طهران- (أ ف ب): حذر الحرس الثوري في إيران أمس الأربعاء من أنّ طهران ستردّ على اغتيال إسرائيل لأحد قادته، «بعمل مباشر» وبأعمال أخرى تنفذها المجموعات الموالية لإيران في المنطقة. اتهمت طهران يوم الاثنين إسرائيل باغتيال القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي الذي يعدّ أحد المستشارين الأكثر خبرة في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري.
ونقلت وكالة «مهر» عن المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف قوله «ردنا على اغتيال الشهيد موسوي سيكون مزيجاً من العمل المباشر وجبهة المقاومة». «جبهة المقاومة» هو المصطلح المستخدم في إيران والذي يشمل النظام في سوريا وحزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية والفصائل العراقية والمتمرّدين الحوثيين اليمنيين المقرّبين من إيران والمعارضين لإسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية.
وفي العراق، شيّع المئات في مدينتي النجف وكربلاء جثمان رضي موسوي الذي قُتل الاثنين في «هجوم صاروخي» إسرائيلي في دمشق، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني. ورداً على سؤال بشأن هذه الضربة، قالت إسرائيل إنها «لا تعلق على المعلومات الواردة من وسائل الإعلام الأجنبية». وتقول إسرائيل بانتظام إنها تريد منع إيران من ترسيخ وجودها على أعتابها.
ورفع المشيّعون نعش موسوي وصوره داخل العتبة العلوية في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، ورددوا هتافات «أمريكا الشيطان الأكبر» و«أمريكا عدو الله»، وفق مصوّر لوكالة فرانس برس. كما حمل مشاركون في التشييع، وبينهم رجال دين وعناصر في الحشد الشعبي العراقي وزوار إيرانيون، أعلام الحشد وهو تحالف فصائل عراقية موالية لإيران باتت منضوية في القوات الرسمية.
وقال السفير الإيراني في العراق محمد آل صادق الذي شارك في التشييع لفرانس برس إن «استشهاد... موسوي جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم العدو الصهيوني الذي بدأ يتخبط بدون أن يحقق أي انتصار» أكان عسكريا أم سياسيا. وأضاف «لذلك بدأ بين فترة وأخرى يضرب أهدافنا ولكن النصر قريب إن شاء الله وسيُلقَّن درساً لن ينساه».
ونُقل الجثمان بعد ذلك إلى كربلاء حيث أقيمت له مراسم تشييع في العتبتين الحسينية والعباسية. وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية أن جثمان موسوي سينقل بعد ذلك إلى الجمهورية الإسلامية، بداية إلى مدينة مشهد بشمال شرق البلاد، ومنها إلى طهران حيث ستقام مراسم تشييع اليوم الخميس قبل أن يوارى الثرى.
ويعدّ موسوي أكبر قائد في فيلق القدس يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أمريكية في العراق في الثالث من يناير 2020. وزاد مقتل موسوي من منسوب التوتر في الشرق الأوسط، حيث صعدت الجماعات المدعومة من إيران هجماتها مذ هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل في السابع من أكتوبر ما أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة.
ويشهد العراق كذلك توتراً على خلفية هذه الحرب، فقد تعرضت القوات الأمريكية في العراق وفي سوريا لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر، تبنّت معظمها «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ مقاتلين في فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك