غالبا يهتم الطبيب برضى مرضاه من الناحية الطبية ونسبة ارتياحه للعلاج الموصوف له؛ لأن ذلك سيتوقف على انتظامه في الخطة العلاجية الموصفة له، وخصوصا إذا كان طريق العلاج طويلا وكان المرض مزمنا، فمن الضروري أن يتأكد الطبيب أن المريض راض تماما عن العلاج الموصوف له، وأن يقتنع به ويفهم خطة العلاج. في المقال التالي يشرح بالتفصيل الدكتور عبدالخالق العريبي استشاري الأمراض الباطنية والمفاصل والروماتيزم أهمية ذلك من ناحية مرضى الروماتيزم.
هل مريض الروماتيزم راض عن العلاج المعطى له من قبل طبيبه المعالج؟
تحث أغلب توصيات العلاج الحالية لمرضى الروماتيزم على أفضلية اتخاذ قرار مشترك بين طبيب الروماتيزم ومريض الروماتيزم واتخاذ هذه الشراكة كمبدأ شامل في توصيات العلاج الحديثة.
وفي دراسة حديثة أجريت في مستشفى مونجي سليم في تونس لتقييم مدى رضا سبعين من المرضى البالغين الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي لأكثر من عقد من الزمن (أغلبهم من الإناث) عن علاجهم الذي يتناولونه، والتحقق من العوامل المرتبطة بهذا الرضى.
فقد تم تقييم الرضا لهؤلاء المرضى من خلال استبيان الرضا عن العلاج بالأدوية، حيث كانت نسبة الرضا ثلاثين بالمئة فقط. وكانت العوامل التي تؤثر بشكل غير مباشر على رضا المرضى هي: الرضا عن إدارة الرعاية الطبية، ونشاط المرض، والتأثير الوظيفي المفصلي، والتأثير المهني، وتبعات التهاب المفاصل في حد ذاته من حيث الصعوبات الجسدية وصعوبات التكيف مع المرض والالتزام بالعلاج. وقد جاءت نسب معدلات الرضا متفاوتة بحسب تقييم المرضى، بحيث لم تتجاوز نسبة الرضا العام عن العلاج 30%، ولم تتجاوز فعالية العلاج 39%، والآثار الجانبية 46% بحسب تقييم المرضى.
هذه النسب تنبئ بعدم الرضا عن العلاج وعدم الرضا عن كفاءة العلاج المقدم لهؤلاء المرضى.
كما أن هذه البيانات تشير إلى أن الفهم الأفضل لاحتياجات المرضى وتفضيلاتهم الطبية المدعومة بالأدلة العلمية والعملية من شأنه أن يحسن الرضا عن العلاج والرضا عن الطبيب المعالج، وعليه فالمشاركة في قرار العلاج يؤثر على رضا المرضى ويعزز الثقة بين الجانبين وصولا إلى نتائج أفضل على صحة المريض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك