الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن القانون رقم (1).. وسكن ذوي الدخل المحدود
أذكر ذات مرة أن زائرا (أجنبيا) تحدث باستغراب وإعجاب، وأمام شخصيات بحرينية بعد انتهاء زيارته الرسمية، عن الخدمات المقدمة من الدولة للمواطنين، وكيف هي التسهيلات والتمويلات، وبرامج الرعاية الاجتماعية، ومجانية التعليم والصحة، وتخفيض الماء والكهرباء، بجانب توفير السكن لذوي الدخل المحدود، وغيرها من الخدمات التي لا تقدم في بلاده.
ولطالما جاء الملف الإسكاني في قمة أولويات التوجيهات الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، من أجل ضمان توفير العيش الكريم للأسرة البحرينية، تماما كما هو برنامج الحكومة ومشاريعها ومبادراتها تحتل الاهتمام الأكبر بدعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وبالأمس تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، بالمصادقة وإصدار قانون رقم (1) لسنة 2024 بتعديل المادة (1) من المرسوم بقانون رقم (10) لسنة 1976 في شأن الإسكان، والذي يعطي وزير الإسكان والتخطيط العمراني صلاحية التوسع في استحداث البرامج الإسكانية، إلى جانب توفير الخدمات الإسكانية المعمول بها حالياً، من خلال قرارات وزارية توفر خدمات فورية وسريعة لذوي الدخل المحدود من المواطنين، بما يسهم في تقليص قائمة الانتظار.
ومما يدعو للفخر والاعتزاز، ويؤكد تكامل العمل الوطني في دولة المؤسسات، أن القانون جاء نتيجة تعاون مثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويهدف إلى تنويع الخدمات والبرامج الإسكانية المبتكرة، بهدف تمكين المواطنين ذوي الدخل المحدود، من الحصول على السكن الملائم، بوتيرة متسارعة ودون فترات انتظار مطولة، من خلال الاستفادة من خدمات التمليك أوالقسيمة، أو الحصول على تمويل شراء أو بناء أو ترميم مسكن، عبر برنامج التمويلات الإسكانية.
والقرارات الصادرة مؤخراً بشأن توفير برامج إسكانية جديدة، كبرنامج التمويلات الإسكانية، وبرنامج حقوق تطوير الأراضي الحكومية، بالإضافة إلى تطوير التشريعات والقرارات التي تنظم آليات تقديم الخدمات الإسكانية للمواطنين، ساهمت في تمكين آلاف المواطنين من الحصول على السكن الملائم بسهولة ويسر، ودون فترات انتظار مطولة.
أكثر من تسعة آلاف مواطن، قام بتقديم طلبات الاستفادة من التمويلات الاسكانية، وتم تلبية أكثر من 60% من الطلبات التمويلية، وهذا يعكس الجدوى الكبيرة للبرامج التمويلية.. تماما كما أن برنامج حقوق تطوير الأراضي الحكومية أثبت أيضا جدواه، بعد طرح نسخته التجريبية من خلال مشروع «سهيل»، والذي نفذت 93% من وحداته لدى طرحه أمام المواطنين في النسخة الثانية لمعرض التمويلات الإسكانية. وقد أبرمت الوزارة من خلال هذا البرنامج عقود تنفيذ 131 وحدة في مدينة سلمان، وطرحت مزايدتين في مناطق البحير وهورة سند لتنفيذ وحدات سكنية بأسعار تناسب قيمة التمويلات الاسكانية.
ولم يقتصر التأثير الإيجابي للتمويلات الإسكانية على الجانب الاجتماعي فحسب، بل كان لها مردود اقتصادي واعد، فوفقاً للبيانات الأولية للناتج المحلي الإجمالي، سجل قطاع الأنشطة العقارية نمواً سنوياً - بالأسعار الثابتة - بنسبة 5.9% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023. حيث يشكل قطاع العقارات 6.5% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للقطاع غير النفطي، كما بلغت نسبة نمو القطاع حوالي 22% مقارنة بأدائه قبل عشرة أعوام، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 2.0%. كما تجاوز حجم التداول العقاري خلال العام 2023 مليار دينار بحريني (تحديداً 1,074,057,408) بزيادة وقدرها 25% عن مستويات العام 2013.
وسيبقى من المهم جدا أن توضح وزارة الإسكان العديد من المسائل في هذا القانون العصري المتقدم، خاصة في تعريف مفهوم محدودي الدخل.. ولذلك كله ولكثير غيره.. نقول: إن التطور الشامل والمتواصل للمنظومة الإسكانية في مملكة البحرين، قصة نجاح رائدة ومتميزة، وتؤكد على الدوام أن المواطن في هذا الوطن هو محور التنمية وأساس الإنجاز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك