العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

«واستمر في ترسيم الحدود»..
معرض الفنان كميل زكريا يتواصل في بيت بن مطر

الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يتواصل‭ ‬معرض‭ ‬الفنان‭ ‬كميل‭ ‬زكريا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬واستمر‭ ‬في‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬ديسمبر2023‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬يناير2024‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬بن‭ ‬مطر‭ ‬التابع‭ ‬لمركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬بالمحرق‭.‬

انه‭ ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬حالياً‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬الفنية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬اعداد‭ ‬اللوحات‭ ‬الفنية‭ ‬التعبيرية‭ ‬الحديثة‭ ‬سواء‭ ‬باستخدام‭ ‬الفرشاة‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬خامات‭ ‬يدوية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التكنلوجي،‭ ‬والتي‭ ‬جميعها‭ ‬تقدم‭ ‬أعمالاً‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬جمالية‭ ‬محتوى‭ ‬الصورة‭ ‬وتكوينها‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬مكنون‭ ‬الفكرة‭ ‬المستعرضة‭. ‬واضعين‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬ان‭ ‬الفنون‭ ‬بأنواعها‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬توعية‭ ‬المشاهد‭ ‬وتغيير‭ ‬النمط‭ ‬الفكري‭ ‬السائد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعبير‭ ‬عما‭ ‬يجول‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الانسان‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬او‭ ‬تعاطف‭ ‬مرجو‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬مقدم‭ ‬قد‭ ‬يخلط‭ ‬جميع‭ ‬التقنيات‭ ‬والأنماط‭ ‬ليعاد‭ ‬صياغتها‭ ‬بطريق‭ ‬فنية‭ ‬متجددة‭ ‬ومتميزة،‭ ‬فهناك‭ ‬سلة‭ ‬مذهلة‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬المتطور‭ ‬تكنلوجياً،‭ ‬وما‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬إلا‭ ‬اختيار‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬لوحاته‭ ‬المقدمة‭. ‬

تبعث‭ ‬زيارة‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬واستمر‭ ‬في‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬بن‭ ‬مطر‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأساليب‭ ‬المستخدمة‭ ‬مع‭ ‬تقنية‭ ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬ابراز‭ ‬الأفكار‭ ‬المطروحة‭ ‬بصور‭ ‬فنية‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬التوثيقي‭ ‬للمنظر‭ ‬الحضري‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬التجريدي‭ ‬باستخدام‭ ‬الأعمال‭ ‬التركيبة‭ (‬الفوتو‭ ‬مونتاج‭) ‬ومجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬اللزق‭ (‬الكولاج‭) ‬لتقديم‭ ‬لوحات‭ ‬تجريدية‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬الهندسية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬ابراز‭ ‬فكرة‭ ‬الموضوع‭.‬

حين‭ ‬تدخل‭ ‬إلى‭ ‬المعرض،‭ ‬يلفت‭ ‬انتباهك‭ ‬بدايةً‭ ‬بيان‭ ‬المعرض‭ ‬والكتيب‭ ‬المعد‭ ‬وتنظيم‭ ‬العرض‭ ‬وتقديم‭ ‬مجموعات‭ ‬أعماله‭ ‬المقدمة‭ ‬بصورة‭ ‬مسترسلة‭ ‬لتتناغم‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬الفكرة‭ ‬للزائر‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭. ‬

فحين‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬البوابة‭ ‬وتتوجه‭ ‬نحو‭ ‬القاعة‭ ‬الشمالية،‭ ‬فأنت‭ ‬أمام‭ ‬صور‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬أو‭ ‬رقمية‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬كميل‭ ‬زخريا‭ ‬التوثيقية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬كمقدمة‭ ‬لما‭ ‬يلحقها‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭. ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬التوثيقة‭ ‬أغلبها‭ ‬تبرز‭ ‬فيها‭ ‬عناصر‭ ‬هندسية‭ ‬اعتيادية‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬المعماري‭ ‬والحضري‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬البحرينية‭ ‬التقطتها‭ ‬عدسة‭ ‬المصور‭ ‬بطريقة‭ ‬مبهرة‭ ‬لرؤيته‭ ‬في‭ ‬تمييز‭ ‬جمال‭ ‬الواقع‭. ‬أو‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬القيم‭ ‬الفني‭ ‬مليسا‭ ‬إندرز‭- ‬باتيا‭ ‬‮«‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬العناصر‭ ‬العادية‭ ‬والمعتادة‭ ‬للحياة‭ ‬اليومية‭ ‬بشكل‭ ‬يعكس‭ ‬روحاً‭ ‬واقعية‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬الصورة‭ ‬الرومانسية‭ ‬الساحرة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬حول‭ ‬التطور‭ ‬الحضري‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬

بعدها‭ ‬وفي‭ ‬الزاوية‭ ‬اليمنى‭ ‬من‭ ‬القاعة،‭ ‬توجد‭ ‬الاعمال‭ ‬التركيبة‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬والتي‭ ‬فيها‭ ‬استخدم‭ ‬صوره‭ ‬التوثيقية‭ ‬كخامة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيلها‭ ‬وتقديمها‭ ‬كلوح‭ ‬تجريدية‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬اللون‭ ‬وإبراز‭ ‬الاشكال‭ ‬الهندسية‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬بعد‭ ‬إعادة‭ ‬تحريرها‭ ‬لتبرز‭ ‬كأنها‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬مستخدماً‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬المتاحة،‭ ‬لتخدم‭ ‬أغراضه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬لوحاته‭ ‬والتي‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬تراكيب‮»‬‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬التوثيقة‭ ‬من‭ ‬الأبواب‭ ‬الحديدية‭ ‬في‭ ‬كتيبات‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬يعتبرها‭ ‬الزائر‭ ‬انها‭ ‬وصلة‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬القاعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬توثيقة‭ ‬حاوية‭ ‬عناصرها‭ ‬المعمارية‭ ‬ذات‭ ‬أوجه‭ ‬هندسية‭ ‬مختلفة‭ ‬لتتجلى‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬ابداعه‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬لوحاته‭ ‬التجريدية‭ ‬‮«‬تراكيب‮»‬‭. ‬وحسبما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كتيب‭ ‬القيم‭ ‬الفني‭ ‬‮«‬تتميز‭ ‬مجموعة‭ ‬تراكيب‭ ‬بقوة‭ ‬بصرية‭ ‬معقدة،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬جمال‭ ‬التنوع‭ ‬اللوني‭ ‬والمساحات‭ ‬السلبية‮»‬‭.‬

بعدها‭ ‬تدخل‭ ‬للقاعة‭ ‬الرئيسة‭ ‬للمعرض‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬عرض‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬وأستمر‭ ‬في‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ...‬‮»‬‭ ‬مبنية‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬اللزق‭ ‬الناتجة‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬كميل‭ ‬التصويرية‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬لعلامات‭ ‬الشوارع‭! ‬ليقدمها‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬تعبيرية‭ ‬تجريدية‭ ‬تعتمد‭ ‬الاشكال‭ ‬الهندسية‭ ‬الدقيقة‭ ‬والمكثفة‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬وتكوينها‭ ‬لتشكل‭ ‬محصلتها‭ ‬لوحات‭ ‬من‭ ‬الفسيفساء‭ ‬او‭ ‬السجاد،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬تحتاج‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬والوقت‭ ‬والصبر‭ ‬لإعدادها‭. ‬ولأقتبس‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬القيم‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬لهذه‭ ‬الأعمال‭ ‬‮«‬تتكون‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬القطع‭ ‬الصغيرة‭ ‬المتراصة‭ ‬في‭ ‬طبقات‭ ‬فوق‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعطيها‭ ‬سمة‭ ‬بارزة‭ ‬وملموسة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬تتمتع‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكثافة‭ ‬الهندسية‮»‬‭.‬

ليعبر‭ ‬كميل‭ ‬زكريا‭ ‬‮«‬ان‭ ‬اعماله‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬تحمل‭ ‬طابعاً‭ ‬هندسياً‭ ‬تم‭ ‬وضعه‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬تحديد‭ ‬مساحة‭ ‬ما‭ ‬او‭ ‬حدود‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬والذي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬الخرائط‭ ‬الهندسية‭ ‬الجوية‭ ‬ورسومات‭ ‬قطع‭ ‬الأراضي‮»‬‭.  ‬

ارتكزت‭ ‬أعمال‭ ‬كميل‭ ‬التصويرية‭ ‬السابقة‭ ‬بطرح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالهوية‭ ‬والانتماء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مفاهيم‭ ‬متغيرة‭ ‬ومستحدثة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفنون‭. ‬أما‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروضة‭ ‬يعد‭ ‬ملهماً‭ ‬للمصورين‭ ‬الذين‭ ‬يودون‭ ‬تقديم‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭ ‬باستخدام‭ ‬عناصر‭ ‬بسيطة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬بلادهم‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بتغييرات‭ ‬حضرية‭ ‬ومدنية‭ ‬تتطلب‭ ‬قراءة‭ ‬واقعية‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬رسالة‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬المصورين‭ ‬لحمل‭ ‬كاميراتهم‭ ‬وتصوير‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬خيالهم‭ ‬في‭ ‬العناصر‭ ‬المستخدمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقديمها‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬تحمل‭ ‬رسائل‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬المناسبين‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬هناك‭ ‬التنظيم‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الشكل‭ ‬الهندسي‭ ‬في‭ ‬استرسال‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا