العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

«عالم الشهرة» تحاور الإعلامي الكويتي القدير صالح الغريب
الغريب: وضع الثقافة الفنية صار سيئًا بسبب إلغاء الصحف للصفحات الفنية

الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00


أنا الصحفي الكويتي الوحيد الذي صوّر ووثق مراحل الفيلم العالمي (الرسالة)


رافقت الفنان القدير الراحل محمد النشمي لتقديم واجب العزاء في وفاة «كوكب الشرق»


 

 

حاورته‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف

 

تميز‭ ‬عهد‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الراقي‭ ‬والمتقن،‭ ‬فكانت‭ ‬الصفحات‭ ‬الفنية‭ ‬تمثل‭ ‬منبرًا‭ ‬لعمالقة‭ ‬الفن،‭ ‬لما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬أحداثًا‭ ‬تاريخية‭.‬

ويعد‭ ‬إعلاميو‭ ‬ذلك‭ ‬العصر،‭ ‬مؤسسو‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية‭ ‬الحقيقية‭ ‬فبقلمهم‭ ‬وبقرطاسهم،‭ ‬سجل‭ ‬روّاد‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬آنذاك،‭ ‬التاريخ‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬شهدنا‭ ‬على‭ ‬تميزه‭ ‬في‭ ‬جيلنا‭ ‬الحالي‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬مصدرًا‭ ‬مهما‭ ‬لمراجعنا‭.‬

ورغم‭ ‬بساطة‭ ‬المواد‭ ‬المتاحة‭ ‬حينها‭ ‬للتدوين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أقلامهم‭ ‬سطرت‭ ‬لنا‭ ‬عبر‭ ‬صفحاتهم‭ ‬تاريخا‭ ‬فنيًا‭ ‬حافلاً،‭ ‬لتبقى‭ ‬تلك‭ ‬الصفحات‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن‭ ‬والصحافة‭.‬

‭"‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬استضافت‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الصحافي‭ ‬الكويتي‭ ‬المخضرم‭ ‬ومدير‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين،‭ ‬صالح‭ ‬الغريب‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬روّاد‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية،‭ ‬فقد‭ ‬تربع‭ ‬على‭ ‬عرشها‭  ‬فهو‭ ‬شخصيةً‭ ‬لامعة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬واستطاع‭ ‬ببراعة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬عمالقة‭ ‬الفن‭ ‬بين‭ ‬أحضان‭ ‬صفحاته‭ ‬الورقية،‭ ‬شكّل‭ ‬ضيفنا‭ ‬بقلمه‭ ‬فهمًا‭ ‬عميقًا‭ ‬للحركة‭ ‬الفنية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬تاريخية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يُقدّر‭ ‬بثمن‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬وتدوين‭ ‬اللحظات‭ ‬المهمة‭ ‬والأحداث‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭. ‬و‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬تاريخ‭ ‬فني‭ ‬يرفع‭ ‬راية‭ ‬الإبداع‭ ‬والإرق‭ ‬الثقافي،‭ ‬مؤثرًا‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الفن‭ ‬والصحافة‭."‬

 

‭ ‬الأستاذ‭ ‬المخضرم‭ ‬صالح‭ ‬الغريب‭.. ‬نرحب‭ ‬بك‭ ‬عبر‭ ‬صفحتنا‭ ‬الأسبوعية‭ "‬عالم‭ ‬الشهرة‭"..‬

‭- ‬من‭ ‬هو‭ ‬الأستاذ‭ ‬صالح‭ ‬الغريب،‭ ‬في‭ ‬سطور؟

أنا‭ ‬صالح‭ ‬الغريب،‭ ‬مدرس‭ "‬متقاعد‭"‬،‭ ‬و‭ ‬عضو‭ ‬بجمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين‭ ‬ورابطة‭ ‬الأدباء‭ ‬الكويتيين‭ ‬ومدير‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭.‬

‭- ‬متى‭ ‬بدأت‭ ‬عملك‭ ‬بالصحافة؟

بدأت‭ ‬العمل‭ ‬الصحافي‭ ‬هاوياً‭ ‬عام‭ ‬1965م‭ ‬عبر‭ ‬مجلات‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭: ‬أضواء‭ ‬الكويت‭ ‬‭ ‬الهدف‭ ‬‭ ‬اليقظة‭ ‬‭ ‬النهضة‭ ‬‭ ‬الطليعة‭ ‬‭ ‬أجيال‭ ‬‭ ‬الرائد‭.‬

ثم‭ ‬عُينت‭ ‬مسؤول‭ ‬الصفحات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬مرآة‭ ‬الأمة‭ ‬ثم‭ ‬اليقظة،‭ ‬ثم‭ ‬الهدف‭ ‬ثم‭ ‬السياسة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2002م‭ ‬وصحفي‭ ‬ومؤسس‭ ‬لمجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭" ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1971م‭..  ‬وحالياً‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬المجلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1994م‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬قمت‭ ‬بإعداد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والإذاعية‭.‬

وشارك‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية‭.‬

‭ - ‬كيف‭ ‬كنتم‭ ‬تواجهون‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬سابقًا؟‭ ‬ومامدى‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬عليها‭ ‬الآن؟

الصحافة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬كانت‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬المجلات‭ ‬وتعتبر‭ ‬مجلة‭ "‬أضواء‭ ‬الكويت‭" ‬أكثر‭ ‬نشراً‭ ‬للمواضيع‭ ‬والأخبار‭ ‬الفنية‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الصحف‭ ‬اليومية‭ ‬تهتم‭ ‬بالفن‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬بدأت‭ ‬بتخصيص‭ ‬صفحات‭ ‬للفن‭ ‬والثقافة‭ ‬وصدرت‭ ‬أول‭ ‬مجلة‭ ‬فنية‭ ‬هي‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭" ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬تصدر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

السبعينيات‭ ‬والثمانينيات‭ ‬توسع‭ ‬اهتمام‭ ‬الصحف‭ ‬اليومية‭ ‬المحلية‭ ‬بالفنون‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لذلك‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬إنتشار‭ ‬شهرة‭ ‬فناني‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭..‬

أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬وضع‭ ( ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬سيء‭ )‬فقد‭  ‬أصبحت‭ ‬الصحف‭ ‬تلغي‭ ‬صفحات‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬وبعضها‭ ‬صارت‭ ‬تقلّص‭ ‬عدد‭ ‬الصفحات‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ثلاث‭ ‬مؤسسات‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬الإنتاج‭ ‬الغنائي‭ ‬وأصبح‭ ‬وضع‭ ‬الأصوات‭ ‬الجديدة‭ ‬سيء‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬فرقة‭ ‬موسيقية‭ ‬لتسجيل‭ ‬أعمالهم‭ ‬الغنائية‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬الكويتية‭.. ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬يعيش‭ ‬فترة‭ ‬سيئة‭ ‬نتيجة‭ ‬للإهمال‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬التشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

‭- ‬مامدى‭ ‬ارتباطك‭ ‬بـ‭ "‬عمالقة‭" ‬الفن‭ ‬الكويتي‭ ‬كالفنان‭ ‬القدير‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالحسين‭ ‬عبدالرضا؟‭ ‬والفنان‭ ‬القدير‭ ‬سعد‭ ‬الفرج؟

كانت‭ ‬علاقتي‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالحسين‭ ‬عبدالرضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬كصحفي‭ ‬ولم‭ ‬أحاوره‭ ‬وتعاونت‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬قمت‭ ‬بتأليف‭ ‬كتاب‭ ‬تذكاري‭ ‬عن‭ ‬أخيه‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬المرحوم‭ ‬أمير‭ ‬عبدالرضا‭.‬

وهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬عرضت‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬له‭ ‬كتاب‭ ‬تذكاري‭ ‬وقد‭ ‬قلت‭ ‬للفنان‭ ‬عبدالحسين‭ ‬عبدالرضا‭: ‬لا‭ ‬تستغرب‭ ‬أنا‭ ‬الذي‭ ‬أعرض‭ ‬خبرتي‭ ‬وقدرتي‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬وهذا‭ ‬الجهد‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬وهو‭ ‬وفاء‭ ‬مني،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أوفق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬طباعة‭ ‬ملونة‭ ‬فاخرة‭ ‬وورق‭ (‬مصقول‭) ‬لأن‭ ‬أعماله‭ ‬تتميز‭ ‬بلوحات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.. ‬ووافق‭ ‬في‭ ‬الحال‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وقدمته‭ ‬والحمد‭ ‬الله‭ ‬ظهر‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬الجميع‭.‬

أما‭ ‬الفنان‭ ‬سعد‭ ‬الفرج‭ ‬فقد‭ ‬أجريت‭ ‬معه‭ ‬حواراً‭ ‬جميلاً‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬السياسة،‭ ‬وعلاقتي‭ ‬معه‭ ‬كصحفي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬والصورة‭ ‬التذكارية‭ ‬معهما‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬الكورونا‭ ‬في‭ ‬مزرعة‭ (‬عزايز‭) ‬للشيخ‭ ‬علي‭ ‬الجابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬العبدلي‭.‬

‭- ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬مطرب‭ (‬وطن‭ ‬النهار‭) ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالكريم‭ ‬عبدالقادر؟

الفنان‭ ‬القدير‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالكريم‭ ‬عبدالقادر‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬رواد‭ ‬الأغنية‭ ‬الكويتية‭ ‬المطورة‭ ‬فقد‭  ‬أثرى‭ ‬خلال‭ ‬60‭ ‬عاماً‭ ‬مكتبة‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬الكويتية‭ ‬بتعاونه‭ ‬مع‭ ‬غالبية‭ ‬الملحنين‭ ‬والمؤلفين‭.. ‬وقدّم‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭  ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأغنية‭ ‬الكويتية‭ ‬العاطفية‭ ‬والوطنية‭ ‬والرياضية‭..‬

‭"‬بو‭ ‬خالد‭" ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬التقيت‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬وأماكن‭ ‬عديدة،‭ ‬فنان‭ ‬أصيل‭ ‬ومبدع‭ ‬ومتميز‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الملحنين‭ ‬والمؤلفين،‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬50‭) ‬عاماً‭ ‬وقد‭ ‬حاورته‭ ‬في‭ ‬الأعداد‭ ‬الأولى‭ ‬لمجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭" ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين‭.. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬حواري‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الحوارات‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬حياته‭.‬

‭- ‬كان‭ ‬لكم‭ ‬لقاء‭ ‬سابق‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭.. ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬الترتيب‭ ‬له؟

التقيت‭ ‬بالموسيقار‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1974م‭ ‬بلقاء‭ ‬صحفي‭ ‬وقد‭ ‬سعى‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاء‭  ‬الدكتور‭ ‬خليفة‭ ‬الصقعبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدرس‭ ‬الطب‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬موافقته‭ ‬مشكوراً‭ ‬لعمل‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬لمجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬الكويتية‭" ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬وكيل‭ ‬شركة‭ "‬صوت‭ ‬الفن‭" ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬المرحوم‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬والفنان‭ ‬القدير‭ ‬المطرب‭ ‬عبدالحليم‭ ‬حافظ‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬هي‭ ‬مؤسسة‭ (‬بوزيدفون‭) ‬لعائلة‭ ‬الصقعبي‭ ‬وفعلاً‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬شركة‭ "‬صوت‭ ‬الفن‭" ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬حصلنا‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬وذهبنا‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وحضر‭ ‬معنا‭ ‬مصور‭ ‬المجلة‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬تصوير‭ ‬كل‭ ‬الفيلم‭ ‬لحرصنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نضمن‭ ‬اختيار‭  ‬صورة‭ ‬جيدة‭ ‬للنشر‭ ‬في‭ ‬المجلة‭.‬

كان‭ ‬المصور‭ ‬حينها‭ ‬جاهز‭ ‬للتصوير‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬دخل‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬صالون‭ ‬الضيوف‭ ‬وجلس‭ ‬معنا‭ ‬استعد‭ ‬المصور‭ ‬لأخذ‭ ‬صورة‭ ‬تذكارية‭  ‬تجمعني‭ ‬معه‭.‬

عندما‭ ‬رأي‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬للمصور‭: ‬كيف‭ ‬تصورني‭ ‬وأنا‭ ‬لابس‭ ‬روب‭ ‬البيجاما؟‭ ‬فرد‭ ‬المصور‭: ‬الجماعة‭ ‬طلبوا‭ ‬مني‭ ‬ذلك‭.‬

فقال‭ ‬له‭ ‬عبدالوهاب‭: ‬اجلس‭ "‬يا‭ ‬ابني‭ ‬في‭ ‬مكانك‭ ‬لما‭ ‬أقولك‭ ‬صور‭ (‬تصور‭)" ‬كان‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬لابس‭ ‬الروب‭ ‬على‭ ‬البدلة‭. ‬وهنا‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬محرج‭ ‬وقلت‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬نفسي‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬استمر‭  ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬على‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬أو‭ ‬نسى؟

‭- ‬ماذا‭ ‬أضافت‭ ‬لك‭ ‬تلك‭ ‬التجربة؟

حاورته‭ ‬وأنا‭ ‬شاب‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬الكل‭ ‬يستغرب‭ ‬ذلك،‭ ‬كيف‭ ‬استطعت‭ ‬محاورة‭ ‬عملاق‭ ‬وقامة‭ ‬عربية‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وفي‭ ‬منتصف‭ ‬اللقاء‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬اقتنع‭ ‬من‭ ‬نوعية‭ ‬الأسئلة‭ ‬فطلب‭ ‬من‭ ‬المصور‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬لنا‭ ‬صور‭ ‬تذكارية‭ ‬وكنت‭ ‬طبعاً‭ ‬سعيد‭ ‬بذلك‭ ‬والمصور‭ ‬كذلك‭ (‬ما‭ ‬قصر‭ ‬شغل‭ ‬الكاميرا‭ ‬وصور‭ ‬كل‭ ‬صور‭ ‬الفيلم‭ ‬مستعين‭ ‬بالبطارية‭ ‬الجافة‭ ‬المشحونة‭ ‬دائماً‭).‬

‭- ‬ماهي‭ ‬أهم‭ ‬المحطات‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

أنا‭ ‬الصحفي‭ ‬الكويتي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬غطى‭ ‬تصوير‭ ‬وتوثيق‭ ‬مراحل‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلم‭ ‬العالمي‭ (‬الرسالة‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭..‬

ففي‭ ‬صيف‭ ‬1974‭ ‬م،‭ ‬وبدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬الإعلامي‭ ‬القدير‭ ‬محمد‭ ‬السنعوسي،‭ ‬أرسلتني‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين‭ ‬لمدينة‭ ‬مراكش‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين،‭ ‬لأقوم‭ ‬بتغطية‭ ‬صحفية‭ ‬للفيلم‭ ‬العالمي‭ "‬الرسالة‭"‬،‭ ‬لنشرها‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭"‬،‭ ‬التابعة‭ ‬لجمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين،‭ ‬التي‭ ‬يترأسها‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المفرج‭ (‬شادي‭ ‬الخليج‭)‬،‭ ‬شافاه‭ ‬الله،‭ ‬وكنت‭ ‬أذهب‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬التصوير،‭ ‬وكان‭ ‬يبعد‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬عن‭ ‬فندق‭ ‬هوليدي‭ ‬إن‭ ‬و‭ ‬مركز‭ ‬القرية،‭ ‬وقد‭ ‬صنعوا‭ ‬مجسماً‭ ‬كبيراً‭ ‬للكعبة‭ ‬المشرفة‭ ‬ومنازل‭ ‬تطل‭ ‬أبوابها‭ ‬وشبابيكها‭ ‬عليها،‭ ‬وقد‭ ‬وافق‭ ‬أهل‭ ‬القرية‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬المجسم،‭ ‬وأبدوا‭ ‬سعادتهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬بذلك،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬الإنتهاء‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬تحطمت‭ ‬بعض‭ ‬الأبواب‭ ‬والنوافذ،‭ ‬ولم‭ ‬يوافق‭ ‬أهل‭ ‬القرية‭ ‬على‭ ‬تصليحها‭ ‬لكي‭ ‬تبقى‭ ‬ذكرى،‭ ‬وقد‭ ‬أجريت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬مع‭ ‬نجوم‭ ‬الفيلم،‭ ‬منهم‭ ‬الفنان‭ ‬الممثل‭ ‬الإنجليزي‭ ‬روبرت‭ ‬براون،‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬أدواراً‭ ‬رئيسة‭ ‬ومميزة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أعماله‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬ونشر‭ ‬للحديث‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬مجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭" (‬187‭) ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬22‭/‬6‭/‬1975م،‭ ‬وقال‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬عن‭ ‬الفيلم‭: ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬عظيم‭ ‬وكبير‭. ‬وعن‭ ‬دوره،‭ ‬قال‭: ‬أمثل‭ ‬دور‭ (‬عتبة‭). ‬وعن‭ ‬الكويت‭ ‬قال‭ : ‬بلاد‭ ‬عظيمة‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬لي‭ ‬صديق‭ ‬يعمل‭ ‬ممثلاً‭ ‬لشركة‭ ‬كويتية‭ ‬في‭ ‬لندن‭".‬

وأثناء‭ ‬تغطيتي‭ ‬لتصوير‭ ‬فيلم‭ "‬الرسالة‭" ‬التقيت‭ ‬بنجمة‭ ‬الفيلم‭ ‬الممثلة‭ ‬اليونانية‭ ‬إيرين‭ ‬باباس‭ ‬ودورها‭ ‬الكبير‭ (‬هند‭ ‬بنت‭ ‬عتبة‭) ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬1974‭ ‬أثناء‭ ‬وجودي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مراكش‭ ‬بالمغرب‭ ‬وهي‭ ‬فنانة‭ ‬قديرة‭ ‬رفضت‭ ‬عقوداً‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬عربي‭ ‬عالمي‭ ‬وإسلامي‭ ‬وكانت‭ ‬الفنانة‭ ‬إيرين‭ ‬مشغولة‭ ‬بتصوير‭ ‬بعض‭ ‬اللقطات‭ ‬أثناء‭ ‬الفترة‭ ‬الصباحية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تنسى‭ ‬الموعد‭ ‬الذي‭ ‬أتفقنا‭ ‬عليه‭ ‬مسبقاً،‭ ‬ونشر‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭" ‬العدد‭ (‬178‭) ‬20/4/1975م‭.‬

‭- ‬رأيت‭ ‬لك‭ ‬صورة‭ ‬أرشيفية‭ ‬في‭ ‬عزاء‭ "‬كوكب‭ ‬الشرق‭"‬،‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭.. ‬حدثني‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭..‬

في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬1975م،‭ ‬قام‭ ‬رائد‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين‭ ‬الأسبق،‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬أحمد‭ ‬النشمي‭ ‬وقد‭ ‬رافقته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬بصفتي‭ ‬سكرتير‭ ‬تحرير‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭" ‬بتقديم‭ ‬واجب‭ ‬العزاء‭ ‬بوفاة‭ ‬الفنانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬1975‭.‬

وصلنا‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬وفاتها،‭ ‬وسكنا‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬البرج،‭ ‬وفي‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬أخذتنا‭ ‬سيارة‭ ‬سفارة‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬العزاء،‭ ‬ووقف‭ ‬السائق‭ ‬أمام‭ ‬بوابة‭ ‬السرادق‭ ‬مباشرة،‭ ‬ونزلنا‭ ‬وسلمنا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬عائلة‭ ‬الفقيدة،‭ ‬وجلسنا‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬مقابل‭ ‬مقاعد‭ ‬العائلة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬ظاهر‭ ‬في‭ ‬الصورة،‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ "‬عالم‭ ‬الفن‭".‬

وبعد‭ ‬الدفن،‭ ‬قمنا‭ ‬بزيارة‭ ‬ضريح‭ ‬المرحومة‭ ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الكويتيين،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يدرسون‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬منهم‭ ‬د‭.‬يوسف‭ ‬الدوخي‭ ‬والملحن‭ ‬مرزوق‭ ‬المرزوق‭ ‬والمخرج‭ ‬عبدالمحسن‭ ‬الخلفان‭ ‬وجاسم‭ ‬الجزاف‭ ‬وآخرون‭.‬

‭ ‬للحديث‭ ‬بقية‭.. ‬انتظروا‭ ‬بقية‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ "‬عالم‭ ‬الشهرة‭" ‬الأسبوع‭ ‬القادم‭..‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا