الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«عمارة يعقوبيان».. وجزر أمواج..!!
في الفيلم العربي «عمارة يعقوبيان» للفنان المصري الكبير «عادل إمام»، كانت قصة وأحداث الفيلم تدور حول تغير الطبائع والسلوكيات، وتحول العادات والمظاهر الاجتماعية، حيث كان سكان العمارة من الطبقة «الراقية»، والناس الراغبة في الهدوء والسكينة، والباحثة عن المزيد من الخصوصية، ولكن مع تبدل الزمن والإجراءات، أصبحت العمارة أشبه بالبنايات في الأحياء السكنية الشعبية، وأقرب إلى المكان العام من دون احترام للخصوصية.
تذكرت قصة الفيلم خلال حديثي مع عدد من الأصدقاء، حول ما آلت إليه الأوضاع في «جزر أمواج» بمحافظة المحرق، وكيف أصبحت تلك الجزيرة الساحرة منطقة شبه مهجورة، وكيف أضحت فيها الحركة التجارية مشلولة بعدما كانت مكانا مفضلا للكثير من المشاريع والزوار والسياح، وكيف أمست مهملة بعد أن كسرت فيها الخصوصية، وكيف بدت عجوزة بعد أن كانت تنبض بالحياة والحيوية، واقتحمتها ظاهرة الإيجارات اليومية، للسهرات والكشتات، والتجمعات الشبابية، وطالتها ثقافة غير حضارية.. وأعرف أناسا وأسرا وعائلات من ساكني جزر أمواج، قد انتقلوا منها إلى مناطق سكنية أخرى، أكثر هدوءا، وأقل رسوما، وأكبر خصوصية.
وخلال المناقشة تم سرد أسباب نجاح مشاريع إسكانية خاصة أخرى، مقارنة بمشروع جزر أمواج، وكان أبرز الأسباب هو احترام «الخصوصية»، والالتزام بها وحمايتها، وعدم تحولها إلى «عمارة يعقوبيان».
لست في وارد بحث الأوضاع في جزر أمواج، بتفاصيلها المتشابكة والمعقدة، ولكني أدعو إلى أهمية إحياء استدامة المشاريع الإسكانية الخاصة، سواء للمستثمر البحريني أو الخليجي والعربي، والأجنبي كذلك، من الراغبين في الخصوصية والهدوء.
كما ندعو إلى ضرورة قيام الجهة المستثمرة والمشرفة على المحلات التجارية في منطقة «اللاجون» وحول البحيرة، بمراجعة الرسوم والإيجارات المرتفعة، التي كانت أحد أبرز أسباب خروج أصحاب المحلات، خاصة بعد جائحة «كورونا».. وحجم القضايا المرفوعة اليوم في المحاكم على التجار وأصحاب المحلات..!!
وفقا لموقع البحث الالكتروني العالمي «ويكيبيديا» الذي يتابعها ملايين البشر، فقد تم تعريف جزر أمواج بأنها عبارة عن مجموعة من الجزر الاصطناعية التي تقع في خليج البحرين شمال شرق مملكة البحرين وبالقرب من ساحل جزيرة المحرق وتبلغ مساحتها 2.79 مليون متر مربع، وهي مشروع رائد في البحرين والأول لتقديم 100% من ملكية الأراضي المملوكة للمغتربين المقيمين في مملكة البحرين. وتحتوي على العقارات السكنية والتجارية (ناطحات السحاب) والفنادق والمباني التجارية فضلا عن 240 مترا قطر مارينا دائري مع أكثر من 140 مرسى. ويرتبط المشروع بالجزيرة الرئيسية عن طريق جسر المنامة الشمالي الذي يبلغ طوله حوالي 1.8 كيلومتر. وتشمل المرافق الأخرى كالمدرسة الدولية ومستشفى ومحطة الوقود ومتنزهات ومطاعم شاطئية ومقاهي، والمسافة بين الجزيرة الجديدة ومطار البحرين الدولي قصيرة جدا.
وبعد كل هذا الكلام الإيجابي عن جزر أمواج في موقع البحث العالمي، نتمنى أن يكون كلاما واقعا ولا يصدم المستثمرين الأجانب، ذلك أن ثقافة «عمارة يعقوبيان» طالت جزر أمواج، ونخشى أن تطول مشاريع أخرى في المستقبل، إن لم يتم تدارك الأمر.. مع أهمية الإشارة هنا إلى أن المقصود من مفهوم ثقافة «عمارة يعقوبيان»، هو الضجيج والضوضاء وعدم احترام الخصوصية فقط، وليس أي أمر آخر ورد في أحداث الفيلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك