كي لا أكرّسَ حُكمَهُ المتعامي
فسّرتُ معنى النومِ للأحلامِ
أخبرتُها عن عهدِه المدفونِ في
قبرٍ تبتَّلَ في ضريحِ حطامِ
أبديتُ ما لا كان يعلمُه سوى
من باعَ خوفَ الخوفِ للآلامِ
من باتَ يحفظُ عذرَ موتِ مرادِه
ليحيلَ جمرَ الفقدِ للإضرامِ
ويقولُ للسيفِ الذي طعنَ الردى
حتى نعى غمدَ الشعورِ الدامي
أتراكَ تعلمُ ما يراهُ مسافرٌ
أخفى ملامحَ دربِه المترامي
ألقى التساؤلَ في ضميرِ معاندٍ
ومضى يحاورُ حنكةَ الأوهامِ
فأنابَ لي حتى غدوتُ دليلَهُ
وغرستُ فيه نوازعَ الإقدامِ
ليسيرَ نحوَ حقائقٍ تمضي بها
عينٌ تتابعُ ثابتَ الأقدامِ
فكتبتُ والقلمُ الذي بأناملي
يهدى شعاعَ الشعرِ للإلهامِ
ستونَ بل سبعونَ عمرُ حياتنا
فإذا وصلتَ فلا تقمْ لصدامِ
لم يبقَ في الأيامِ ما يبقى لكي
نهديهِ ما يبقى من الأيامِ
لا حجةٌ بقيتْ ولن تبقى لمن
أهداهُ هذا العمرُ طولَ مقامِ
حتى يلاحظَ أنَّ شمسَ غروبِه
في كلِّ يومٍ تحتفي بسلامِ
مـن نـالَ هـذا العـمرَ فليجعلْ من الـ
أيـامِ أعـيادًا مـن الإكـرامِ
للذاتِ للأحبابِ للشغفِ الذي
يشتاقُ ماءَ غمائمِ الإنعامِ
يسقي بهِ ما أنضجتهُ تجاربٌ
ثمراتُها تذكي جذى الأفهامِ
فإذا عبرتَ سنينكَ السبعينَ فلـ
تذكرْ مليًّا قيمةَ الإحجامِ
عن كلِّ همِّ يعتريكَ فإنَّ في
هجرانِ صوتِ الهمِّ بابَ سلامِ
فادخلْ ببابِ سلامِ ذاتكَ هاجرًا
ما باتَ يفسدُ متعةَ الأيامِ
واجعلْ من اللحظاتِ لحنَ مشاعرٍ
يشدو بها الإحساسُ بالأنغامِ
فالعمرُ ليس سوى اللحيظاتِ التي
تمضي كساحبِ قوسِه بسهامِ
شاعر وأديب إماراتي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك