومة الصحية بشكل كامل في شمال قطاع غزة».
وكشفت البعثة التي تقودها منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي الذي كان قبل يومين «مكتظا بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة» أصبح الآن «هيكلا فارغا»، وفق ما قال بيبركورن لصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس المحتلة.
وأضاف: «لم تعد هناك غرف لإجراء عمليات بسبب نقص الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية والطواقم الطبية من جراحين ومتخصصين آخرين. توقّفت عن العمل بشكل كامل».
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن لدى حماس أنفاقا تحت المستشفيات ويتّهمها باستخدام المنشآت الطبية كمراكز قيادة، وهو ما تنفيه حركة المقاومة.
وردا على سؤال حول الادعاءات الإسرائيلية قال بيبركورن: «لم نر شيئا من ذلك على أرض الواقع».
وأوضح: «من دون وقود وطواقم وأساسيات أخرى لن تحدث الأدوية فرقا، وسيموت جميع المرضى ببطء وبشكل مؤلم».
ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس استشهاد نحو 20 ألفا وإصابة أكثر من 52 ألفا آخرين في غزة خلال 3 أشهر بأنه «أمر مروع»، وطالب بإيقاف ما وصفها بالمذبحة في غزة ووقف إطلاق النار فورا.
وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير نُشر أمس إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم. وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الكبرى المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.
وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية.
القاهرة (غزة) القدس المحتلة – الوكالات: تصاعد القتال في قطاع غزة أمس مع بعض من أعنف جولات القصف الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب، وأظهرت حركة حماس الفلسطينية قدرتها على إطلاق الصواريخ على تل أبيب بينما يجري الطرفان المتحاربان محادثات وصفت بأنها الأكثر «جدية» منذ أسابيع بشأن هدنة جديدة.
وكان القصف أكثر شدة على الجانب الشمالي من قطاع غزة حيث أمكن رؤية ومضات برتقالية من الانفجارات ودخان أسود مع بزوغ الفجر عبر السياج الفاصل مع إسرائيل. وسُمع هدير الطائرات المحلقة ودوي قصف الضربات الجوية كل بضع ثوان يتخلله دوي إطلاق نار.
وفي العاصمة التجارية لإسرائيل دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وانفجرت صواريخ في السماء بعد أن اعترضتها الدفاعات الإسرائيلية. وقالت خدمة إسعاف (نجمة داود الحمراء) إنه كانت هناك عدة أماكن سقط فيها حطام الصواريخ بجنوب تل أبيب ولكن لم ترد أنباء عن إصابات.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها أطلقت وابلا من الصواريخ ردا على قتل إسرائيل للمدنيين. لكن مع وجود رئيس المكتب السياسي للحركة في مصر لإجراء محادثات بخصوص الهدنة يبدو بوضوح أن هجوم الصواريخ يستهدف إرسال رسالة دبلوماسية مفادها أن الحرب المستعرة منذ عشرة أسابيع والتي دمرت معظم قطاع غزة فشلت في تدمير قدرة حماس على إطلاق الصواريخ.
وقال سكان جباليا في شمال القطاع على مقربة من الحدود الإسرائيلية إن المنطقة باتت معزولة بالكامل إذ يطلق قناصة إسرائيليون النار الآن على أي شخص يحاول الفرار.
وقال أحد سكان جباليا الذي طلب عدم ذكر اسمه خشية التعرض للتنكيل: «كانت إحدى أسوأ الليالي من ناحية قصف الاحتلال».
ومع انقطاع الاتصالات في غزة لليوم الثاني تحدث السكان إلى رويترز عبر الهاتف باستخدام شريحة اتصالات لشبكة الهاتف المحمول الإسرائيلية. ويقول سكان غزة إن انقطاع الاتصالات ينذر عادة بهجمات إسرائيلية.
وقال مسؤولو حماس إن ضربة جوية إسرائيلية صباح أمس قتلت أربعة بينهم العقيد بسام غبن المدير المعين من قبل حماس لمعبر كرم أبو سالم التجاري الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن سيارات الإسعاف لم تعد قادرة الآن على الوصول إلى عدد كبير من المصابين والشهداء داخل جباليا. وورد في المنشور: «وصلت إلينا عدة مناشدات حول وجود قصف متواصل في شارع البنا النزلة في جباليا وعشرات الشهداء والجرحى المحاصرين هناك دون أن تتمكن أي من طواقم الإسعاف أو فرق الإنقاذ من الوصول إليهم».
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن آخر مستشفى في شمال قطاع غزة توقف فعليا عن العمل في اليومين الماضيين ما يعني أنه لم يعد هناك مكان لاستقبال المصابين.
ويأتي تكثيف القتال على الرغم من تعزيز الجهود الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة من العام للحد من الكارثة الإنسانية.
ويناقش الجانبان الآن هدنة جديدة لإطلاق سراح بعض مما يربو على 100 رهينة مازالوا محتجزين لدى فصائل المقاومة. وفي الوقت نفسه يعكف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على صياغة خطة جديدة لزيادة المساعدات.
وأجرى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس محادثات في مصر لليوم الثاني أمس في تدخل شخصي نادر أشار فيما سبق إلى أن الجهود الدبلوماسية بلغت مراحل مهمة. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن زعيمها في طريقه إلى القاهرة أيضا.
ويبدو أن المحادثات هي الأكثر جدية منذ انهار مطلع الشهر الجاري وقف إطلاق نار استمر أسبوعا، لكن المواقف العامة للطرفين متباعدة؛ فإسرائيل تقول إنها لن تتفاوض إلا على وقف مؤقت للقتال من أجل إطلاق سراح الرهائن بينما تقول حماس إنها مهتمة فقط بالمفاوضات التي ستؤدي إلى إنهاء دائم للقتال.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية يوم الأربعاء: «إن هذه مناقشات ومفاوضات جادة للغاية، ونأمل أن تؤدي إلى نتيجة ما». وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: «نمارس الضغوط».
وقالت حماس في بيان إن الفصائل الفلسطينية اتخذت موقفا موحدا بأنه لا ينبغي الحديث عن الأسرى أو اتفاقات تبادل إلا بعد الوقف الكامل للعدوان. وأضافت حماس: «هناك قرار وطني فلسطيني بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلا بعد وقف شامل للعدوان».
وفي وقت سابق قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لهنية لرويترز: «لا نستطيع الحديث عن مفاوضات في وقت تستمر فيه إسرائيل في عدوانها. مناقشة أي أطروحة تتعلق بالأسرى يجب أن تتم بعد وقف العدوان».
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن المفاوضات بخصوص الإفراج عن الرهائن جارية لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل، بينما كرر موقف إسرائيل بأن الحرب لن تتوقف ما دامت حماس تسيطر على غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك