العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تقرير يوثق جرائم أسبوع من الإبادة الجماعية في غزة ويفضح أكاذيب الكيان الصهيوني في محكمة العدل

السبت ٢٠ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

قال‭ ‬المرصد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬‮«‬إن‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قتلت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬رفعت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬جلساتها‭ ‬للنظر‭ ‬بدعوى‭ ‬رفعتها‭ ‬جمهورية‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشأن‭ ‬انتهاكات؛‭ ‬لالتزاماتها‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬منع‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمعاقبة‭ ‬عليها‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬الأورومتوسطي،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬أمس،‭ ‬أنه‭ ‬بخلاف‭ ‬السرد‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬فريق‭ ‬المحامين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لنفي‭ ‬تهمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬فإن‭ ‬الوقائع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬مطلقا‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬جلسة‭ ‬دفاعها‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭.‬

ويدحض‭ ‬التوثيق‭ ‬الأولي‭ ‬للمرصد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬انسجام‭ ‬ادعاءات‭ ‬إسرائيل‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الواقعة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬و18‭ ‬يناير‭ ‬الجاري؛‭ ‬فعلى‭ ‬صعيد‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬قال‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬قتل‭ ‬جماعي‭ ‬وفردي،‭ ‬حيث‭ ‬قتل‭ ‬خلال‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬1018‭ ‬شخصا،‭ ‬بينهم‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬390‭ ‬طفلا‭ ‬و208‭ ‬نساء،‭ ‬بمعدل‭ ‬145‭ ‬شخصا‭ ‬يوميا‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الإحصائية‭ ‬المذكورة‭ ‬شملت‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تبقى‭ ‬هناك‭ ‬شهادات‭ ‬ومعطيات‭ ‬بمقتل‭ ‬آخرين،‭ ‬بواقع‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬15‭ ‬شخصا‭ ‬يوميّا‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬جثامينهم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬بفعل‭ ‬تعذر‭ ‬انتشال‭ ‬جثثهم‭ ‬أو‭ ‬دفنهم‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬مؤقتة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬شرقي‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬جنوبي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬و18‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬حين‭ ‬دفن‭ ‬5‭ ‬مدنيين،‭ ‬منهم‭ ‬سيدتان‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬إيواء‭ ‬نازحين‭. ‬كما‭ ‬أسفرت‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬1934‭ ‬آخرين‭ ‬بجروح،‭ ‬منهم‭ ‬70‭% ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.‬

وأبرز‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬أن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬جنوبي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬يصنفها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬لجأ‭ ‬إليها‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬نازح،‭ ‬وجرى‭ ‬فيها‭ ‬استهداف‭ ‬منازل‭ ‬وخياما‭ ‬وشاليهات‭ ‬تؤوي‭ ‬نازحين‭. ‬كما‭ ‬استهدفت‭ ‬إحدى‭ ‬الغارات‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬‮«‬الدرج‮»‬‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬انتهاء‭ ‬عملياته‭ ‬الأساسية‭ ‬فيها،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬فريق‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وأشار‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬70‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬قتلوا،‭ ‬وأصيب‭ ‬العشرات‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬حوادث؛‭ ‬جراء‭ ‬تعرضهم‭ ‬لإطلاق‭ ‬نار‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬الدبابات‭ ‬وطائرات‭ (‬كوادكابتر‭) ‬الإسرائيلية،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬تجمعوا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬غزة‭ ‬بانتظار‭ ‬شاحنات‭ ‬تحمل‭ ‬مساعدات‭.‬

وكان‭ ‬أصعب‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬المحكمة،‭ ‬حين‭ ‬قتل‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬شخصا‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬برصاص‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬محاولتهم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشاحنات‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬استهداف‭ ‬الأعيان‭ ‬المدنية‭ ‬فأشار‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬12‭ ‬حتى‭ ‬ظهر‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الجاري‭ ‬دمرت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬22‭ ‬مربعا‭ ‬سكنيًا‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬وسط‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬ومناطق‭ ‬‮«‬بني‭ ‬سهيلا‮»‬،‭ ‬و«جورة‭ ‬اللوت‮»‬،‭ ‬و«معن‮»‬،‭ ‬و«بطن‭ ‬السمين‮»‬‭ ‬جنوبي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

كما‭ ‬نسفت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أربعة‭ ‬مربعات‭ ‬سكنية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الوسطى‭. ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬الأولية‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬نحو‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬كليًا‭ ‬وجزئيًا‭ ‬خلال‭ ‬المدة‭ ‬ذاتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استهداف‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬جامعتين‭ ‬و7‭ ‬مدارس،‭ ‬وإلحاق‭ ‬دمار‭ ‬كلي‭ ‬وجزئي‭ ‬بها‭.‬

وأكد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬شن‭ ‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمتعمدة‭ ‬ضد‭ ‬المنازل‭ ‬السكنية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وتدميرها،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬والأحياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تشهد‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬قتالية؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬التدمير‭ ‬جرت‭ ‬بعد‭ ‬إحكام‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬والأحياء،‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬واسع‭ ‬ومنهجي‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬هو‭ ‬تدمير‭ ‬حياة‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ومنع‭ ‬عودة‭ ‬النازحين‭ ‬قسرا‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭ ‬وأماكن‭ ‬سكناهم‭.‬

ونبه‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬منشآته‭ ‬وطواقمه‭ ‬وموارده‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬لحقت‭ ‬أضرار‭ ‬بمقر‭ ‬‮«‬المستشفى‭ ‬الميداني‭ ‬الأردني‮»‬‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس؛‭ ‬جراء‭ ‬قصف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬توغل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المقابر‭ ‬المحاذية‭ ‬لموقع‭ ‬المستشفى،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بإصابة‭ ‬أحد‭ ‬الطواقم‭ ‬العاملة،‭ ‬وشخص‭ ‬آخر‭ ‬كان‭ ‬يتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬العناية‭ ‬الفائقة‭ ‬وأصيب‭ ‬بشظايا‭ ‬إضافية‭.‬

وفي‭ ‬اليوم‭ ‬ذاته،‭ ‬ألقت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قنابل‭ ‬إنارة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬مجمع‭ ‬‮«‬ناصر‮»‬‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬جنوبي‭ ‬القطاع،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬قصف‭ ‬عنيف‭ ‬وتوغل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬من‭ ‬المستشفى،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الهلع‭ ‬وفرار‭ ‬آلاف‭ ‬النازحين‭ ‬داخل‭ ‬المجمع‭.‬

وتكرر‭ ‬الأمر‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬مع‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬شهداء‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقت‭ ‬الطائرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬وقصفت‭ ‬شقة‭ ‬قرب‭ ‬بوابته،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬اقتربت‭ ‬الدبابات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬محيط‭ ‬المستشفى،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬آلاف‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬مغادرته‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬غادرت‭ ‬غالبية‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬المستشفى،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬لاحقا‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وبموازاة‭ ‬ذلك،‭ ‬استمرت‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالتحريض‭ ‬على‭ ‬المستشفيات،‭ ‬مدعية‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬ناصر‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬حاليّا‭ ‬أكبر‭ ‬المستشفيات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬‮«‬الشفاء‮»‬‭ ‬الطبي،‭ ‬يتم‭ ‬استخدامه‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬تجاه‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يغص‭ ‬المستشفى‭ ‬بعشرات‭ ‬آلاف‭ ‬النازحين‭ ‬والمرضى‭ ‬والمصابين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أكده‭ ‬منسق‭ ‬فرق‭ ‬الطوارئ‭ ‬الطبية‭ ‬بمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬شون‭ ‬كيسي‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬انعقد‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي،‭ ‬صرح‭ ‬فيه‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مستشفيات‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تستخدم‭ ‬لأغراض‭ ‬أخرى،‭ ‬وأن‭ ‬مهمتهم‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر‭ ‬أكد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التجويع‭ ‬كأداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الحرب،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬الذي‭ ‬يدخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عموما،‭ ‬وما‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬شمالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تحديدا،‭ ‬لا‭ ‬يلبي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المتعاظمة‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وأوضح‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬أن‭ ‬مجموع‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬من‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬1200‭ ‬شاحنة،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬محدودا‭ ‬جدّا،‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬آليات‭ ‬توصيلها‭ ‬مهينة،‭ ‬بحيث‭ ‬تصل‭ ‬الشاحنات‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬معينة،‭ ‬ويتجمع‭ ‬مئات‭ ‬السكان‭ ‬حولها‭ ‬دون‭ ‬نظام‭ ‬فعلي‭. ‬وخلال‭ ‬ذلك‭ ‬تعرض‭ ‬عشرات‭ ‬السكان‭ ‬للاستهداف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والموت‭ ‬نتيجة‭ ‬التدافع‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ضمن‭ ‬الإمدادات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬وشمال‭ ‬القطاع‭ ‬سوى‭ ‬50‭ ‬مركبة‭ ‬تنقل‭ ‬المساعدات؛‭ ‬منها‭ ‬36‭ ‬محملة‭ ‬بالمواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬والباقي‭ (‬أي‭ ‬28‭ ‬مركبة‭) ‬حملت‭ ‬مساعدات‭ ‬أخرى‭ ‬توزعت‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الوقود‭ ‬والمواد‭ ‬الطبية‭.‬

وحذر‭ ‬المرصد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬استمرار‭ ‬الشح‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والطبية‭ ‬والأساسية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬خطر‭ ‬المجاعة‭ ‬وتعرض‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬لتفشي‭ ‬الأمراض‭ ‬الخطرة‭ ‬والقاتلة،‭ ‬مذكرا‭ ‬بما‭ ‬قاله‭ ‬خبراء‭ ‬أمميون‭ ‬مستقلون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬يمثلون‭ ‬80‭% ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬خطر‭ ‬المجاعة‭ ‬أو‭ ‬الجوع‭ ‬الكارثي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬القصف‭ ‬والحصار‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وكالات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حذرت‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬يناير‭ ‬الجاري،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬واليونيسف‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬صرحت‭ ‬المديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬سيندي‭ ‬ماكين‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الناس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يواجهون‭ ‬خطر‭ ‬الموت‭ ‬جوعا،‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬أميال‭ ‬من‭ ‬الشاحنات‭ ‬المحملة‭ ‬بالطعام‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬إضافية‭ ‬تهدر‭ ‬تضع‭ ‬حيوات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬خطر،‭ ‬وأنه‭ ‬يمكننا‭ ‬درء‭ ‬خطر‭ ‬المجاعة،‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الإمدادات‭ ‬الكافية،‭ ‬وضمان‭ ‬وصول‭ ‬آمن‭ ‬لجميع‭ ‬السكان‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المعابر‭ ‬والمنافذ،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أكدته‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬والوكالات‭ ‬الأممية،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمنع‭ ‬إسرائيل‭ ‬دخول‭ ‬عشرات‭ ‬الأصناف‭ ‬وتحدد‭ ‬الكميات‭ ‬الواردة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬وتتعمد‭ ‬عرقلة‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتأخيرها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتحكم‭ ‬أيضا‭ ‬بمن‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عبر‭ ‬معبر‭ ‬رفح،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المرضى‭ ‬والمصابون‭ ‬وكشوفات‭ ‬المسافرين،‭ ‬بحيث‭ ‬يجري‭ ‬تمريريها‭ ‬للجهات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬لأعداد‭ ‬محدودة‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬القطاع،‭ ‬وهذه‭ ‬القيود‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬المصابين‭ ‬الذين‭ ‬يبقون‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تلقي‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬جدا‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الخروج،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬هناك‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬6500‭ ‬مصاب‭ ‬بجروح‭ ‬خطرة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

ورصد‭ ‬الأورومتوسطي‭ ‬استمرار‭ ‬التصريحات‭ ‬التحريضية‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬إسرائيليين،‭ ‬تظهر‭ ‬وجود‭ ‬نية‭ ‬مبيتة‭ ‬لارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬بحيث‭ ‬استمر‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬إبادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واقتلاعهم‭ ‬من‭ ‬أرضهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إخضاعهم‭ ‬لظروف‭ ‬معيشية‭ ‬تدمرهم،‭ ‬وتدفعهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬تهجيرهم‭ ‬خارجها‭ ‬قسرا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا