بغداد - (أ ف ب): قُتل قيادي عسكري وعنصر في أحد الفصائل الحليفة لإيران في «قصف أمريكي» استهدف أمس الخميس مقراً للحشد الشعبي في بغداد، وفق ما أفاد الفصيل، في هجوم حمّلت بغداد مسؤوليته للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن. في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري أمريكي رداً على سؤال لفرانس برس حول الضربة إن الولايات المتحدة «سوف تواصل التحرّك للدفاع عن قواتها في سوريا والعراق عبر الرد على التهديدات التي تواجهها»، بدون أن ينفي أو يؤكد مسؤولية واشنطن عن القصف في بغداد.
ويأتي هذا الهجوم في وقتٍ تعرّضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لأكثر من مائة هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ منتصف أكتوبر، بعد أيام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وتتبنى معظم تلك الهجمات شبه اليومية «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تجمع فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية.
يأتي هذا الهجوم غداة الذكرى السنوية لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي بضربة أمريكية في يناير 2020 على طريق مطار بغداد، ووسط سياق إقليمي متوتر على خلفية الحرب بين حماس واسرائيل، وبعد يومين من مقتل قيادي من حماس بضربة نسبت إلى إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلنت حركة النجباء، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي والمناهضة بشدّة للوجود الأمريكي في العراق، في بيان أمس الخميس مقتل «معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (أبو تقوى) ومرافقه، بقصف غادر أمريكي على مقر الدعم اللوجستي في بغداد». وقال مصدر أمني عراقي مفضّلاً عدم الكشف عن هويته إن «طائرة مسيّرة استهدفت مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين في شرق بغداد»، ما أسفر عن مقتل «عنصرين وإصابة سبعة آخرين بجروح».
وأكّد مصدر في الحشد الشعبي هذه الحصيلة فيما نسب القصف إلى الولايات المتحدة.
وبدأ المئات مساء أمس الخميس بالتوافد أمام مقر للحشد الشعبي في شارع فلسطين في العاصمة، للمشاركة في تشييع العنصرين اللذين قضيا في القصف. ورفع المشاركون أعلام الحشد الشعبي وأعلام حركة النجباء، فيما حمل أحدهم لافتةً كتب عليها «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا»، كما شاهد مصوّر في فرانس برس.
وحمّل العراق في بيان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده واشنطن المسؤولية عن «هجوم غير مبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة». وقال بيان صادر عن يحيى رسول المتحدّث باسم رئيس الوزراء إن «القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم».
وأضاف أن «هذا الاستهداف تصعيد خطير واعتداء على العراق» ومن شأنه أن «يقوّض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي». من جهته، ندّد القيادي البارز في الحشد الشعبي هادي العامري في بيان بـ«الجريمة النكراء التي اقترفتها القوات الأمريكية المجرمة»، محمّلاً «الحكومة العراقية مسؤولية أي تغاضٍ أو تراخٍ في المطالبة الجادة من أجل إخراج فوري لما يُسمى بقوات التحالف الدولي من الأرض العراقية».
وينبغي على حكومة محمد شياع السوداني التي وصلت إلى السلطة بدعم من أحزاب وتيارات موالية لإيران، منها مرتبط بالحشد الشعبي، أن تمارس سياسة التوازن للحفاظ على علاقتها مع واشنطن ذات الأبعاد الاستراتيجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك