الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مؤثرون في الجدل.. والدجل..!!
أمس وفي تجمع أسري، وبعد صلاة الجمعة، أبلغني ابن اختي «معاذ المعيلي» أن خطبة الجمعة في مسجدنا اليوم كانت عن أخطاء أحد المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثير بعض الأفكار والممارسات التي يقوم بها على الشباب، وبعضها يثير الفتنة، وبعضها الإساءة لدول شقيقة، وبعضها يدخل في أفكار تمس العقيدة.
كما قال لي ابنة أختي الدكتورة «نورة المعيلي» إن هذا الشخص، وعلى الرغم من كثرة المتابعين له، إلا أنه يأتي في أحيانا كثيرة بأفكار وممارسات تمس المعتقدات والثوابت، وقد يؤدي إلى تأثر الشباب المراهق به وبأفكاره وممارساته الخاطئة، وأن له فيديو لتجربة في دولة آسيوية، مارس فيها طقوس العبادة الوثنية، بحجة التجربة والانفتاح، والهدوء النفسي والسكون الشخصي.
وقد اطلعت على تعليق لأحد الشخصيات الدينية يحذر الشباب من الممارسة الخاطئة التي قام بها ذلك الشخص، لدرجة الركوع والتبجيل لرموز تلك الديانة، والصلاة والدعاء في معبد لغير المسلمين، وأن الخطورة تكمن في تأثر وتقليد بعض الصغار والمراهقين لتلك التجربة التي تمس العقيدة.
أخطاء بعض المشاهير والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، لا تغفرها «النوايا الحسنة»، وتكرار الأخطاء ثم تكرار الاعتذار عنها، يستوجب التوقف والمراجعة، ويستلزم تقويم مسار العمل في «السوشيال ميديا»، خاصة وأن بعض الأمور تتداخل فيها الحرية الشخصية مع المعتقدات الدينية والثوابت الوطنية، وهنا مكمن الخطورة.
الركض خلف الشهرة، وحب الإثارة، وهوس الإتيان بأفكار وممارسات شاذة، قد تجلب المتابعين ولكنها لا تجلب الاحترام من الناس، كما أنها لا تنفع الشخص في حياته ولا آخرته، والمشكلة أن بعض المؤسسات الرسمية وربما مؤسسات في القطاع الخاص تستعين ببعض مشاهير «السوشيال ميديا» للترويج وإعلان برامجها ومشاريعها، بل إن البعض منها باستضافة تلك الشخصيات في مؤتمرات ومنتديات عامة، وعرضه كقدورة للشباب، ونموذج للتأثير وقصة نجاح.. وهنا يقع الشباب في حيرة من أمرهم مع «المشاهير» وكيف أن أخطاءهم وسقطاتهم و«بلاويهم» جعلت منهم في مقدمة الصفوف والتأثير والنموذج..!! وكيف أن المؤسسات تستعين بهم وتكرمهم وتستضيفهم وهم يمارسون كل الجدل وبعض الدجل..!!
يقول الدكتور والمستشار التربوي والأسري أحمد الشيمي: «من الظواهر اللافتة للنظر هذه الأيام، والتي لا تخطئها عين الناظر؛ هوس الشباب بالمؤثرين والمشهورين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتقاضى هؤلاء المشاهير مبالغ طائلة من خلال أطروحاتهم السلبية، ويدفع الشباب لتقليدهم مهما كانت العواقب والسلبيات، ومن الأهمية بمكان أن تتصدى مؤسسات المجتمع والمؤثرين الإيجابيين لهؤلاء عبر منصاتهم، من أجل حماية المجتمع والشباب.
عموما.. لا داعي لذكر اسم ذلك الشخص المخطئ، ولكن نقول رحم الله الخليفة عمر الفاروق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك