أول بحرينية تستخدم خامات الماركات العالمية في تصاميمها.. مصممة الأزياء.. التربوية ندى عدنان السبيعي لـ«أخبار الخليج»:
تقول مصممة الأزياء العالمية كوكو شانيل: «الموضة ليست فقط في الفساتين والأزياء.. بل هي موجودة كذلك في طريقة التفكير والأفكار والطريقة التي نعيش بها»!
نعم الأزياء لها علاقة بالأفكار وبالأسلوب الذي نعيش به، ومن هنا يتحقق الابداع القائم على جمال الاختيار، وهذا هو النهج الذي سارت عليه تلك المرأة التي قررت كغيرها من كبار مصممي الأزياء وصناع الموضة حول العالم أن تترك بصمة خاصة بها تسترشد بها كل امرأة في الحياة حتى تصبح هي الاجمل والأفضل على الاطلاق.
ندى عدنان السبيعي، مصممة أزياء شهيرة، وصلت إلى العالمية بعد مشوار طويل من الكفاح والنجاح، تملك مهارة الصنع، وتحرص دوما على الاتيان بالجديد والغريب والمدهش، فهكذا كان طريقها نحو التميز، فعندما تعتمد على عبقرية وقدرة إبداعية يمكن أن تحقق الكثير في المجال الذي اكتشفت فيه شغفك.
من منا لا يدرك معنى الشغف، إنه فتيل البدايات الجميلة، ووقود الإنجاز الذي حققه العباقرة حول العالم، ووهج المشاعر التي تتملكنا حين نقبل على ما نحق، فنسعى إلى الإبداع فيه، وهذا ما استطاعت أن تثبته تجربتها حين اكتشفت شغفها في مجال الأزياء وقررت ان تحترف هذا العالم لتصبح اليوم صاحبة مشروع شهير ومتفرد للعبايات كان أول من أدخل الخامات المستخدمة في الماركات العالمية في تصاميمه.
لقد كانت البداية متواضعة حيث انطلق مشروعها من منزلها وبالإصرار والكفاح خرج من الاطار المحلي إلى العالمية، لتؤكد أنه متى عزم المرء على النجاح وسلك طريق المثابرة تمكن من تحقيق هدفه وتلك هي أعلى درجات الشغف.
حول هذا المشوار المليء بالتحديات والنجاحات كان الحوار التالي الذي توقفنا فيه عند أهم المحطات والإنجازات:
متى بدأت علاقتك بتصميم الأزياء؟
لقد بدأت تصميم العبايات منذ صغرى، حيث كانت الوالدة تعهد إليّ أنا وأختي باختيار ملابسها ومكياجها، وكنت استمتع كثيرا بهذه المسؤولية عن مظهرها بالكامل، ومع الوقت تعزز بداخلنا حب هذا المجال والجمال بشكل عام، حتى أنها كانت تمدني بالكثير من المجلات لكبار المصممين للاطلاع عليها، وكنت أصمم لنفسي العبايات أثناء مرحلة الجامعة، وكنت قد أقدمت على دراسة تخصص إدارة الأعمال لأنه لم يكن بذهني احتراف مجال الأزياء في تلك المرحلة، وحين أبدى صديقاتي إعجابهن بتصاميمي واقترحن على العمل في مجال تصميم وبيع العبايات للمحيطين بي والمقربين لي، هنا بدأت بالفعل بمشروع متواضع من غرفة خارجية صغيرة بالمنزل.
كيف تحققت الانطلاقة؟
كنت أول بحرينية أصور العبايات وأنشرها عبر النقال داخل وخارج البحرين، حيث لم يكن هناك أي وسائل للسوشيال ميديا كما هو حادث اليوم، وبعد أن ذاع صيتي شيئا فشيئا وتوالت عمليات التصميم والتنفيذ والبيع، تطور المشروع، وقررت إقامة أول معرض لي بالمنزل وضم حوالي 80 عباية بتصاميم متنوعة ومبتكرة، وكان على مدار ثلاثة أيام، وقد حضره أكثر من ثلاثين زائرة، وتوالت المعارض والنجاحات.
أول مشاركة؟
لقد شاركت في معارض مختلفة بالمملكة، وكانت أول مشاركة عام 2011 في معرض في فندق الخليج ضم أعمال العديد من المصممات، وكان الاقبال على أزيائي كبير ولافت وفوق التوقعات، وحينما زادت الطلبات شيئا فشيئا قررت افتتاح محل خاص بي وأطلقت مشروع متكامل يضم فريق عمل ماهر، وكان المحل في البداية متواضعا، ثم توسع وتطور حتى أصبح اليوم يشمل أربعة أفرع في مناطق مختلفة.
ما سر نجاحك؟
أنا فخورة بأنني صنعت نفسي بنفسي وتعلمت الصنعة ذاتيا، وأرى أن هذا هو سر نجاح المرأة أن تعتمد على نفسها في المقام الأول، ورغم انني تعلمت كل شيء في هذه الصنعة من تصميم وتسويق وتصوير وغيرها من كافة الأمور التي تتعلق بهذا المجال، فإنه مازال ينقصني رسم التصاميم بنفسي، لأنني فقط أقوم بشرح الفكرة جيدا وهناك من يرسمها على أرض الواقع.
ماذا يميز مشروعك عن غيره؟
كم أنا فخورة بأنني كنت أول من أدخلت الخامات المستخدمة في أزياء الماركات العالمية الشهيرة في صناعة عباياتي، وذلك لإعجابي الشديد بهذه البراندات، ولتعلقي بأفكارها المبهرة للعالم اجمع، وبأسلوبها في التسويق وغيرها من الأمور التي تتعلق بصناعاتها، لذلك أقوم باستيراد الكثير من مستلزماتي وأدواتي وأقمشتي من الخارج، ورغم أن ذلك مكلف بالطبع، فإنني أبذل أقصى ما لدي من أجل تقديم كل ما هو مبتكر وجديد ويتمتع بجودة عالية.
كيف تواجهين المنافسة؟
لا شك أن المنافسة موجودة في السوق الذي يتسع للعديد من العاملات في نفس المجال، ولكني قررت ألا ألتفت إليها أو أتوقف عندها، حتى أنني أشعر بأني الوحيدة في هذه الصنعة لإيماني التام بأن كل إنسان مكتوب له رزقه، وأن الأعمال بالنيات وبمراعاة الخالق، كما أن لكل منا لمساته الخاصة به التي صنعت اسمه ووجوده على الساحة.
ما أهم درس علمته إياك الحياة؟
لقد تعلمت عبر مشواري وتجربتي الحياتية والعملية عدم الثقة السريعة في الآخرين، وذلك بعد تعرضي لكثير من الصدمات والمواقف الصعبة خاصة في مجال عملي، والتي استفدت منها كثيرا وخاصة فيما يتعلق بالتريث عند اتخاذ أي قرار، والتفكير جيدا في النتائج المتوقعة.
ماذا عن عملك التربوي والتعليمي؟
لقد عملت في وزارة التربية والتعليم متطوعة عام 2011 حين اندلعت الأحداث السياسية، وبعدها توظفت بها رغم أن تخصصي الدراسي مختلف، وبالفعل دخلت هذا المجال من دون تخطيط، ولكني لم أجد فيه شغفي، ومع ذلك ظللت أعمل فيه سنوات طوال رغم أنني لم أتوقع مطلقا المواصلة فيه كل هذه الأعوام.
أصعب مرحلة؟
يمكن القول بأن عام 2018 كان من أصعب المراحل التي عشتها لما شهده مشروعي من تراجع وركود حتى أنني اضطررت إلى إغلاق كل الفروع ماعدا فرع «ندى لاين» وكان ذلك قبل كورونا، وبالفعل مررت بأزمات مادية كبيرة، خاصة وأنه صادف أنني في نفس الفترة قمت بشراء منزل خاص وولدت طفلاي، هذا فضلا عن عملي في حقل التدريس الذي لم أجد فيه نفسي كل ذلك بالطبع أصابني باكتئاب نفسي لم يخفف منها سوى إفراغ طاقتي السلبية في تصميم الأزياء، ثم جاءت كورونا وأثرت بالإيجاب على عملي، ومؤخرا تم انتدابي من الوزارة للعمل مع النائبة إيمان شويطر.
وما تأثير كورونا الإيجابي على عملك؟
جاءت جائحة كورونا فأنعشت البيزنس أون لاين في جميع المجالات، حيث أقبل الناس على الشراء الالكتروني، وشيئا فشيئا تجاوزت المحنة والأزمة التي تعرضت لهما بالصبر، وبقناعتي بأن لا شيء يدوم، كذلك بفضل مساندة زوجي ووالدي، وعموما أنا شخصية مسؤولة أؤمن بالاستقلالية بشدة، حتى أنني عملت أثناء الجامعة لتحقيق الاستقلالية المادية، وهذا ما ساعدني على الوقوف على قدماي من جديد، وواصلت مشواري.
كيف تحقق الوصول إلى العالمية؟
لقد شاركت في العديد من المعارض الخليجية، ولي زبائن في دول مختلفة سواء عرب أو حتى أجانب، وأذكر أنني صممت عباية لمغنية بريطانية وقد صعدت المسرح بها أثناء حفلها في فايننشال هاربر، ولله الحمد أجد هناك إقبالا على أزيائي لاتسامها بالاحتشام والابتكار وهي تنوب عن الملابس العادية، كما أنني أوفر تصاميم تلقى إعجاب الأطفال أيضا.
هل فقدت العباية التقليدية هويتها؟
لا، لم تفقد العباية التقليدية هويتها، ولكن يمكن القول إن الشكل التقليدي لها لم يعد يواكب متطلبات العصر الذي نعيشه اليوم، فكل شيء تغير من حولنا، وما يهم المرأة هو ارتداء زي عملي ومستور، حتى النساء من كبار السن بتن يطلبن التغيير والتحديث كذلك الجيل الجديد أصبح يرغب في تصاميم عصرية ومبتكرة ومميزة ومتفردة.
من يقوم باختيار الخامات؟
كل شيء في هذا المشروع أنفذه بنفسي، سواء فيما يتعلق باختيار الاقمشة أو الأحجار أو الكريستالات أو الخيوط وغيرها، ويتم ذلك من داخل البحرين او خارجها، وأراعي دوما أن تكون تصاميمي كلاسيكية بلمسة عصرية ومتفردة.
حلمك القادم؟
صحيح أنني خرجت من الإطار المحلي إلى العالمية ولله الحمد، ولكن يبقى حلمي الكبير هو المشاركة في عرض أزياء لبيت أزياء عالمي شهير، كما أنني أتمنى أن أمتلك دارا للأزياء خاصة بي في لندن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك