كثفت إسرائيل أمس قصفها بالطائرات والدبابات في مناطق مختلفة في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، حاصدا مزيدا من الشهداء والجرحى.
وقال سكان إن قتالا عنيفا دار أيضا في وسط القطاع، موقعا مزيدا من القتلى في صفوف جيش الاحتلال.
وأفاد الهلال الاحمر الفلسطيني عبر منصة اكس بأن مقره في خان يونس بجنوب القطاع تعرض لقصف اسرائيلي، ما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص بينهم رضيع والعديد من الجرحى بحسب وزارة الصحة بغزة.
كذلك تحدث الهلال الأحمر عن تعرض محيط مستشفى الأمل الذي يضم نحو 14 ألف نازح لقصف بمسيرات.
وأفاد إعلام فلسطيني أمس بأن طائرات إسرائيلية شنت حزاما ناريا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، من دون ذكر أي تفاصيل عن ضحايا. وقال إن غارات وُصفت بالعنيفة استهدفت المدينة التي حولت إسرائيل إليها جُل عمليتها البرية منذ انتهاء هدن متتالية استمرت أسبوعا واحدا في نوفمبر الماضي.
وأضاف أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضا مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مشيراً أيضا إلى اشتباكات وصفها بالعنيفة بين مسلحين فلسطينيين وعناصر الجيش الإسرائيلي في منطقتي التفاح والدرج شمال شرقي مدينة غزة.
وذكر سكان في غزة أن إسرائيل كثفت الضربات بالطائرات والدبابات في مناطق شرق وشمال خان يونس، التي نزح إليها عشرات الآلاف من الفلسطينيين بعد أن أجبروا على مغادرة ديارهم في مناطق أخرى من القطاع المكتظ بالسكان.
وقال مسؤولو صحة إن الفرق الطبية انتشلت جثتي امرأتين استشهدتا في غارة جوية إسرائيلية صباح أمس من منزل في وسط مدينة خان يونس.
وقال تلفزيون فلسطين أمس إن زوارق حربية إسرائيلية تطلق قذائفها بكثافة باتجاه المحافظة الوسطى في قطاع غزة. ولم يذكر التلفزيون مزيداً من التفاصيل عن القصف الذي يأتي في مطلع اليوم الـ88 من العدوان على غزة.
وأدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر إلى استشهاد 22185 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام لوزارة الصحة بغزة.
وأفادت الوزارة أمس بإصابة 57035 شخصا بجروح منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة وإما متضرّرا ومكتظّا بالنازحين.
وأعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين أنهما أطلقتا قذائف مورتر وصواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية في خان يونس ومنعتا تقدمها إلى المنطقة الغربية. وتمركزت الدبابات في الشرق والشمال والوسط.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الاثنين: «فجّرنا حقل ألغام بقوة إسرائيلية خاصة بعد دخولها موقع (الخليل) العسكري شرق حي التفاح بمدينة غزة، ونؤكد مقتل 15 جنديا في العملية».
وأظهرت حماس أنها لا تزال قادرة على استهداف إسرائيل بعد أكثر من 12 أسبوعا من بدء الحرب إذ أطلقت وابلا من الصواريخ على تل أبيب.
ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن الجيش الإسرائيلي القول إن 31 جنديا أصيبوا في العمليات بالأراضي الفلسطينية في آخر 24 ساعة، بينهم 5 في حالة حرجة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أن 173 من جنوده قتلوا في المعارك داخل غزة منذ بدء العمليات البرية ضد حركة حماس.
وذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من القطاع حيث تَركز الهجوم الإسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت بعد ما وصفوها بأنها أعنف 10 أيام من الحرب منذ بدء الصراع.
وقال ناصر، وهو أب لسبعة أطفال يعيش في حي الشيخ رضوان، إن الدبابات كانت قريبة جدا. وكان السكان يرونها أمام المنازل ما جعلهم غير قادرين على الخروج لملء المياه.
وأشار سكان إلى أن الدبابات انسحبت أيضا من حي المينا بمدينة غزة وأجزاء من حي تل الهوى، بينما بقيت في بعض المواقع في الحي الذي يشرف على الطريق الساحلي الرئيسي في القطاع.
وخلف الكواليس، تتواصل المساعي لإبرام صفقة ثانية تتيح الإفراج عن رهائن لقاء هدنة في المعارك وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وكانت هدنة أولى مدة أسبوع في أواخر نوفمبر قد أتاحت الافراج عن 80 من الرهائن الاسرائيليين وعدد إضافي من الأجانب، لقاء 240 من المعتقلين الفلسطينيين. كما سمحت الهدنة بإدخال كميات إضافية من المساعدات الانسانية إلى القطاع.
وبعد أيام من وصول وفد من حماس إلى مصر لعرض موقفه من مقترح للهدنة أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يسمّها أن الحركة طرحت على إسرائيل صفقة جديدة للتبادل عبر الوسطاء القطريين والمصريين.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أمس أنه «لن يتم إطلاق أسرى العدو إلا بشروط المقاومة»، مبديا خلال خطاب تلفزيوني «انفتاح» الحركة على تشكيل «حكومة وطنية» في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان مسؤول قد أفاد بأن الاقتراح يتضمن ثلاث مراحل ترتبط كل منها بهدنة أكثر من شهر، لقاء الإفراج عن عدد من الرهائن.
ويتضمن المقترح انسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع، على أن تكون خاتمته وضع حد كامل للعدوان على غزة.
وفي حين أفاد المسؤول بأن مجلس الحرب الإسرائيلي رفض المقترح، لكنه أشار إلى أنه يمكن تحقيق تقدم تجاه اقتراح معدّل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك