العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

الدكتورة بروين حبيب.. نجمة القوَّة الناعمة في سَماء الثقافة

السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

سيدة‭ ‬الحِكايات‭ ‬الثقافية‭ ‬المُمتِعة‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬ملِكة‭ ‬الحضور‭ ‬المؤثر‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬الإعلام‭ ‬الثقافي‭ ‬الخليجي،‭ ‬صورةٌ‭ ‬فصيحةٌ‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬التحرر‭ ‬الروحي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تُفارقه‭ ‬ومضات‭ ‬الدهشة‭ ‬المُتأججة،‭ ‬ثورة‭ ‬عُنفوانٍ‭ ‬إبداعي‭ ‬لا‭ ‬تكف‭ ‬أنهَاره‭ ‬عن‭ ‬التدفق‭ ‬المُتجدد،‭ ‬عاشقة‭ ‬اللغة‭ ‬العربيَّة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لابتكار‭ ‬ترياقٍ‭ ‬سِحري‭ ‬يُجدد‭ ‬شباب‭ ‬حروفها‭ ‬ومعانيها‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الأجيال،‭ ‬من‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬المُصادفات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬حمَلَتها‭ ‬على‭ ‬جناح‭ ‬الجد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والمُثابرة‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬النجومية‭ ‬التلفازية‭ ‬الثقافية‭ ‬‮«‬هدايا‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬الكون‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬إحدى‭ ‬‮«‬هدايا‭ ‬الكون‮»‬‭ ‬التي‭ ‬اختار‭ ‬أن‭ ‬يُهديها‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬لتظلَّ‭ ‬تلك‭ ‬النجمة‭ ‬المُتألقة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬الثقافي‭ ‬للغتنا‭ ‬العربيَّة،‭ ‬وتُضفي‭ ‬على‭ ‬فتنتها‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الفتنة‭ ‬المَعنويَّة‭ ‬والموسيقيَّة‭.‬

د‭. ‬بروين‭ ‬حبيب‭ ‬من‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬حين‭ ‬يحضر‭ ‬اسمهم‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬يشعر‭ ‬السامِع‭ ‬أن‭ ‬حرف‭ ‬الدال‭ ‬والنقطة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬أسماءهم‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬رونق‭ ‬الاسم‭ ‬وهيبته‭! ‬فبينما‭ ‬تُضفي‭ ‬تلك‭ ‬الدال‭ ‬فخامة‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬آخرين‭ ‬وقيمةً‭ ‬قد‭ ‬يحتاجونها؛‭ ‬نجد‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬بروين‭ ‬حبيب‮»‬‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يُضفي‭ ‬الفخامة‭ ‬والكبرياء‭ ‬والقيمة‭ ‬العالية‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحرف‭ ‬بصورةٍ‭ ‬تلقائيَّة‭! ‬نحنُ‭ ‬هُنا‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرةٍ‭ ‬من‭ ‬الظواهِر‭ ‬العِصاميَّة‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬تبلورها‭ ‬بمجهودٍ‭ ‬ذاتي‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬المُعاصِر‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬نموّها‭ ‬وصمودها‭ ‬واستمرارها‭ ‬في‭ ‬ساحاتٍ‭ ‬محفوفة‭ ‬بالعثرات‭ ‬ومشحونةٍ‭ ‬بالصراعات‭ ‬المُجتمعيَّة‭ ‬والمِهنيَّة،‭ ‬وكأنها‭ ‬بطلةٌ‭ ‬أُسطوريَّة‭ ‬فرَّت‭ ‬من‭ ‬سطور‭ ‬إحدى‭ ‬الروايات‭ ‬الخياليَّة‭ ‬لتعيشَ‭ ‬بكُل‭ ‬أحلامها‭ ‬وسعيها‭ ‬الحثيث‭ ‬لتحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الأحلام‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقِع‭!‬

شخصيَّة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬المُستحيلات‭ ‬التي‭ ‬كوَّنت‭ ‬شخصيَّات‭ ‬أشهر‭ ‬ملِكات‭ ‬التاريخ،‭ ‬تمتزج‭ ‬في‭ ‬كيانها‭ ‬الرهافة‭ ‬غير‭ ‬المُتناهية‭ ‬للمشاعر‭ ‬والحزم‭ ‬الجاد‭ ‬مع‭ ‬الذَّات،‭ ‬حُرية‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بحدٍ‭ ‬أو‭ ‬قيد‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬الاحتشام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬المظهر‭ ‬والسلوك،‭ ‬نظرة‭ ‬البراءة‭ ‬الطفولية‭ ‬المُتدفقة‭ ‬بالدهشة‭ ‬وتلك‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬التي‭ ‬يشعُر‭ ‬الرائي‭ ‬حين‭ ‬تُسددها‭ ‬نحو‭ ‬مُحاورها‭ ‬أنها‭ ‬تقرأ‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬سطور‭ ‬شخصيته‭ ‬لترى‭ ‬ما‭ ‬تحت‭ ‬القناع،‭ ‬مُدمنة‭ ‬قراءة‭ ‬الكُتُب‭ ‬التي‭ ‬ارتقى‭ ‬نهمها‭ ‬لاعتبار‭ ‬كُل‭ ‬مخلوقٍ‭ ‬تُصادفهُ‭ ‬كتاب‭ ‬يستحق‭ ‬الغوص‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬أفكاره‭ ‬وقراءة‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬سلوكه‭ ‬وكلماته،‭ ‬بعضهم‭ ‬يُقرأ‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬لحظات،‭ ‬وبعضهم‭ ‬خلال‭ ‬سُويعات،‭ ‬وقلَّة‭ ‬منهم‭ ‬يستحق‭ ‬عُمرًا‭ ‬لقراءته‭. ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬شيئًا‭ ‬تُحبه‭ ‬وشأنه؛‭ ‬فما‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬غرامٍ‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬تقتل‭ ‬تاريخه‭ ‬وتفاصيلهُ‭ ‬بحثًا‭ ‬بدءًا‭ ‬مِن‭ ‬عالم‭ ‬شاعِرها‭ ‬المُفضَّل‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بنوع‭ ‬طعامها‭ ‬المُفضَّل‭! ‬فارِسَةٌ‭ ‬لا‭ ‬يُشق‭ ‬لشجاعتها‭ ‬غُبار‭ ‬في‭ ‬معاركها‭ ‬مع‭ ‬كُل‭ ‬جديدٍ‭ ‬يُحاول‭ ‬ارتداء‭ ‬درع‭ ‬الغموض‭ ‬أمام‭ ‬مخزونها‭ ‬المَعرِفي،‭ ‬وبينما‭ ‬انتصَرَت‭ ‬فوضى‭ ‬وسائط‭ ‬التواصُل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬لمعان‭ ‬اسماءٍ‭ ‬ثقافية‭ ‬أغرقها‭ ‬الارتباك‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الموجة‭ ‬الغامِرة؛‭ ‬سارعَت‭ ‬بروين‭ ‬حبيب‭ ‬بالغوص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وتعلُّم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬السباحة‭ ‬المُتاحة‭ ‬في‭ ‬مُحيطاته‭ ‬لتنتصر‭ ‬عليه،‭ ‬وتأسُره،‭ ‬وتحوله‭ ‬إلى‭ ‬خادمٍ‭ ‬مُطيع‭ ‬في‭ ‬بلاط‭ ‬مملكتها‭ ‬الإعلامية‭ ‬الاستثنائيَّة‭!‬

لعل‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬صِفاتها‭ ‬الآسِرة‭ ‬مُساهمةً‭ ‬في‭ ‬استمرارية‭ ‬تفوُّقها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬تركيبة‭ ‬شخصيتها‭ ‬الفريدة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬التواضُع‭ ‬والكبرياء‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد،‭ ‬لقد‭ ‬نجَحَت‭ ‬في‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬غُرفة‭ ‬التواضُع‭ ‬نظيفةً‭ ‬في‭ ‬وجدانها‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬تحليقها‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬النجومية‭ ‬ولمسِها‭ ‬غمام‭ ‬الشُّهرة،‭ ‬فلا‭ ‬تترفع‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬تعليقات‭ ‬مُتابعيها‭ ‬على‭ ‬وسائط‭ ‬التواصُل‭ ‬أو‭ ‬رسائلهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولا‭ ‬تُبدي‭ ‬تذمُّرًا‭ ‬أو‭ ‬تبرُّمًا‭ ‬ممن‭ ‬يقتربون‭ ‬منها‭ ‬لإلقاء‭ ‬التحيَّة‭ ‬في‭ ‬مكانٍ‭ ‬عام‭! ‬وبينما‭ ‬لم‭ ‬تخجَل‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬ترعرُعها‭ ‬في‭ ‬بيئةٍ‭ ‬بسيطة‭ ‬ومنزلٍ‭ ‬لم‭ ‬يتوفر‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كِتابين‭ ‬أحدهما‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬مُتمثلاً‭ ‬بالقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والآخر‭ ‬يُناجي‭ ‬الله‭ ‬مُتمثلاً‭ ‬بكتاب‭ ‬أدعية؛‭ ‬تظلُّ‭ ‬فخورة‭ ‬بطفولتها‭ ‬في‭ ‬‮«‬حي‭ ‬المخارقة‮»‬‭ ‬المنامي‭ ‬الشهيرُ‭ ‬بإنجابه‭ ‬أسماء‭ ‬أدَّت‭ ‬أدوارًا‭ ‬مُشرقةً‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬التنوير‭ ‬والإبداع‭ ‬والثقافة،‭ ‬مُتمسكة‭ ‬بامتنانها‭ ‬لوالدتها‭ ‬التي‭ ‬طمحَت‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬أحلامها‭ ‬بالتفوق‭ ‬العلمي‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬ابنتها،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬دخولها‭ ‬في‭ ‬‮«‬علاقة‭ ‬عشقٍ‭ ‬مع‭ ‬اللغة‭ ‬مبنيَّة‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬المُقدَّس‮»‬‭ ‬حين‭ ‬أخذتها‭ ‬إلى‭ ‬الكُتَّاب‭ ‬‮«‬المطوَّع‮»‬‭ ‬لتختم‭ ‬القُرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬التاسِعة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬ستوديو‭ ‬الإذاعة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عُمرها‭ ‬لتُشارك‭ ‬بصوتها‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬سلامتك‮»‬‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬الإنتاج‭ ‬البرامجي‭ ‬المُشترك‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬فتثمل‭ ‬بأجواء‭ ‬الإذاعة‭ ‬وتغرق‭ ‬بأحلامها‭ ‬في‭ ‬جُدرانها‭ ‬الإسفنجية‭ ‬العازلة‭ ‬للصوت،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬يكُن‭ ‬غريبًا‭ ‬أن‭ ‬تُصبح‭ ‬أصغر‭ ‬قارئة‭ ‬نشرة‭ ‬أخبار‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬أعوام،‭ ‬وتغدو‭ ‬مُقدمة‭ ‬برامج‭ ‬قبل‭ ‬تخرجها‭ ‬من‭ ‬كُلية‭ ‬الآداب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ولم‭ ‬تُفارق‭ ‬شغفها‭ ‬الإعلامي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عملها‭ ‬مُعلمة‭ ‬لُغة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام‭ ‬ونصف‭ ‬بعد‭ ‬تخرُّجها‭ ‬من‭ ‬الجامعة؛‭ ‬بل‭ ‬قدّمَت‭ ‬‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭- ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬البرامج‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬وهُما‭: ‬‮«‬شظايا‭ ‬الإبداع‮»‬‭ ‬و«شاعرٌ‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬عصرِه‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تمتطي‭ ‬فرسًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬خيول‭ ‬مُغامراتها‭ ‬الجامحة‭ ‬وتُقرر‭ ‬بيع‭ ‬سيارتها‭ ‬لتتمكن‭ ‬بثمنها‭ ‬من‭ ‬التحليق‭ ‬نحو‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬عين‭ ‬شمس‮»‬‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬لإكمال‭ ‬دراساتها‭ ‬العُليا،‭ ‬وتعيش‭ ‬بكُل‭ ‬حواسِّها‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الوله‭ ‬والحنين‭ ‬لذاك‭ ‬المُدرَّج‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬فيه‭ ‬عميد‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬د‭. ‬طه‭ ‬حسين،‭ ‬بينما‭ ‬تتعملق‭ ‬أحلامها‭ ‬بلقاء‭ ‬عمالقة‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬العربي‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬شاعرها‭ ‬المُفضل‭ ‬‮«‬نزار‭ ‬قباني‮»‬،‭ ‬وإذا‭ ‬بمارد‭ ‬مصباح‭ ‬الكون‭ ‬يُحقق‭ ‬أحلامها‭ ‬بلقاء‭ ‬أولئك‭ ‬المُبدعين،‭ ‬فتُصر‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬عادة‭ ‬الغوص‭ ‬حتى‭ ‬العُمق‭ ‬في‭ ‬كُل‭ ‬بحرٍ‭ ‬يُشرع‭ ‬ذراعيه‭ ‬مُرحبًا‭ ‬بها،‭ ‬وتهتم‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬أدق‭ ‬تفاصيل‭ ‬ضيوفها‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬الاتصال‭ ‬الأوَّل‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬الوداع،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬مُرافقة‭ ‬ضيفها‭ ‬النجم‭ ‬السينمائي‭ ‬‮«‬نور‭ ‬الشريف‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬لاقتناء‭ ‬زُجاجة‭ ‬عطر‭ ‬مُحددة‭ ‬كان‭ ‬يود‭ ‬اهدائها‭ ‬لزوجته‭ ‬النجمة‭ ‬‮«‬بوسي‮»‬‭.. ‬يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬بطلةٍ‭ ‬لم‭ ‬تكتفِ‭ ‬بنسج‭ ‬خيوط‭ ‬روايتها‭ ‬الأسطوريَّة؛‭ ‬بل‭ ‬عرفت‭ ‬كيف‭ ‬تمزج‭ ‬فصول‭ ‬تلك‭ ‬الرواية‭ ‬بروايات‭ ‬حياة‭ ‬نجومٍ‭ ‬آخرين‭!‬

لعل‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬يُميز‭ ‬التاريخ‭ ‬الإعلامي‭ ‬للنجمة‭ ‬‮«‬بروين‭ ‬حبيب‮»‬‭ ‬كونها‭ ‬مهمومة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬تَلفزة‭ ‬الثقافة‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬التلفاز‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المنبر‭ ‬الأخطر‭ ‬لتزييف‭ ‬الثقافة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إنقاذها‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬ذاك‭ ‬التزييف،‭ ‬لذا‭ ‬حملت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مسؤولية‭ ‬المُساهمة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنقاذ‭ ‬تلك‭ ‬بما‭ ‬تُقدمه‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬ثقافيَّة‭ ‬جادة‭ ‬رُغم‭ ‬تكرار‭ ‬تعليقات‭ ‬بعض‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬شؤون‭ ‬المحطات‭ ‬التلفازية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬بنتًا‭ ‬خليجيَّة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬المُشاهدين،‭ ‬تمتاز‭ ‬بابتسامة‭ ‬حلوة‭ ‬وإطلالة‭ ‬محبوبة،‭ ‬فلماذا‭ ‬تُحرق‭ ‬نفسها‭ ‬بتقديم‭ ‬برنامجٍ‭ ‬ثقافي؟‭ ‬أليست‭ ‬برامج‭ ‬المُنوعات‭ ‬والبرامج‭ ‬الخفيفة‭ ‬خيارًا‭ ‬أكثر‭ ‬مُلاءَمة؟‭!‬‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬إيمانها‭ ‬برسالتها‭ ‬الثقافية‭ ‬جعلها‭ ‬تُصر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الخيار،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬يقينها‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬نافذة‭ ‬تُفتح‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬وراءها‭ ‬شخصٌ‭ ‬مؤمنٌ‭ ‬من‭ ‬رأسه‭ ‬إلى‭ ‬أخمص‭ ‬قدميه‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي‭ ‬وكل‭ ‬جيناته‭ ‬شغوفة‭ ‬به‮»‬،‭ ‬ووعيها‭ ‬بأن‭ ‬جوهر‭ ‬الإعلامي‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬مظهره،‭ ‬وأن‭ ‬الإعلامي‭ ‬‮«‬دون‭ ‬ثقافة‮»‬‭ ‬ليسَ‭ ‬إعلاميًا‭ ‬بل‭ ‬مُجرد‭ ‬‮«‬دمية‮»‬‭ ‬تقرأ‭ ‬ما‭ ‬يُملى‭ ‬عليها‭ ‬وحسب،‭ ‬لذا‭ ‬يُهمها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬مقروءة‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬‮«‬مرئيَّة‮»‬‭.‬

الحديث‭ ‬عن‭ ‬النجمة‭ ‬‮«‬بروين‭ ‬حبيب‮»‬‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬نادرة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬ينتهي،‭ ‬هذه‭ ‬النجمة‭ ‬كُل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬صنَع‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لمساحات‭ ‬أحلامها‭ ‬المُمتدة‭ ‬فلا‭ ‬حدود‭ ‬لما‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تمسُّه‭ ‬بعصا‭ ‬روحها‭ ‬السحريَّة‭ ‬فيغدو‭ ‬واقعًا‭ ‬مُتجليًا،‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬أمام‭ ‬روح‭ ‬إحدى‭ ‬بطلات‭ ‬الأساطير‭ ‬الإغريقية‭ ‬بهويةٍ‭ ‬عربية‭ ‬بحرينية‭.‬

 

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا