كييف – (أ ف ب): استهدف قصف أوقع قتلى أبنية في أوكرانيا ومنطقة حدودية روسية أمس الثلاثاء، في تصعيد للهجمات الجوية المتبادلة بين الطرفين التي أدت إلى إصابة العشرات بجروح ودفعت كييف إلى دعوة الغرب لتسريع تسليمها شحنات الأسلحة. وجاء قصف كييف وشمال شرق خاركيف بعد أقل من 24 ساعة على تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتكثيف الضربات في أعقاب هجوم أوكراني غير مسبوق على مدينة بيلغورود الروسية.
وأسفرت ضربة أوكرانية جديدة على منطقة بيلغورود الروسية الحدودية عن مقتل شخص على الأقل أمس الثلاثاء وإصابة خمسة بجروح، وفق ما قال حاكم محلي. وشددت موسكو على أنها لم تستهدف سوى منشآت عسكرية لكن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف قال إن موسكو «تتعمّد استهداف البنى التحتية الحيوية والأحياء السكنية».
وفي الأثناء، حضت كييف حلفاءها الغربيين على الاستجابة عبر تسريع عمليات تسليمها أنظمة الدفاع الجوي والمسيّرات القتالية والصواريخ البعيدة المدى في ظل تراجع الدعم. وبالنسبة إلى هجوم أمس الثلاثاء قالت كييف إن موسكو أطلقت 99 صاروخا تم إسقاط 72 منها، فيما أعلنت روسيا إسقاط تسعة صواريخ أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة بيلغورود الحدودية.
وتوجّهت فرق الإطفاء والإغاثة إلى الموقع في كييف حيث تصاعد الدخان من أحد المباني. وقالت فيوليتا سولوفيوفا (56 عاما): «إنه مبنى سكني. استهدفوا مبنى سكنيا». أما غالينا سولوفيوفا (79 عاما) فتعرّضت لإصابة في الرأس جراء الضربة وباتت من دون مأوى. وقالت بينما بدا رأسها مضمّدا: «إنه أمر مرعب حقا أن تفقد كل شيء. لا نعرف ماذا حل بالجيران. إننا نعرفهم. كيف حالهم؟».
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو مقتل شخصين وإصابة 49 بجروح. وذكر وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو أيضا أن شخصين قتلا في منطقة كييف. وأفادت شركة الطاقة الوطنية «أوكرنانرغو» بأن الكهرباء انقطعت عن 250 ألف مستهلك في كييف ومحيطها بعد الضربات فيما بلغت درجة الحرارة في المنطقة حوالي ثلاث درجات مئوية.
وأدت الضربات في خاركيف إلى مقتل شخص وإصابة أكثر من 40 بجروح فيما ألحقت أضرارا بمبان متعددة الطوابق، وفق ما ذكر حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف. وفي مؤشر إلى القلق المتزايد، أطلقت بولندا أربع مقاتلات من طراز «إف-16» باتّجاه حدودها مع أوكرانيا لحماية مجالها الجوي. وتعد بولندا المنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من أبرز حلفاء أوكرانيا.
وفي آخر موجة هجمات دامية على أوكرانيا يوم الجمعة قالت بولندا إن صاروخا روسيا عبر مجالها الجوي، مع اقتراب الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي. ووصف بوتين يوم الاثنين الهجوم الأوكراني غير المسبوق على مدينة بيلغورود الروسية بأنه «عمل إرهابي» وتعهّد بالرد. وهاجمت موسكو أوكرانيا بوابل من المسيّرات عشية رأس السنة. وتسعى أوكرانيا للحصول على تطمينات من داعميها بأن المساعدات العسكرية ستتواصل في ظل الخلافات داخل واشنطن بشأن تقديم أي حزم مساعدات جديدة لها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك