غزة/رام الله/الدوحة (رويترز والوكالات): كثفت إسرائيل الضربات على جنوب ووسط قطاع غزة أمس الأربعاء رغم تعهدها بسحب بعض قواتها والتحول إلى حملة أكثر استهدافا ومناشدة من حليفتها واشنطن بتقليل عدد الضحايا من المدنيين.
وقالت إسرائيل هذا الأسبوع إنها تعتزم بدء سحب قواتها من شمال غزة على الأقل، وذلك بعد ضغوط أمريكية استمرت أسابيع لتقليص عملياتها وضرورة التحول إلى ما تقول واشنطن إنه يجب أن يكون حملة أكثر استهدافا. لكن يبدو أن القتال لا يزال محتدما خاصة في جنوب ووسط القطاع الذي اجتاحته القوات الإسرائيلية الشهر الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأربعاء، مقتل 147 فلسطينيا خلال الساعات الـ 24 الماضية في هجمات إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي «ارتكب 14 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 147 قتيلا و243 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية».
وذكرت الوزارة أن أرقام الضحايا المذكورة هم من وصلوا إلى المستشفيات فيما مازال عدد منهم تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأضافت الوزارة أنه بذلك ارتفعت حصيلة حرب إسرائيل منذ 96 يوما على قطاع غزة إلى 23 ألفا و357 قتيلا و59 ألفا و410 مصابين.
وتواصل إسرائيل شن حرب واسعة النطاق بشكل غير مسبوق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وفي رفح، على الطرف الجنوبي من القطاع، انتحب أقارب أمام جثث 15 فردا من عائلة نوفل كانت ترقد في مشرحة مستشفى صباح أمس الأربعاء بعد أن دمرت ضربة جوية إسرائيلية منزلهم الليلة الماضية. وكان معظم القتلى من الأطفال. وفتح رجل جزءا من أحد الأكفان وداعب وجه طفل صغير بيده. وقام أقارب رجل آخر بإمساكه برفق وهو ينتحب عند أقدام الجثث.
رغم تأكيد إسرائيل العلني منذ بداية العام الجديد أنها ستقلص الحرب، يقول سكان غزة إنهم لم يروا منها أي تراجع ولا يزال محظورا عليهم العودة إلى شمال القطاع كما أصبح جنوب غزة منطقة حرب شاملة في الأسابيع القليلة الماضية. واضطر كل السكان تقريبا للنزوح عن منازلهم ونزح العديد منهم عدة مرات مع تقدم القوات الإسرائيلية.
وفي موقع الهجوم الذي أحدث حفرة كبيرة في أرضية أحد المباني، تسلق الجيران الأنقاض حيث تناثرت حشايا ملطخة بالدماء وألعاب أطفال مكسورة. وقالت أم أيمن النجار، التي قُتلت ابنتها وابنة أختها وسط الحطام «صحينا لقينا حالنا محاصرين بالأنقاض على رؤوسنا، قصف ورا قصف، مش عارفة كيف طلعنا وإحنا بندعس على كل شي والدم بينزل منا».
وقالت أم أحمد، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة وتعيش الآن في خيمة برفح، إن سكان غزة كانوا يأملون أن تسفر زيارة بلينكن عن السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.
وأضافت «زي الكلام المكتوب بالزبدة، على طول بيختفي أول ما تطلع الشمس، هدا كلام بلينكن، مزيف». وأفاد سكان البريج والنصيرات والمغازي في وسط قطاع غزة بوقوع قصف مكثف خلال الليل مع توغل الدبابات الإسرائيلية – التي شنت هجوما هناك في عيد الميلاد – بشكل أعمق إلى داخل البريج والمغازي. وبدأت موجة نزوح جديدة في النصيرات بعد يوم من إسقاط إسرائيل منشورات تحذيرية جديدة على سكان عدة مناطق تطالبهم بإخلاء منازلهم والتوجه غربا إلى دير البلح.
وتقصف إسرائيل المنطقة هناك أيضا. ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقطع فيديو يظهر وصول سيارات الإسعاف إلى مستشفى حاملة قتلى وجرحى من بينهم أطفال.
وفي إشارة إلى احتدام القتال، أعلنت إسرائيل مقتل تسعة من جنودها في غزة الثلاثاء أحد أكثر الأيام دموية بالنسبة إلى قواتها في الحرب. وتقول إسرائيل، التي لا تزال تحت تأثير صدمة الهجوم المباغت لحماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، إنها لن تتوقف عن القتال حتى تقضي على الحركة الفلسطينية وتستعيد أكثر من 100 رهينة لا تزال محتجزة في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك