تعد آلام المفاصل والأوتار الناتجة من التقدم في العمر والإصابات الرياضية من أكثر الآلام شيوعا لدى كثير من المرضى. ولكن من الضروري أن يتم تشخيصها من البداية تشخيصا صحيحا ليبدأ المريض خطة علاج سليمة.
وأوضحت الدكتورة رولا حسين استشارية الأشعة التشخيصية والتداخلية للجهاز العضلي الهيكلي في مملكة البحرين، في مجمع السلمانية الطبي الحاصلة على البورد العربي والأوروبي في تخصص الأشعة والزمالة الأمريكية والكندية (من مستشفى ماونت سيناي في نيويورك مستشفى فانكوفر العام في كندا) في تخصص الأشعة التشخيصية والتداخلية للعظام والمفاصل لـ«الخليج الطبي» أن دور الأشعة العضلية والهيكلية تشخيص وعلاج العديد من الأمراض والحالات، بما في ذلك تشخيص هشاشة العظام، خشونة المفاصل والأمراض الروماتيزمية والإصابات الرياضية والكسور والأورام المتعلقة بالعظام والأنسجة المحيطة.
وأضافت أن التشخيص يتطلب أيضا أخذ خزعات أورام العظام والأنسجة تحت إرشاد السونار أو الأشعة المقطعية لتحديد طبيعة الأورام ومن ثم تحديد خطة العلاج.
مقال اليوم بالتحديد سوف يركز على تخصص الأشعة التداخلية لعلاج آلام الجهاز العضلي الهيكلي وهو تخصص متطور وجديد يقوم على أساس تشخيص دقيق لأسباب الألم باستخدام عدة وسائل تصوير طبي مثل الأشعة السينية، السونار، والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.
وأوضحت أن بعد تحديد مصدر وسبب الألم أو الإصابة، يمكننا التدخل الجراحي البسيط تحت تخدير موضعي في أغلب الأحيان، توجيه الإبرة تحت الإرشاد الإشعاعي أو السونار لنتيجة مضمونة ودقيقة وفي غاية الأمان.
هذا الإجراء يغني في كثير من الأحيان عن اللجوء إلى التخدير عام وما يمكن أن يصاحبه من مضاعفات لإجراء الشق الجراحي، مما يساهم في تعافي أسرع ومن ثم تقليل الحاجة إلى المبيت في المستشفى، حيث إن المريض في أغلب الأحيان بإمكانه المغادرة إلى البيت في اليوم نفسه.
وبسؤالها عن الحالات التي يمكن علاجها بالأشعة التداخلية أجابت:
علاج كسور العمود الفقري بالإسمنت الطبي، علاج ألم العصعص والمفصل العجزي، تشخيص وعلاج آلام الكتف والكوع والرسغ شمولا بإصابات الأوتار أو الأربطة أو العضلات بالإضافة إلى تفتيت تكلسات الأوتار تحت إرشاد السونار.
تشخيص وعلاج آلام الحوض والركبة وكعب القدم، بالإضافة إلى إصبع الزناد وتليف أوتار الأصابع وانحشار الأعصاب الحسية مثل متلازمة النفق الرسغي أو تليف الأعصاب الذي يمكن أن ينتج عن عمليات جراحية أو إصابات سابقة.
تشخيص وعلاج بعض الأورام باستخدام التردد الحراري أو الاستئصال بالتبريد تحت الإرشاد الشعاعي وهما من أحدث التقنيات في عالم الأشعة التداخلية التي تتم من دون شق جراحي ومن دون تخدير كلي.
تشخيص وعلاج آلام العمود الفقري مثل عرق النسا وخشونة مفاصل العمود الفقري، وإعطاء كل أنواع إبر الظهر تحت إرشاد الأشعة السينية أو المقطعية لنتيجة أدق وأكثر أماناً لتفادي خطر إصابة النخاع الشوكي والأعصاب أو الأوعية الدموية المحيطة أثناء الحقن الطبي.
تشخيص قطع الأوتار والأربطة والعضلات الناتجة من الإصابات الرياضية باستخدام السونار وأشعة الرنين المغناطيسي وعلاجها باستخدام إبر البلازما التي أثبتت فعاليتها في كثير من الحالات.
علاج حالات الكتف المتجمد تحت إرشاد الأشعة السينية أو السونار في بعض الأحيان.
تشخيص وعلاج خشونة المفاصل وعلاجها بدءا من إبر الكورتيزون وحمض الهيالورونيك إبر البلازما إلى عمليات التردد الحراري والتي تستخدم لعلاج خشونة الركبة المتقدمة التي يمكن أن تعمل كبديل لتبديل المفصل الجراحي للمرضى التي لا تسمح حالتهم الطبية لإجراء العملية أو المرضى الذين يحتاجون إلى تأخير عملية تبديل المفصل الجراحي لإطالة عمر المفصل الصناعي.
وأخيرا وليس آخرا علاج حالات الصداع والشد العضلي التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية.
أحب أن أختم بأن التشخيص مجهود كلي يعتمد على التعاون بين عدة تخصصات، حيث إن قسم أشعة العظام والمفاصل في أي منظومة صحية يعمل يدا بيد مع قسم جراحة العظام وقسم الأمراض الروماتيزمية وقسم الطوارئ وقسم التخدير وقسم الأورام وقسم الجراحة العامة لتقديم الأفضل للمرضى ومثل ما أحب أقول لكل المرضى العلاج السليم يبدأ بالتشخيص السليم ووفقنا الله جميعا إلى الخير والصلاح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك