العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

بعد فوزه بمسابقة محلية
بحريني يمزج ما بين التقليد والحداثة لتصنيع منتج مبتكر

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭ ‬

السبت ٢٠ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

تصميم‭ ‬مبتكر‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬البيئة‭ ‬البحرينية‭ ‬التقليدية‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬نال‭ ‬لقب‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬ضمن‭ ‬مسابقة‭ ‬الحرف‭ ‬المعاصرة‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬عن‭ ‬نتائجها‭ ‬مؤخرا‭. ‬التصميم‭ ‬يعود‭ ‬للبحرينيين‭ ‬عبدالله‭ ‬البيتم‭ ‬وعلي‭ ‬رستم‭ ‬ويحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬ساعة‭ ‬البانوش‮»‬‭. ‬عبدالله‭ ‬البيتم‭ ‬مهندس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أتمتة‭ ‬المصانع‭ ‬وعلي‭ ‬رستم‭ ‬نحات‭ ‬ونجار‭ ‬وفنان‭.‬

واستقبلت‭ ‬المسابقة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬80‭ ‬طلباً‭ ‬قدّمها‭ ‬أصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها،‭ ‬من‭ ‬حرفيين‭ ‬وفنانين‭ ‬ومهندسين‭ ‬معماريين‭ ‬ومصممي‭ ‬الديكور‭ ‬الداخلي‭ ‬ومصممي‭ ‬المنتجات‭ ‬ومصممي‭ ‬الجرافيك‭ ‬والمصممين‭ ‬الرقميين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الخلفيات‭.‬

وقال‭ ‬البيتم‭ ‬إن‭ ‬‮«‬انضمامه‭ ‬لمسابقة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬جاء‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراته‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬المنتجات‭ ‬وتسويقها،‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬خبراته‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬والفن‭ ‬والتصميم‭ ‬والبحث‮»‬‭. ‬

وعزا‭ ‬سبب‭ ‬فوزه‭ ‬بالمسابقة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زميله‭ ‬رستم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التصميم‭ ‬يتمتع‭ ‬بمقومات‭ ‬رئيسية‭ ‬ثلاثة،‭ ‬وهي‭ ‬الفن‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والثقافة‭. ‬واعتمد‭ ‬التصميم‭ ‬على‭ ‬بحث‭ ‬معمق‭ ‬لثقافة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التقليدية‭ ‬والتصميم‭ ‬والمواد‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬دمج‭ ‬هذه‭ ‬المعرفة‭ ‬مع‭ ‬تقنيات‭ ‬التصنيع‭ ‬الرقمية‭ ‬الحديثة‭ ‬والمبادئ‭ ‬الهندسية،‭ ‬وصمم‭ ‬بأسلوب‭ ‬جمالي‭ ‬مميز‭. ‬وهو‭ ‬يعد‭ ‬بوابة‭ ‬للمستخدمين‭ ‬ويصور‭ ‬تاريخ‭ ‬البحارة‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

ومن‭ ‬الناحية‭ ‬الوظيفية،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يخبر‭ ‬عن‭ ‬الوقت‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬يعرض‭ ‬حالة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الفعلي‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬البحارة‭ ‬على‭ ‬الانطلاق‭ ‬للإبحار‭. ‬كما‭ ‬يعزز‭ ‬أجواء‭ ‬أي‭ ‬غرفة‭ ‬معيشية‭ ‬عبر‭ ‬انعكاس‭ ‬مائي‭ ‬يمنح‭ ‬الهدوء‭ ‬والراحة‭ ‬فيخلق‭ ‬تجربة‭ ‬متعددة‭ ‬الحواس‭ ‬بالمزج‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬والفن‭ ‬والمنفعة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬جاءت‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬ولعي‭ ‬بالبحر،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬البحر‭. ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬الإلهام‭ ‬وعدت‭ ‬للمنزل‭ ‬بحنيني‭ ‬لأمواجه‭. ‬فطرحت‭ ‬تساؤلا‭ ‬كيف‭ ‬يمكنني‭ ‬نقل‭ ‬التجربة‭ ‬للمنزل‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعني‭ ‬إلى‭ ‬ابتكار‭ ‬فكرة‭ ‬منتج‭ ‬موج‭ ‬البحر‭ ‬المتزامن،‭ ‬لكن‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ديكور‭ ‬فقط‭. ‬ففكرت‭ ‬في‭ ‬إضافة‭ ‬قارب‭ ‬وتحويله‭ ‬لعنصر‭ ‬وظيفي،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬الساعة‭. ‬بقي‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬في‭ ‬ذهني‭ ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬وطبقت‭ ‬الفكرة‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬وقت‭ ‬المسابقة‮»‬‭.‬

تعاون‭ ‬عبدالله‭ ‬لتصميم‭ ‬المنتج‭ ‬مع‭ ‬علي‭ ‬رستم‭ ‬وفابلاب‭ ‬البحرين‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬محترفي‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التقليدية‭. ‬تم‭ ‬استلهام‭ ‬تصميم‭ ‬ساعة‭ ‬البانوش‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭ ‬المتعمقة‭ ‬لتفاصيل‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬البحرينية‭ ‬التقليدية‭. ‬واستخدمت‭ ‬مواد‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬السفن‭ ‬مثل‭ ‬خشب‭ ‬الساج‭ ‬الأفريقي‭ ‬الطبيعي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النحاس‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬دمج‭ ‬تقنيات‭ ‬التصنيع‭ ‬التقليدية‭ ‬والرقمية‭ ‬الحديثة‭ ‬لتشمل‭ ‬صناعة‭ ‬الصناديق‭ ‬وتشكيل‭ ‬النحاس‭.‬

وتحاول‭ ‬ساعة‭ ‬البانوش‭ ‬عدم‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬الوقت‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تقدّم‭ ‬تجربة‭ ‬ربما‭ ‬تُفقد‭ ‬الشخص‭ ‬أمامها‭ ‬الشعور‭ ‬بالزمن‭ ‬لوهلة،‭ ‬حيث‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬بانوش‭ (‬سفينة‭ ‬بحرينية‭ ‬تقليدية‭) ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬حوض‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬تتحرّك‭ ‬السفينة‭ ‬وساريتها‭ ‬التي‭ ‬تمثّل‭ ‬العقارب‭ ‬لتشير‭ ‬إلى‭ ‬الوقت،‭ ‬فيما‭ ‬يتلألأ‭ ‬الماء‭ ‬بلون‭ ‬ذهبي‭ ‬بفعل‭ ‬أضواء‭ ‬مثبّتة‭ ‬في‭ ‬الحوض‭ ‬لتعطي‭ ‬شعوراً‭ ‬بالسلام‭ ‬والهدوء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمنحه‭ ‬سوى‭ ‬البحر‭ ‬وأمواجه‭ ‬اللامعة‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يحاكي‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يراه‭ ‬البحّارة‭ ‬وصيادو‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬رحلاتهم‭ ‬الممتدة‭ ‬شهوراً‭ ‬طويلة‭. ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬الحوض‭ ‬يتغير‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬وهبوطاً‭ ‬بتزامن‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬المد‭ ‬والجزر‭ ‬الفعلية‭.‬

وتابع‭ ‬عبدالله‭ ‬بقول‭ ‬‮«‬باعتباري‭ ‬مهندسا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأتمتة،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬عملي‭ ‬اليومي‭ ‬على‭ ‬أتمتة‭ ‬المصانع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬انحاء‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬البحث‭ ‬والتصميم‭ ‬وبناء‭ ‬الأجزاء‭ ‬محليا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬والصين‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهامي‭ ‬الهندسية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأتمتة،‭ ‬أشارك‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬المنتجات،‭ ‬حيث‭ ‬اتعاون‭ ‬مع‭ ‬وكالات‭ ‬التسويق‭ ‬والعلامات‭ ‬التجارية‭ ‬لإنشاء‭ ‬منتجات‭ ‬استهلاكية‭ ‬ومنشآت‭ ‬فنية‭ ‬حركية‭ ‬لمراكز‭ ‬التسوق‭ ‬والفنادق‭ ‬والمطاعم‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قضاء‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬مواد‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬التصنيع‭ ‬والوسائط‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬‮«‬ساهمت‭ ‬الهندسة‭ ‬في‭ ‬شحذ‭ ‬عقليتي‭ ‬لفهم‭ ‬المشكلات‭ ‬وتبسيطها،‭ ‬وبدأت‭ ‬بتحدي‭ ‬نفسي‭ ‬عبر‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأسرع‭ ‬والأبسط،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكنني‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬مثل‭ ‬الوقت‭ ‬والمال‭ ‬والأشخاص‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬النهج‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬فوزي‭ ‬في‭ ‬المنافسة،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬قيمة‭ ‬حقيقية‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬أولويات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬أصمم‭ ‬لهم‮»‬‭.‬

اليوم،‭ ‬يطمح‭ ‬عبدالله‭ ‬لتبني‭ ‬أساليب‭ ‬جريئة‭ ‬ومبتكرة‭ ‬وتكوين‭ ‬فرص‭ ‬تعاونية‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬وعلامات‭ ‬تجارية‭ ‬متنوعة‭. ‬وهو‭ ‬يسعى‭ ‬لابتكار‭ ‬تصاميم‭ ‬وقطع‭ ‬تمنح‭ ‬المساحات‭ ‬اليومية‭ ‬تميزا‭ ‬وتعززها‭ ‬وظيفيا‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬عبدالله‭ ‬البيتم‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬هندسة‭ ‬الأجهزة‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭. ‬وتعزيزا‭ ‬لخبرته،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬في‭ ‬التصنيع‭ ‬الرقمي‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬فاب،‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬انشأها‭ ‬معهد‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬للتكنولوجيا‭. ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬مهندس‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا‭ ‬وأبل‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا