الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«محمية العرين» .. وسيارة الجولف..!!
لا أذكر آخر مرة زرت فيها «محمية العرين»، ولكني أذكر تماما أن زيارة «محمية العرين» كانت رحلة مدرسية جميلة، و«كشتة» عائلية بهيجة، وكنا نتفاخر بها أمام معارفنا في الدول الخليجية، أننا نمتلك حديقة كبيرة للحيوانات والحياة البرية، تضم أنواعا عديدة من الزهور والطيور، والزرافة والمها، وحتى النمور.
بالأمس أبلغني أحد الزملاء أنه قام وعائلته الكريمة في يوم الإجازة بزيارة «محمية العرين»، لاستعادة الذكريات الجميلة، وقضاء وقت عائلي في جو ممتع، وتمكين الأبناء الصغار من مشاهدة الحيوانات والحياة البرية والحدائق والأزهار.. ولكن يا فرحة ما تمت..!! حيث صدم بعدد من الأمور التي عكرت صفو الرحلة، وأفسدت متعة «الكشتة»، كما تسببت بتغيير مسار الرحلة إلى مكان آخر، أكثر جمالا ومتعة، وأقل نفقة.
يقول الزميل: في البداية وجدنا أن رسوم الدخول إلى «محمية العرين» ارتفعت إلى دينارين للفرد الواحد، وهذا أمر لم نكن نتوقعه، على الرغم من معرفتنا سابقا بأن الرسوم كانت أقل من ذلك.. فقلنا ربما أن المحمية تم تطويرها وتوسعتها، وربما تم إدخال المزيد من الحيوانات والكائنات الحية فيها، وربما كانت الحدائق أوسع، والزهور أكثر، والجولات أكبر.
ولكن كل توقعاتنا وأحلامنا، وآمالنا وأمنياتنا، ذهبت سدى وتبخرت.. إذ إن المحمية لم تتغير، والحدائق لم تتطور، والمساحات الخضراء والمسطحات المائية لم تتبدل، كما أن الزهور لم تطولها أي لمسات جمالية، وهي على «حطت يدك»..!! فقلنا: ربما نجد في زيادة الحيوانات والطيور بديلا، وفي رؤية الجديد منها عوضا.. ولكن لم نجد أي جديد، فالحيوانات والطيور والدواجن و«الدبش» كما هي، فأين الجديد؟ وأين التطوير..؟؟
قلنا: يمكن أن نعوض متعة الأطفال برؤية «النمور»، في ذلك المكان الزجاجي المغلق، كما كنا نراه سابقا.. ولكننا صدمنا مرة أخرى بعدم وجود أي نوع من «النمور»، بل إن الغرفة والمكان المخصص تم إغلاقه منذ فترة.. وأصبحت أرى نظرات «اللوم والعتب» من أطفالي، ولسان حالهم يقول: ألهذا المكان قطعنا كل تلك المسافة، لنرى دواجن وحديقة يمكن أن نراها في مكان آخر..!!
فقلت لهم: انتظروا ولا تستعجلوا، فهناك رحلة مجانية في الباص الجماعي، وسوف نقوم بجولة ممتعة داخل المحمية، لنرى الجمال والمتعة، والحيوانات البرية.. ولكن كانت الصدمة التالية في عدم وجود الباص أصلا، وتم توفير «سيارات الجولف» للتنقل والجولة.. فذهبت إلى سائق «سيارة الجولف» وقلت له: نريد أن نأخذ جولة في المحمية لو سمحت، فرد علي بجواب صادم آخر قائلا: لا مانع، ولكن الجولة في «سيارة الجولف» بقيمة 10 دنانير..!! فسألته عن السبب؟ وأن «سيارة الجولف» تعمل بالكهرباء وليس بالبنزين أصلا، فهل معقول أن أدفع 10 دنانير قيمة ملء سيارة عادية، في جولة قصيرة؟ ثم لماذا لا تكون الخدمة اختيارية لمن يرغب في الخصوصية ولا يركب الباص الجماعي، بدلا من فرضها كخيار وحيد؟ ولم يجب عليّ السائق لأنه غير بحريني..!!
لا أريد أن أسرد المزيد من الصدمات في زيارة الزميل لـ«محمية العرين»، على الرغم من مبادرة بعض مؤسسات القطاع الخاص في دعمها، وعلى الرغم من عدم استثمارها في المزيد من الفعاليات الوطنية أصلا.. إلا أنني أتمنى أن يُعاد النظر في تطوير المحمية، وفي موضوع «سيارة الجولف».. وعدم الاكتفاء بالزيارات الطلابية، التي تأخذ المدارس منهم الرسوم وغيرها.. وقبل أن نقول كان يا مكان.. كان عندنا «محمية العرين».
ختاما.. ذات يوم قيل لأحدهم: ما لنا نراك كثير الصمت؟ فرد قائلا: إن في لساني «سبع»، أخاف إن أطلقته أكلني.. ونحن نقول بعد زيارة الزميل «محمية العرين»: إن في قلمي رصاص.. أخشى إن ضغطت عليه أكثر.. قتلني..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك