نظرة عامة في مجملها، وفي أدق التفاصيل أشياء أخرى، حقائق يمكن أن تخفيها، سنوات عاصفة تطوف أمامك.
تضيق بؤبؤتك ثم تتسع، فتستقر ثوان في نقطة ما في تلك المرآة، تتساءل، تحاول أن تستنطقها، تتفرس تلك الملامح التي لا تبوح لك بشيء.
استنتاجاتك تتعجب منها!
الذاكرة يمكن ترميمها؟ تستجمع أفكارك، تحللها لكنك تخفق!
جملة من الأسئلة، تيار من الاستفهامات؟
لماذا لا زلت تستثقلها، وتثير في داخلك طوافان من الرفض.
أيامك الماضية كنت تتفاءل بها، الحقيقة أنك كنت تصارع ضميرك وأحيانا مبادئك!
منصبك الذي ارتقيته وأنت تترفع عن الضعفاء، وسائل الغش والمقامرة بأنواعها، كانت أوراقك التي تلذذ ارتشافها وأنت تروي ظمأك.
ماذا تريد الآن؟
المال أم المنصب؟
كلاهما لا يشفي بحر الغليان في أعماقك.
لقد تكدست حساباتك المسماة بأسماء وهمية، وغصت جيوبك.
طرقك الملتوية كنت تحسبها فرصاً لابد من اقتناصها.
تتكأ وتوعز إحساسك بالتأنيب على طفولتك البائسة.
تنظر مرةً أخرى في المرآة، وجهك يتدفق حمرة، من أنت.. تتساءل؟
كنت على وشك أن تبتسم، لكنك حبستها في لحظة اشمئزاز منها! بلًلت وجهك بقطرات باردة فارتعشت كلك.
تلك الرعشة.. أكانت استفاقة منك؟ أم رهبة؟
شيء من الدهشة تنتابك!
تمسحها بمنديل أبيض محاولاً أن تزيل شيئا من عدم الوضوح.
كنت يوماً تطلب رزقك من كل حدب وصوب.
أبحت لنفسك الكثير، لكنه حق غير مشروع.
في هزيع الليل الأخير، تتقلب على فراشك وتشاركك وسادتك محاولةً منك لتبرير أحوالك.
تضغط على رأسك، أخيراً تغمض عيناك.
صباحاتك منعشة، بخات عطور وأيادي ترفع بالتحية، وسيارات فارهة تنتظرك.
مازلت تسترجع تلك الذكريات وأنت في سجنك الأبدي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك