الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مطار البحرين.. من زاوية أخرى
ذات مرة حدثني سعادة الأخ العزيز الأستاذ خالد حسين المسقطي عضو مجلس الشورى بكلام منطقي جميل، ربما يغيب عنا في خضم إصرارنا على «ثقافة المقارنة»، التي قد تتسبب في «تقزيم» بعض مشاريعنا وإنجازاتنا الوطنية، ولكن بنظرة من «زاوية أخرى» تجد أن ثمة عناصر قوة وإيجابية فيها، وربما لا توجد في مشاريع دول عديدة.
خذ مثلا.. إجراءات المطار عند الدخول والمغادرة من البلاد، صحيح أننا لا نملك مطارا ضخما، كبيرا وشاسعا، ولكننا نملك خدمات وتسهيلات وإجراءات، لا توجد في المطارات الضخمة الكبيرة والأكثر ازدحاما.
خذ مثلا.. المدة الزمنية القصيرة منذ لحظة هبوط الطائرة، مرورا بإجراءات الجوازات والجمارك، وصولا إلى تسلم الأمتعة، ومن ثم الخروج من مبنى المطار، وقارنها بالإجراءات الطويلة، والمسافة الكبيرة التي يقطعها المسافر، والمحطات التي يمر بها، والتحويلات التي ينتقل فيها، والمدة الزمنية الطويلة التي تجعل المسافر في قلق من أمره، وخاصة أن المدة الزمنية هنا مهمة جدا لدى مسافر «الترانزيت»، ففي مطار البحرين تستغرق العملية بأكملها دقائق معدودة لا تتجاوز ربع ساعة، فيما مطارات أخرى تمتد ساعات طويلة من الانتظار والتذمر والقلق من إغلاق البوابة.
خذ مثلا.. السوق الحرة، والفندق وغرف الكبسولات بالمطار، والمرافق العامة وساحة الألعاب للأطفال وغيرها في المطار، تجد روعة التنظيم، وميزة التنوع، وجمال التصميم، وشدة الإقبال على بعضها.
الغريب أن الكثير من الزوار والسياح والمسافرين يشيدون ويعجبون بما يجدونه في مطار البحرين الدولي، فيما فئة منا لا ترى كل تلك الأمور والإيجابيات.. ربما الرغبة في المزيد من التطوير.. وهذا حق، وربما لعادة «ثقافة المقارنة».. وهذا خطأ.
حتى في مسألة توظيف ووجود الشباب البحريني في «الكونتر»، والشركات العاملة بالمطار وغيرها من الخدمات، نجد أن الأمر في تحسن واضح، وأن عدد العاملين البحرينيين أصبح في تزايد، في معظم الوظائف والمهن، ولا يزال العمل والطموح أكبر وأكثر.
هل لاحظنا عملية تسلم الأمتعة في السير الكهربائي، التي تتم بانسيابية ووضوح، ووجود عربات وحتى مساعدين لنقل العفش..؟؟ هل لاحظنا مواقف السيارات ومبنى الطوابق وكيف تم القضاء على مسألة الازدحامات..؟؟ وهل لاحظنا كيف كانت الأمور تمضي بسلاسة خلال فترة «كورونا» والفحص..؟ وغيرها كثير.
صحيح أن مشاريعنا على «قدنا»، ولكنها مشاريع حيوية ومتميزة، ويبقى التحدي الأكبر في زيادة عدد المسافرين القادمين، وزيادة استثمار مطار البحرين كمحطة «ترانزيت»، وتلك مهمة ليست بمستحيلة، وبتكاتف الجهود والإصرار، سنحقق رهان النجاح.. واستدامته كذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك