غزة – الوكالات: كثفت إسرائيل عدوانها على خان يونس في جنوب قطاع غزة أ ووجهت الدبابات غربا، وسط اتهامات من الأردن بأن المستشفى الميداني العسكري التابع له في المدينة تعرض لأضرار بالغة بسبب القصف القريب.
وحمل الجيش الأردني إسرائيل مسؤولية «الانتهاك الصارخ للقانون الدولي» بعد الأضرار التي لحقت بالمستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي لمحيطه. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
وفر الناس من مستشفى آخر هو مستشفى ناصر والمنطقة المحيطة به مع اقتراب الدبابات خلال الليل بعد بيان للجيش الإسرائيلي قال فيه إنه تعرض لإطلاق نار من المنطقة. وينفي مقاتلو حماس استخدام المرافق الصحية في العمليات العسكرية.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بوقوع ضربات جوية ليلاً قرب مستشفى ناصر.
وأشار شهود الى أن الغارات أثارت الذعر لدى مئات النازحين الذين لجأوا الى المستشفى.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن سبعة استشهدوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضرارا بمنازل قريبة من المستشفى.
وقال شون كيسي، منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية في غزة في التاسع من يناير إن العديد من العاملين في مستشفى ناصر غادروا إلى الملاجئ في الجنوب ولم يتبق سوى طبيب واحد لرعاية أكثر من 100 من ضحايا الحروق.
وحوالي ثلث مستشفيات غزة ما زالت تعمل، وبعضها جزئيا فقط.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن القصف الليلي على خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة، أدى الى استشهاد 81 شخصا على الأقل.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية أمس بأن القوات الإسرائيلية دمرت مقبرة في أحد أحياء خان يونس وسرقت منها الجثامين.
ودوت أصوات انفجارات ناجمة عن القصف والغارات الجوية على مسافة أبعد غربا في خان يونس مع تقدم الدبابات الإسرائيلية وتصاعدت خطوط من الدخان الأسود الكثيف من مواقع الانفجارات. وقال شهود إن الدبابات والجرافات ألحقت أضرارا بمقبرة هناك قبل أن تتراجع إلى وسط المدينة مرة أخرى.
وإلى الجنوب في رفح، حيث انتقل مئات الآلاف من الأشخاص بناء على أوامر إسرائيل، انتحب الناس قرب العديد من الجثث المكفنة بما في ذلك جثة الفتاة الصغيرة ماسة.
وقالت قريبتها تحرير شومان «كنا نائمين ثم وجدنا الصواريخ تسقط علينا. نهضنا ولم نتمكن من رؤية أي شيء. بدأنا نطمئن على بعضنا.. استشهدت الفتاة» مضيفة أن أقارب آخرين لها أصيبوا.
وشقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس قبل أكثر من شهر وقال وزير الدفاع يوآف جالانت يوم الاثنين إن العمليات العسكرية المكثفة في الجنوب تقترب من نهايتها بعد أسابيع من تصريحات مماثلة بشأن شمال غزة.
لكن القتال اندلع في جباليا ذات الكثافة السكانية العالية في شمال غزة أمس بعد يوم من اقتحام الدبابات الاسرائيلية أجزاء من الشمال كانت قد غادرتها الأسبوع الماضي.
وأعلنت إسرائيل تقليص عملياتها في شمال غزة في أوائل يناير في إطار ما قالت إنه سيكون نهجا أكثر تدقيقا في حربها ضد نشطاء حماس بعد العمليات التي دمرت أحياء سكنية بأكملها.
ونظرا للدمار الذي لحق بمناطق واسعة جراء القصف والعمليات العسكرية، يواجه سكان القطاع صعوبة في إيجاد مكان للعيش حتى متى انتهت الحرب.
وأظهر فيديو لفرانس برس دمارا واسعا في مخيم المغازي وسط القطاع الثلاثاء، حيث هدمت مبانٍ بأكملها، وغطى الركام الطرق والشوارع. وعمل سكان على البحث بين الحطام علّهم يعثرون على حاجيات لا تزال صالحة للاستخدام.
وقالت فاطمة المصري وهي تقف أمام مبنى تعرض لدمار واسع «حسبي الله ونعم الوكيل. الجيش الإسرائيلي قتلوا الشباب والأطفال ودمّرونا ورمونا في الصقيع والبرد، لكننا صامدون». وأضافت متوجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «أسراك عندنا، اذا أردت أن تحصل عليهم، فُكّ الحرب».
انقطعت الاتصالات في أنحاء قطاع غزة أمس لليوم السادس على التوالي مما ترك سكان القطاع، الذين اضطر معظمهم إلى الفرار عدة مرات، غير قادرين على تلقي تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي من تحركات القوات الإسرائيلية.
كما أن الافتقار إلى إشارات الهاتف المحمول المحلية يحرم الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض التي خلفتها الغارات الجوية الإسرائيلية من وسائل طلب المساعدة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 163 من سكان غزة استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مما يرفع عدد الشهداء إلى 24448 في العدوان الإسرائيلي على غزة الذي دخل الآن شهره الرابع.
وأعلنت إسرائيل مقتل جنديين آخرين مما يرفع عدد جنودها القتلى منذ أن بدأت عملياتها البرية في غزة إلى 193 جنديا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك