قطاع غزة – الوكالات: قال سكان ومسعفون إن طائرات الاحتلال الإسرائيلية كثفت عدوانها على وسط قطاع غزة أمس في وقت تحتدم فيه المعارك الدائرة حول أنقاض بلدات ومخيمات لاجئين في العدوان.
وذكرت المصادر أن القصف الإسرائيلي العنيف استمر من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، وخاصة في مخيمات اللاجئين في وسط غزة.
أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، استشهاد 150 فلسطينيا في غارات إسرائيل على القطاع خلال اخر 24 ساعة.
وذكر الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي «ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 150 شهيدا و286 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية».
وأوضح القدرة أن ذلك يرفع حصيلة عدوان إسرائيل على قطاع غزة إلى 21 ألفا و822 شهيدا و56 ألفا و451 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأستشهد 40 فلسطينيا على الأقل في قصف ليلي على مدينة غزة وانتشلت 18 جثة حتى الآن فيما دفن العديدون تحت الأنقاض.
وقال محمد بطيحان وهو من سكان غزة «بعد الانفجار أتينا إلى المنطقة ووجدنا الشهداء أينما كان. استخرجنا حتى الآن تقريبا 15 شهيدا وقد يكون هناك حوالي 30 شهيدا آخر تحت الأنقاض».
واستهدفت ضربات جوية منطقتي المغازي والبريج في وسط القطاع مما أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص في منزل واحد ودفع المزيد من السكان للفرار إلى رفح على الحدود مع مصر بعيدا عن خطوط جبهة يشتبك فيها مقاتلو المقاومة الفلسطينية مع دبابات إسرائيلية.
وأظهر تسجيل فيديو نشره الهلال الأحمر أمس الفوضى التي عمت بعد الضربات الجوية في وسط القطاع كما أظهر مسعفين يعملون في الظلام ويحملون طفلا مصابا من بين حطام يتصاعد منه الدخان.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن من بين الشهداء وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأسبق، خطيب المسجد الأقصى يوسف سلامة، الذي قضى مع عدد من أفراد أسرته في غارة إسرائيلية على منزله في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وأدى العدوان إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا وعددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على وسائل للتواصل الاجتماعي السبت إن الحرب ونقص الإمدادات دفعا 40 بالمئة من سكان القطاع لخطر المجاعة.
وتمنع إسرائيل دخول أغلب إمدادات الغذاء والوقود والدواء منذ السابع من أكتوبر.
ولا تكفي قوافل المساعدات اليومية التي تدخل القطاع للتخفيف من معاناة السكان، وفق الأمم المتحدة التي أشارت الى نزوح أكثر من 85 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وتظهر صور التقطتها رويترز أمس نازحين خارج خيامهم المؤقتة البدائية المنصوبة بين ركام وأنقاض المنازل المدمرة في رفح من القصف الإسرائيلي وسعى بعضهم للحصول على الغذاء والمياه النظيفة.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة «على بعد أسابيع» فقط من الدخول في مجاعة.
ومع احتدام العدوان، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «المعاناة الإنسانية الرهيبة» و«العقاب الجماعي» للمدنيين الفلسطينيين.
ويدعو جوتيريش مع العديد من زعماء العالم بشكل متكرر إلى وقف إطلاق نار فيما تعهدت إسرائيل مواصلة عدوانها حتى القضاء على حماس.
حثت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الأساسية، على تخفيف حدة الحرب وعبرت دول أوروبية عن القلق بشأن نطاق معاناة المدنيين الفلسطينيين.
لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو السبت، وقال فيها إنه لن يستقيل رغم إظهار استطلاعات للرأي تراجع التأييد لحكومته ودفاعه عن سجله الأمني رغم هجوم حماس، أشارت إلى أن الحرب لن تشهد أي تخفيف في أي وقت قريب.
وقال «الحرب في أوجها» وإن إسرائيل سيتعين عليها السيطرة بشكل كامل على حدود قطاع غزة مع مصر، وهي منطقة مكتظة الآن بالمدنيين الفارين من القصف العنيف والحرب في أنحاء القطاع مما دفع وكالات إغاثة لإقامة «مدن خيام» للأسر النازحة التي تبيت في العراء.
ومثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يضع الجيب تحت السيطرة الإسرائيلية الحصرية وبما يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل القطاع وآفاق إعلان دولة فلسطينية.
وفي آخر تصريحاته قبل أن يترك منصب وزير الخارجية ويتولى منصب وزير الطاقة أمس، قال إيلي كوهين إن الحدود هي المصدر المرجح للتسليح الذي حصلت عليه حماس عبر السنوات الماضية.
وقال حسين الشيخ المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة على موقع للتواصل الاجتماعي إن سيطرة إسرائيل على الحدود دليل على قرار «لإعادة الاحتلال بالكامل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك