العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

د. علي عمران.. روحٌ شاعريَّة على أرض الإبداع

بقلم: زينب علي البحراني

السبت ٢٠ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

بينما‭ ‬كُنتُ‭ ‬أتجوَّل‭ ‬في‭ ‬مكتبة‭ ‬‮«‬الوقت‮»‬‭ ‬الشهيرة‭ ‬باحترافها‭ ‬في‭ ‬إشباع‭ ‬نَهَم‭ ‬عُشَّاق‭ ‬المُطالعة،‭ ‬استوقفني‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬علم‭ ‬البديع‮»‬‭ ‬للدكتور‭ ‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬عمران،‭ ‬ومع‭ ‬الإبحار‭ ‬بين‭ ‬سطوره‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬رحلةٍ‭ ‬بين‭ ‬جُزر‭ ‬السجع‭ ‬والطِّباق‭ ‬والمُقابلة‭ ‬وحُسن‭ ‬التعليل‭ ‬عادت‭ ‬بي‭ ‬سفينة‭ ‬الذكريات‭ ‬إلى‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عقلي‭ ‬يُبحر‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬كِتابي‭ ‬‮«‬المدخل‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬النحو‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬و«المدخل‭ ‬إلى‭ ‬أصول‭ ‬الإملاء‭ ‬وقواعده‮»‬‭ ‬للمؤلف‭ ‬ذاته،‭ ‬على‭ ‬ضِفاف‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬المُبدِع‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الشخصيَّات‭ ‬المؤثرة‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬أحداثها‭ ‬الواقعيَّة‭.‬

مهما‭ ‬حاوَل‭ ‬القلَم‭ ‬قطف‭ ‬أكثر‭ ‬الكلمات‭ ‬نُضجًا‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬البَلاغَة‭ ‬لتقديم‭ ‬شهادة‭ ‬يقبلُها‭ ‬تاريخ‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينيَّة‭ ‬بحق‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬الثقافيَّة‭ ‬المُتفرِّدة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بوسعِ‭ ‬قلمي‭ ‬مُنافسة‭ ‬شهادة‭ ‬مؤلَّفاته‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬اقترَبَت‭ ‬من‭ ‬أربعينَ‭ ‬مؤلَّفا‭ ‬أو‭ ‬تجاوزتها‭ ‬يوم‭ ‬بزوغ‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬ولا‭ ‬شهادة‭ ‬أرشيف‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬المواقف‭ ‬البحرينية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬حظ‭ ‬نشر‭ ‬أولى‭ ‬قصائده‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬ندى‭ ‬الأشواك‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1988م،‭ ‬ولا‭ ‬شهادة‭ ‬جُدران‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسيَّة‭ ‬عام‭ ‬1992م‭ ‬في‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬ابن‭ ‬طُفيل‮»‬‭ ‬الابتدائيَّة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُشارك‭ ‬تلاميذه‭ ‬الصغار‭ ‬ترديد‭ ‬الأبيات‭ ‬السبعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬قصيدة‭ ‬المُتنبي‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬غَامَرْتَ‭ ‬في‭ ‬شَرَفٍ‭ ‬مَروم‭... ‬فَلا‭ ‬تقنَع‭ ‬بما‭ ‬دونَ‭ ‬النُّجوم‮»‬‭ ‬في‭ ‬كُل‭ ‬حصَّة‭ ‬لحظة‭ ‬افتتاح‭ ‬الدرس‭ ‬لبث‭ ‬الحماسَة‭ ‬في‭ ‬نفوسهم‭ ‬وغرس‭ ‬التوق‭ ‬إلى‭ ‬المجد‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬وجدانهم‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬المُبكِّرة‭ ‬من‭ ‬تَبرعُمِ‭ ‬مشاعِرهم،‭ ‬ورُبما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬الإنسانيَّة‭ ‬الوديَّة‭ ‬المُتميّزة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬نفوس‭ ‬تلاميذه‭ ‬الصغار‭ ‬بدءًا‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الابتدائيَّة،‭ ‬مرورًا‭ ‬بالإعداديَّة،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الثانويَّة؛‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسرار‭ ‬أسلوبه‭ ‬الاستثنائي‭ ‬في‭ ‬التعامُل‭ ‬مع‭ ‬طُلابه‭ ‬الجامعيين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نال‭ ‬شهادة‭ ‬دكتوراة‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربيَّة‭ ‬وآدابها‭ ‬من‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسيَّة‭ ‬عام‭ ‬2006م،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يكتفون‭ ‬بكونهم‭ ‬مُجرد‭ ‬جسرٍ‭ ‬لتمرير‭ ‬المعلومات‭ ‬للطالب‭ ‬ومُتابعة‭ ‬تنفيذه‭ ‬المُتطلبات‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الأجر‭ ‬المادي‭ ‬الذي‭ ‬تمنحه‭ ‬إياهم‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليميَّة؛‭ ‬بل‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬طُلابه‭ ‬باعتبارهم‭ ‬‮«‬حكايات‮»‬‭ ‬انسانيَّة‭ ‬تستحق‭ ‬الاهتمام،‭ ‬ولا‭ ‬ينقطع‭ ‬تواصله‭ ‬الإنساني‭ ‬بتلميذه‭ ‬بخِتام‭ ‬أعوام‭ ‬دراسته؛‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يمتدُّ‭ ‬ويتوطَّدُ‭ ‬ويزدهر‭ ‬ازدهارًا‭ ‬قل‭ ‬نظيره‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬أُستاذٍ‭ ‬آخر‭. ‬إذا‭ ‬ضربَ‭ ‬أحد‭ ‬طُلابه‭ ‬القدامى‭ ‬موعدًا‭ ‬معهُ‭ ‬تراهُ‭ ‬يُفرغ‭ ‬لهُ‭ ‬وقته،‭ ‬ويستقبلهُ‭ ‬بحفاوة،‭ ‬ويُنصت‭ ‬لهُ‭ ‬بلُطف،‭ ‬ويمنحهُ‭ ‬النصيحة‭ ‬بصدق،‭ ‬لا‭ ‬يتأفف‭ ‬ولا‭ ‬يتململ‭ ‬ولا‭ ‬يتدرَّع‭ ‬بحواجز‭ ‬الفوقيَّة‭ ‬وأسلاك‭ ‬الغطرسة‭ ‬الشائكة،‭ ‬بل‭ ‬يسمح‭ ‬بانسياب‭ ‬الحديثِ‭ ‬انسيابًا‭ ‬مدفوعًا‭ ‬بحُرية‭ ‬التعبير،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الطالب‭ ‬راغبًا‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬الزيارة‭ ‬استئناسًا‭ ‬بحديث‭ ‬أستاذه‭ ‬الشيّق‭ ‬ورأيه‭ ‬السديد‭ ‬ومسمعهُ‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمل‭ ‬الإنصات‭.‬

مازال‭ ‬لقائي‭ ‬الأوَّل‭ ‬بمكتبة‭ ‬د‭. ‬علي‭ ‬عمران‭ ‬منحوتًا‭ ‬بإتقان‭ ‬على‭ ‬واحدٍ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬جُدران‭ ‬الذاكِرة،‭ ‬كُنتُ‭ ‬أيَّامها‭ ‬‭ ‬ومازلتُ‭- ‬مفتونةٌ‭ ‬بالقراءة،‭ ‬كانت‭ ‬روحي‭ ‬تتنفس‭ ‬الكُتُب‭ ‬وتشربها‭ ‬وتأكلها‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬ولحظة‭ ‬اجتيازي‭ ‬أحد‭ ‬ممرات‭ ‬‮«‬الجامعة‭ ‬الأهليَّة‮»‬‭ ‬في‭ ‬طريقي‭ ‬من‭ ‬مُحاضرةٍ‭ ‬إلى‭ ‬أُخرى‭ ‬اختُطِفَ‭ ‬قلبي‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بمشهدِ‭ ‬بابٍ‭ ‬يُغلقُ‭ ‬على‭ ‬كُتُبٍ‭ ‬عربيّة‭ ‬مُنسقة‭ ‬في‭ ‬مكتبةٍ‭ ‬بزاوية‭ ‬تحتل‭ ‬جدارين‭ ‬لتمتد‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬السقف،‭ ‬شعرتُ‭ ‬أنني‭ ‬أمام‭ ‬مغارة‭ ‬علي‭ ‬بابا‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬بكنوز‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬يمنعني‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬كلمة‭ ‬سرٍ‭ ‬مجهولة،‭ ‬وكان‭ ‬أقصى‭ ‬أحلامي‭ ‬إيجاد‭ ‬طريقةٍ‭ ‬لاجتياز‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الكُتُب‭.‬

ذات‭ ‬يوم‭ ‬انطلَقَت‭ ‬المُعجزة‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬أُمنياتي‭ ‬لتتحقق،‭ ‬كان‭ ‬باب‭ ‬مغارة‭ ‬علي‭ ‬بابا‭ ‬مفتوحًا‭ ‬والكنوز‭ ‬تتلألأ‭ ‬بعناوينها‭ ‬المُغرية‭ ‬للغارقين‭ ‬في‭ ‬عشق‭ ‬القراءة‭ ‬مثلي،‭ ‬وليمةٌ‭ ‬شهيةٌ‭ ‬للعقل‭ ‬والقلب‭ ‬وكل‭ ‬خلية‭ ‬ظمأى‭ ‬للمعرفة،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬مني‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ألقيتُ‭ ‬بنفسي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لانتهازها‭ ‬وملء‭ ‬بصري‭ ‬بأغلفة‭ ‬تلك‭ ‬الكتب‭ ‬وأنفاسي‭ ‬برائحتها،‭ ‬وإذا‭ ‬بسيّد‭ ‬المكتبة‭ ‬يضبطني‭ ‬مُتلبسةً‭ ‬بانقيادي‭ ‬لوساوس‭ ‬النفس‭ ‬الأمَّارة‭ ‬بالقراءة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬حُسن‭ ‬حظي‭ ‬أنهُ‭ ‬كان‭ ‬كريمًا‭ ‬مُتفهمًا،‭ ‬فتلقَّى‭ ‬بابتسامةٍ‭ ‬عريضةٍ‭ ‬شغفي‭ ‬الواضح‭ ‬وأنا‭ ‬أقول‭: ‬‮«‬مكتبتك‭ ‬تُشبه‭ ‬مغارة‭ ‬علي‭ ‬بابا‭ ‬المليئة‭ ‬بالكنوز‭ ‬النادرة‭ ‬يا‭ ‬دكتور‭.. ‬بل‭ ‬تُشبهُ‭ ‬مصباح‭ ‬علاء‭ ‬الدين‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬الأحلام‭!‬‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكُن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬الأديب‭ ‬الذي‭ ‬تدحرَجَ‭ ‬في‭ ‬عشق‭ ‬مُطالعة‭ ‬الكتب‭ ‬منذ‭ ‬طفولته‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فتلك‭ ‬السعادة‭ ‬الغامرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحتل‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬كيانه‭ ‬أمام‭ ‬كتُب‭ ‬‮«‬مكتبة‭ ‬الماحوزي‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬مُبكرة‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬لا‭ ‬تُنسى،‭ ‬وتلك‭ ‬السويعات‭ ‬المُبهجة‭ ‬التي‭ ‬يقضيها‭ ‬مع‭ ‬كتابٍ‭ ‬مُمتع‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬طفولته‭ ‬مازالت‭ ‬تستعمر‭ ‬كيانه،‭ ‬أما‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يكسر‭ ‬فيها‭ ‬حصَّالته‭ ‬ليكتشف‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لاقتناء‭ ‬كتابٍ‭ ‬كان‭ ‬يتوق‭ ‬إليه‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ -‬بالنسبة‭ ‬له‭- ‬باعثةً‭ ‬على‭ ‬الجنون‭!‬

الطفلُ‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينسخُ‭ ‬كل‭ ‬القصائد‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬منهاج‭ ‬الصف‭ ‬الثالث‭ ‬الابتدائي‭ ‬ويرسم‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬فوقها،‭ ‬ثم‭ ‬يُلصقها‭ ‬على‭ ‬جُدران‭ ‬الغرفة‭ ‬التي‭ ‬ينام‭ ‬فيها‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬برفقته‭ ‬خلال‭ ‬أحلامه‭ ‬كما‭ ‬تُرافقه‭ ‬خلال‭ ‬يقظته‭ ‬وُلِد‭ ‬بتلك‭ ‬الروح‭ ‬الشاعريَّة‭ ‬التي‭ ‬صنعَت‭ ‬منهُ‭ ‬أديبًا‭ ‬مُبدعًا،‭ ‬وأستاذًا‭ ‬لا‭ ‬ينساه‭ ‬تلاميذه،‭ ‬وانسانًا‭ ‬مُجتهدًا‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لطموحاته،‭ ‬ومُثقفًا‭ ‬بحرينيًا‭ ‬رائعًا‭ ‬يبذل‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬بوسعه‭ ‬لإشعال‭ ‬شمعة‭ ‬تنير‭ ‬أي‭ ‬دربٍ‭ ‬ثقافي‭ ‬يجتازه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا