الاحتلال يكثف اعتداءاته ويحول أحياء قطاع غزة ومشافيه إلى أكوام من الأنقاض
قطاع غزة – الوكالات: وصفت جيما كونيل قائدة فريق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أمس ما رأته في مستشفى الأقصى في غزة بأنه «مذبحة كاملة».
وقالت كونيل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن هناك العديد من المصابين «بجروح شديدة الخطورة، لكن لا يمكن علاجهم لوجود الكثيرين أمامهم في طابور الجراحة، والمستشفى مكتظ بالمصابين بما يفوق طاقته الاستيعابية».
ونقلت الإذاعة البريطانية عن كونيل قولها: «رأيت صبيا عمره تسع سنوات يعاني بشكل مأساوي من إصابة مدمرة في الرأس يموت أمامي».
ونقلت منظمة الصحّة العالمية شهادات «مروّعة» عن قصف مخيّم المغازي للاجئين الفلسطينيين في وسط غزة، مشيرة إلى أنّ هذه الروايات جمعتها طواقمها من «مستشفى الأقصى» الذي نُقل إليه ضحايا هذا القصف الهمجي الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم جبرييسوس في منشور على منصّة «إكس» إنّ «هذه الضربة الأخيرة تظهر ضرورة وقف إطلاق النار فورا».
وأدت الضربة على مخيم المغازي إلى سقوط ما لا يقل عن 70 شهيدا بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه «يتحقق من الحادث».
كما قالت جيما كونيل لرويترز إن المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يلتزمون بأوامر الإخلاء الإسرائيلية لا يجدون أماكن آمنة للفرار إليها.
وتحدثت المسؤولة الأممية، التي تقود فريقا إنسانيا تابعا للأمم المتحدة وتعمل في غزة منذ عدة أسابيع، عما قالت إنها «رقعة شطرنج بشرية» يفر بداخلها آلاف الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، وأضافت أنه ليس هناك ما يضمن أن وجهتهم القادمة ستكون آمنة.
وقالت كونيل، رئيس فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، التي زارت حي دير البلح وسط قطاع غزة الاثنين: «هناك مساحة صغيرة متبقية هنا في رفح لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم نقلهم حول رقعة شطرنج بشرية لأن هناك أمر إخلاء في مكان ما».
وأضافت لرويترز: «الناس يفرون من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى. لكنهم ليسوا آمنين هناك».
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف من عدوانه على قطاع غزة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للقوات في القطاع الساحلي المحاصر إن إسرائيل «ستكثف القتال في الأيام المقبلة».
من جانبه أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في تصريح صحفي أمس تكثيف العملية البرية في غزة لاستعادة الأسرى، مشيرا إلى أن الحرب ستستمر أشهرا طويلة.
في وقت مبكر من يوم أمس، تحدث سكان فلسطينيون عن وقوع عدة غارات جوية بالقرب من مستشفى ناصر في خان يونس، أكبر منشأة طبية في جنوب قطاع غزة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن سبعة أشخاص استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الأمل بمدينة خان يونس.
وأفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس بأن الضربات الإسرائيلية تواصلت خلال الليل وخصوصا على خان يونس ورفح المجاورة عند الحدود مع مصر حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم.
ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في آخر 24 ساعة إلى مستشفى ناصر في خان يونس على ما أفادت وزارة الصحة في حكومة حماس.
وتظهر صور لوكالة فرانس برس التقطت في حي تل الهوى المدمر في مدينة غزة، وقد تحول إلى أكوام من الأنقاض والدمار المحترق إلى جانب الغرف المدمرة في مستشفى القدس، الذي حاصره جيش الاحتلال في نوفمبر.
ويقول رجل: «الدمار كبير جداً، وكل السكان نزحوا إلى الجنوب. الله يعين الأهالي على تجاوز ما حل بهم من مصائب».
وقال أحد الناجين أبو البراء أمس وسط أنقاض منزل دمره القصف في رفح إن إسرائيل «تدعي أن هناك مناطق مأهولة أو مناطق آمنة، لكن هذا الهجوم يناقض ادعاءاتها وأكاذيبها».
وأضاف أن مخيمات رفح للاجئين «تؤوي عشرات الآلاف من المواطنين المسالمين، لذا لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة».
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 20915 شهيدا وزهاء 55 ألف جريح، في اليوم الحادي والثمانين للحرب. وقالت في بيان مقتضب: «ارتفاع عدد الشهداء إلى 20915 إضافة إلى 54918 جريحا جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي».
في الوقت ذاته يواصل رجال المقاومة الفلسطينية مواجهة قوات الاحتلال في انحاء قطاع غزة.
أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس قتل عدد من الجنود وتدمير العديد من الآليات العسكرية الإسرائيلية خلال ساعات، وأنهما تخوضان اشتباكات ضارية على مختلف محاور التوغل.
وأعلنت تدمير عدد من الآليات وقتل جنود إسرائيليين في كمائن، بالتزامن مع قصف حشودات إسرائيلية داخل غزة وفي غلاف القطاع.
ونشرت حماس لقطات تظهر مقاتلين يطلقون النار ويفجّرون دبابة إسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد الضباط والجنود القتلى إلى ٦ خلال ٢٤ ساعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك