العدد : ١٦٩٩٣ - الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٣ - الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

أحلام القصر الفلسطينيين المفرج عنهم في مهبّ الريح تحت الاحتلال الإسرائيلي

الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬‭ (‬رويترز‭): ‬كان‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الزغل‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬أحد‭ ‬أصغر‭ ‬السجناء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬أطلقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬سراحهم‭ ‬مقابل‭ ‬تحرير‭ ‬بعض‭ ‬الرهائن‭ ‬الذين‭ ‬احتجزتهم‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفلسطينية‭ (‬حماس‭) ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنته‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭.‬

ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أسابيع،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حياة‭ ‬الزغل‭ ‬بعيدة‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أقرانه‭ ‬من‭ ‬الفتية‭ ‬العاديين،‭ ‬إذ‭ ‬يتعافى‭ ‬من‭ ‬إصابات‭ ‬خطرة‭ ‬أصيب‭ ‬بها‭ ‬يوم‭ ‬اعتقاله‭. ‬وقال‭ ‬الزغل‭ ‬إن‭ ‬مدرسته‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تنتظر‭ ‬تصريح‭ ‬إسرائيل‭ ‬له‭ ‬بالحضور‭. ‬وأضاف‭ ‬الزغل‭ ‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬لإطلاق‭ ‬نار‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬عندما‭ ‬غادر‭ ‬منزله‭ ‬لشراء‭ ‬الخبز،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬استيقاظه‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬مقيدا‭ ‬في‭ ‬سرير‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬وكان‭ ‬مصابا‭ ‬بطلقات‭ ‬نارية‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬والحوض‭ ‬ومن‭ ‬حوله‭ ‬شرطيان‭.‬

واتهمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬الزغل‭ ‬بإلقاء‭ ‬قنبلة‭ ‬حارقة،‭ ‬وهي‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬ينفيها‭. ‬وقالت‭ ‬والدته‭ ‬نجاح‭ ‬إنه‭ ‬أصيب‭ ‬برصاص‭ ‬رجل‭ ‬كان‭ ‬يحرس‭ ‬مستوطنة‭ ‬يهودية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منزلهم‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭. ‬وقالت‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬ليلة‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬الزغل‭ ‬إن‭ ‬أفرادا‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬أطلقوا‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬فتى‭ ‬لم‭ ‬تذكر‭ ‬اسمه‭ ‬وأصابوه‭ ‬بجروح‭ ‬خطرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شعروا‭ ‬أن‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬خطر‭. ‬

وباعتباره‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬القدس،‭ ‬فقد‭ ‬نظرت‭ ‬محكمة‭ ‬مدنية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الزغل‭. ‬وأمر‭ ‬القاضي‭ ‬بوضعه‭ ‬تحت‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬خارج‭ ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬فيه،‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬محاكمته‭. ‬وقال‭ ‬الزغل‭ ‬إنه‭ ‬قفز‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭ ‬يوم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭. ‬لكن‭ ‬والدته‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬أجواء‭ ‬الاحتفال‭ ‬غابت‭ ‬عن‭ ‬المنزل‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الخضوع‭ ‬لعملية‭ ‬جراحية‭ ‬لعلاج‭ ‬ضرر‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬حادث‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬240‭ ‬فلسطينيا‭ ‬أفرجت‭ ‬عنهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬هدنة‭ ‬في‭ ‬نوفمبر،‭ ‬كان‭ ‬الزغل‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬104‭ ‬أطفال‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما‭. ‬وأطلقت‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬سراح‭ ‬110‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والأجانب‭ ‬اختطفوا‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭. ‬وأظهرت‭ ‬سجلات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاق‭ ‬التبادل‭ ‬كانوا‭ ‬محتجزين‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭ ‬اتهامات‭ ‬إليهم‭. ‬

وقالت‭ ‬الحركة‭ ‬العالمية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأطفال‭-‬فرع‭ ‬فلسطين‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬احتجز‭ ‬نحو‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني،‭ ‬معظمهم‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬الفتية‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬و17‭ ‬عاما،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2000‭. ‬وقالت‭ ‬ميراندا‭ ‬كليلاند،‭ ‬المسؤولة‭ ‬في‭ ‬الحركة‭: ‬‮«‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يتجه‭ ‬إليه‭ ‬طفل‭ ‬فلسطيني،‭ ‬يوجد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لممارسة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬حياته‮»‬‭. ‬

وتقول‭ ‬إسرائيل‭ ‬إنها‭ ‬تحتجز‭ ‬فلسطينيين‭ ‬تشتبه‭ ‬في‭ ‬أنهم‭ ‬شنوا‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬مواطنيها‭ ‬أو‭ ‬التخطيط‭ ‬لمهاجمتهم‭. ‬وقال‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إن‭ ‬وكالات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬‮«‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬القاصرين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬والجنائية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬يخضع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬والإسرائيليون‭ ‬لنظم‭ ‬قانونية‭ ‬مختلفة‭. ‬ويحاكم‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬ومنهم‭ ‬القُصّر،‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬عسكرية‭. ‬

واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬إفادات‭ ‬خطية‭ ‬جُمعت‭ ‬من‭ ‬766‭ ‬طفلا‭ ‬كانوا‭ ‬محتجزين‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2016‭ ‬و2022،‭ ‬وجدت‭ ‬الحركة‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬59‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬اختطفوا‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬جنود‭ ‬ليلا‭. ‬وتعرض‭ ‬نحو‭ ‬75‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬لعنف‭ ‬جسدي،‭ ‬فيما‭ ‬استُجوب‭ ‬97‭ ‬بالمائة‭ ‬منهم‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهم‭ ‬أو‭ ‬محام‭. ‬وقالت‭ ‬كليلاند‭ ‬إن‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أربعة‭ ‬يوضع‭ ‬في‭ ‬الحبس‭ ‬الانفرادي‭ ‬لمدة‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬المحاكمة‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المحامين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقات‭ ‬تسوية‭ ‬للأطفال‭ ‬لأن‭ ‬نسبة‭ ‬إدانتهم‭ ‬تتجاوز‭ ‬95‭ ‬بالمائة‭. ‬وقالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬سماح‭ ‬جبر،‭ ‬وهي‭ ‬طبيبة‭ ‬نفسية‭ ‬ترأس‭ ‬وحدة‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬استشارات‭ ‬للفتيان‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬يتوقعون‭ ‬احتجازهم‭ ‬مجددا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بالفعل‭ ‬للعديد‭ ‬منهم‭. ‬

وقال‭ ‬الزغل‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اعتقلته‭ ‬مرتين‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬وأن‭ ‬الجنود‭ ‬ضربوه‭ ‬حينها‭ ‬ببنادقهم‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬يلعب‭ ‬مع‭ ‬ابن‭ ‬عمه‭ ‬في‭ ‬أريحا‭. ‬وقال‭ ‬إنهم‭ ‬اتهموه‭ ‬برشق‭ ‬الحجارة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفاه‭. ‬وقالت‭ ‬مؤسسة‭ ‬الضمير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لرعاية‭ ‬الأسير‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إن‭ ‬إلقاء‭ ‬الحجارة‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬التهم‭ ‬شيوعا‭ ‬بحق‭ ‬القاصرين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ويعاقب‭ ‬عليها‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا