في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي 2023، أقام مركز تمكين شباب جدحفص الثقافي، أمسية سردية سعوديـة استضاف من خلالها القصة القصيرة العربية السعودية وأفسح لها المجال لتنطلق في فضاء الساحة الثقافية وفضاء الجمهور الحاضر، حيث تألق في هذه الأمسية كلٌ من القاصة مريم الحسـن والقاصة طاهرة خالد آل سيف والقاص حسين السنونـة والقاص موسـى الثنيان، أمسية جميلة قدمها القاص والروائي أحـمَـد المُــؤذّن.
كان واضحـًا تباين الأساليب السردية ما بين مختلف الأصوات المشاركـة من حيث تناول الطاقة السردية فكل قاص أو قاصة تنطلق من بيئتها في تناول الحدث / الحكاية وكيف تتفاعـل معها ضمن إعادة تفجير طاقة الذكريات ومخزونها الفكري لذلك البعد الموضوعي الأدبي.
ومن هنا نستطيع أن نؤكد ونستوعب أن هناك حالات مختلفة تنهض بالسرد وتلونه بالإبداع فيلتحم بمكون البيئـة المحلية ويكون مرآة عـاكسة لها تجلى ذلك فيما استمعنا إليه من القصص لضيوف هذه الأمسية بدءاً بنصوص القاص أ. حسين السنونـه، فهو محرر صحفي سابق في الصحافة السعودية في جريدة اليوم، أصدر عدة مجاميع قصصية منها «آخرون كانوا هنا» و«ثرثرة خلف المحراب» و«أقنعة من لحم» وكتب أخرى. كما أنه يقدم أمسياته القصصية داخل وخارج المملكة. وقد قرأ علينا نصوصه التالية: عجوز وقهوة سوداء وتسع فتيات، وطفل وقرآن، وأخيرا من منا أنا وهو.
بعدها جاء دور الكاتبة والقاصة مريم الحسن لتقرأ ثلاثة نصوص لها وهي «حرب باردة» عن جائحة كورونا الذي فاز في مسابقة عربية بالمركز الثاني عن قصص الجائحة وطبعت ضمن كتاب أربعة عشر يوما من قبل الوزارة لمؤلفين سعوديين وترجمت إلى الإنجليزية وصارت في صندوق القصص في الطيران السعودي. أما النص الثاني فهو «عناق حلم» الذي ترجم الى الإنجليزية ضمن كتاب من مشاريع ملتقى القصة الإلكتروني «التفاعلي» ومعراج على أجنحة السرد» الذي طبع في بريطانيا ترجمه الأستاذ المترجم عبدالله الطيب. كما قرأت بعضا من النصوص ق ق ج حفار، تأطير، قربان، أقفال، معاناة، طيف.
ويأتي دور الكاتب والقاص موسى الثنيان.. الذي أصدر مجموعته القصصية الأولى «قيامة الورق» عام 2014 كما أصدر «سوابيط مظلمة» وله أيضا اهتمامات ثقافية متنوعة وعدة مشاريع وأنشطة في الساحة السعودية. ليقرأ علينا ثلاثة نصوص منها «حكاية فزعة»، «سمكة البدعة»، «جناب المحترم ماغاوا».
بعدها جاء دور الكاتبة والقاصة طاهرة آل سيف، قاصة وكاتبة مقالات ومراجعات أدبية، منشورة في الصحف الإلكترونية، عضو نادي بيت السرد للقراءة بجمعية الثقافة والفنون وعضو ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني التفاعلي، عضو نادي القراء بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي «إثراء» ولديها مخطوطة لمجموعة قصصية بعنوان «رسائل متأخرة»، حيث قرأت ثلاثة نصوص من مخطوطتها القصصية «وهي: غبش، يوم آخر، علامة فارقة وقابل للطعن». تناولت من خلال طرحها مواضيع تتوغل في عالم الطفولة وذكرياتها وبعض الهموم المجتمعية الراهنة. لتختم بها هذه الأمسية الأدبية من خلال قراءة جميلة تميزت بالإلقاء التمثيلي في بعدها الموضوعي والفني المشوق. والذي قدم نكهة السرد السعودي المعاصر.
وفي الختام أشار «المؤذن» قائلاً.. وهكذا سافرنا في نكهة السرد العربي السعودي، حيث أبحرنا نحو ذكريات الطفولة وجراحات العمر وهمس الأوقات التي غادرتنا من ورطة الأسئلة والمسافات إلى متعة الحكاية التي تعلمنا لغة الجمال في أروقة الأدب، هي ليلة قصصية سعودية ستبقى في ذاكرة مركز تمكين شباب جدحفص الثقافي.
بعدها تم تكريم الضيوف ومدير الأمسية من قبل رئيس المركز الأستاذ سعيد رضي بمعية الأستاذ مهدي عبدالله رئيس اللجنة الثقافية بالمركز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك