العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

محكمة العدل الدولية تبدأ اليوم النظر في قضية «الإبادة الجماعية في غزة» التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل

الخميس ١١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

جنوب إفريقيا طلبت من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة


لاهاي‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تعقد‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬اليوم‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬مقرها‭ ‬بمدينة‭ ‬لاهاي‭ ‬الهولندية‭ ‬أولى‭ ‬جلسات‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬تتهم‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬وتطالب‭ ‬بوقف‭ ‬عاجل‭ ‬لحملتها‭ ‬العسكرية‭. ‬

وفي‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬صفحة،‭ ‬تقول‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬إن‭ ‬قتل‭ ‬إسرائيل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والتسبب‭ ‬في‭ ‬أذى‭ ‬نفسي‭ ‬وجسدي‭ ‬جسيم‭ ‬لهم‭ ‬وتهيئة‭ ‬ظروف‭ ‬معيشية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تدميرهم‭ ‬جسديا‮»‬‭ ‬يعد‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬لهم‭. ‬

وتقول‭ ‬الدعوى‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتقاعس‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والدواء‭ ‬والوقود‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لسكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفلسطينية‭ (‬حماس‭) ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬وتشير‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬حملة‭ ‬القصف‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬وأجبرت‭ ‬حوالي‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬وفقا‭ ‬لمسؤولي‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬الدعوي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬تُنسب‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬وترتكبها‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تقاعست‭ ‬عن‭ ‬منع‭ ‬مسؤولين‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬مما‭ ‬يخالف‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬الاتفاقية‭. ‬وتطلب‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬فرض‭ ‬تدابير‭ ‬طوارئ‭ ‬لوقف‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭. ‬

وقد‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحق‭ ‬هرتسوج‭ ‬اتهام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬بشع‭ ‬ومناف‭ ‬للمنطق‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إنها‭ ‬تبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدها‭ ‬لتجنب‭ ‬سقوط‭ ‬ضحايا‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

وجاء‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنه‭ ‬مقاتلو‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬والذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬1200‭ ‬إسرائيلي‭ ‬واحتجاز‭ ‬240‭ ‬رهينة‭ ‬وفقا‭ ‬للإحصاءات‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

وقال‭ ‬هرتسوج‭ ‬‮«‬سنكون‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬وسنعرض‭ ‬قضيتنا‭ ‬بفخر‭ ‬مستندين‭ ‬إلى‭ ‬حقنا‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‮»‬‭. ‬

من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬الجلسات‭ ‬يومي‭ ‬11‭ ‬و12‭ ‬يناير‭. ‬وسيكون‭ ‬لجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ساعتان‭ ‬في‭ ‬يومين‭ ‬منفصلين‭ ‬لتقديم‭ ‬الحجج‭ ‬سواء‭ ‬لصالح‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬الطارئة‭. ‬ولن‭ ‬يتم‭ ‬استدعاء‭ ‬شهود‭ ‬للإدلاء‭ ‬بشهادتهم‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬استجوابهم‭. ‬وسيكون‭ ‬العرض‭ ‬التقديمي‭ ‬غالبا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حجج‭ ‬قانونية‭ ‬يقدمها‭ ‬مسؤولو‭ ‬الدولة‭ ‬وفرقهم‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬الدوليين‭. ‬

ويعد‭ ‬طلب‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تدابير‭ ‬مؤقتة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬ستستغرق‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬لكي‭ ‬تكتمل‭. ‬ويُقصد‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬المؤقتة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأوامر‭ ‬التقييدية‭ ‬لمنع‭ ‬تفاقم‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬نظر‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬بأكملها‭. ‬

ولن‭ ‬تصدر‭ ‬المحكمة‭ ‬قرارا‭ ‬نهائيا‭ ‬بشأن‭ ‬اتهامات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬موضوعي‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يستغرق‭ ‬سنوات‭. ‬

وفي‭ ‬جلسات‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬سيتم‭ ‬التداول‭ ‬فقط‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬منح‭ ‬موافقة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬الطارئة‭ ‬وغالبا‭ ‬يعلن‭ ‬قضاة‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التدابير،‭ ‬والتي‭ ‬تتكون‭ ‬عموما‭ ‬من‭ ‬مطالبة‭ ‬دولة‭ ‬بالامتناع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬النزاع‭ ‬القانوني‭. ‬

ووفقا‭ ‬للإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬تقرر‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬الاختصاص‭ ‬القضائي‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬تُتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكابها‭ ‬تنتهك‭ ‬اتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬وقد‭ ‬تتخذ‭ ‬المحكمة‭ ‬قرارات‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬طلبها‭ ‬مقدم‭ ‬الشكوى‭. ‬

وطلبت‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬تأمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتعليق‭ ‬عملياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ووقف‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬معقولة‭ ‬لمنع‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬وتقديم‭ ‬تقارير‭ ‬منتظمة‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بشأن‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬التالية‭ ‬لجلسات‭ ‬الاستماع‭. ‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬أحكام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬نهائية‭ ‬وغير‭ ‬قابلة‭ ‬للطعن‭ ‬عليها،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬لتنفيذها‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬بحق‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬يضر‭ ‬بسمعتها‭ ‬دوليا‭ ‬ويشكل‭ ‬سابقة‭ ‬قانونية‭. ‬وإذا‭ ‬خلصت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بالسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬مبدئيا‭ ‬فسوف‭ ‬تتخذ‭ ‬القضية‭ ‬مسارها‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬السلام‭ ‬حيث‭ ‬تقع‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬لاهاي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬قرر‭ ‬القضاة‭ ‬عدم‭ ‬الأمر‭ ‬بتدابير‭ ‬الطوارئ‭. ‬

ومحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬أيضا‭ ‬اسم‭ ‬المحكمة‭ ‬العالمية‭ ‬هي‭ ‬أعلى‭ ‬هيئة‭ ‬قانونية‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬النزاعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭. ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬الخلط‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬تتخذ‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬لاهاي‭ ‬مقرا‭ ‬لها‭ ‬وتتعامل‭ ‬مع‭ ‬تهم‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬الأفراد‭. ‬

ووقعت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لعام‭ ‬1948‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬الاختصاص‭ ‬القضائي‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المعاهدة‭. ‬وتلزم‭ ‬اتفاقية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الموقعة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بعدم‭ ‬ارتكاب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬بل‭ ‬وبمنعها‭ ‬والمعاقبة‭ ‬عليها‭. ‬وتعرّف‭ ‬المعاهدة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأفعال‭ ‬المرتكبة‭ ‬بقصد‭ ‬التدمير‭ ‬الكلي‭ ‬أو‭ ‬الجزئي‭ ‬لجماعة‭ ‬قومية‭ ‬أو‭ ‬إثنية‭ ‬أو‭ ‬عنصرية‭ ‬أو‭ ‬دينية‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا