العقبة – (أ ف ب): وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس إلى الأردن حيث أجري مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول المساعدات الإنسانية لغزة وعملية السلام في الشرق الأوسط قبل أن ينتقل إلى قاعدة جوية للاحتفال بأعياد الميلاد مع الجنود الفرنسيين المنتشرين في هذا البلد.
قال الديوان الملكي الأردني في بيان إن الملك عبدالله أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس بأن «العدوان الإسرائيلي المستمر» على غزة سيكون له «عواقب كارثية» على المنطقة. كما قال الملك عبدالله إن على العالم الضغط على إسرائيل لإنهاء حملتها العسكرية في غزة ورفع العقبات أمام المساعدات التي تشتد حاجة نحو مليوني فلسطيني في القطاع لها، إذ يتفشى الجوع والمرض بسرعة.
وكان الرئيس الفرنسي غادر باريس بعد أزمة سياسية استمرت ثلاثة أيام بشأن قانون الهجرة، ليختار هذا العام منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى، التي تهزها الحرب المستعرة في غزة، لعقد هذا الاجتماع التقليدي مع القوات الفرنسية. وكان في استقباله الملك عبدالله لدى نزوله من الطائرة الرئاسية في مطار مدينة العقبة الساحلية (328 كلم جنوب عمان) على شاطئ البحر الأحمر عند الساعة 3,50 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (12,50 ظهرا ت غ)، بحسب ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس.
وزار ماكرون عمان في 25 أكتوبر خلال جولة في المنطقة للتعبير عن التضامن مع إسرائيل بعد الهجوم الدموي الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر في جنوب اسرائيل، ولإعادة إطلاق فكرة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. وقال الإليزيه في بيان إن هذا اللقاء سيشكل «فرصة للعودة إلى العمل المشترك بيننا وبين شركائنا الأردنيين فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والطبية للسكان المدنيين في قطاع غزة».
وستتوجه إلى عمان طائرتان فرنسيتان جديدتان تنقلان مساعدات إنسانية مخصصة للمدنيين في قطاع غزة (من المقرر وصول الأولى الخميس والثانية في 26 ديسمبر).
وأضافت الرئاسة الفرنسية إن «رئيس الدولة سيؤكد بهذه المناسبة على ضرورة التوصل إلى هدنة فورية جديدة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار».
ومع اعترافه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، أكد ماكرون يوم الأربعاء في مقابلة مع قناة «فرانس 5»، إنه «لا يمكننا أن نسمح بترسيخ فكرة أن محاربة الإرهاب بشكل فعال يعني تدمير كل شيء في غزة أو مهاجمة السكان المدنيين بشكل عشوائي والتسبب في سقوط ضحايا مدنيين». كما شدد على «ضرورة العمل على تهيئة الظروف الملائمة للعودة إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مع كافة شركائنا».
ومن المتوقع بعد ذلك أن يزور الرئيس الفرنسي قاعدة جوية في الأردن تتمركز فيها قوات فرنسية «لتسليط الضوء على التزام فرنسا الدائم بمكافحة الإرهاب»، بحسب الإليزيه. وفي خضم الاضطرابات السياسية في فرنسا بسبب إقرار قانون الهجرة، سيلقي ماكرون كلمة أمام 350 جنديا فرنسيا في القاعدة قبل تناول عشاء عيد الميلاد الذي أعدته مطابخ الرئاسة. يشكل الجنود الفرنسيون المنتشرون في الأردن جزءا من عملية «شمّال» التي تضم إلى الجنود المتمركزين في الأردن إلى جانب 250 جنديا فرنسيا في العراق وسوريا في إطار المشاركة الفرنسية في عملية «العزم الصلب» التي انطلقت في 2014 ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وتديرها الولايات المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك