يعتبر تخصص صحة المرأة وتأهيل قاع الحوض من أهم التخصصات في العلاج الطبيعي، بسبب دوره في علاج وتخفيف أعراض السلس البولي والتحكم في الخروج وهبوط أعضاء الحوض لدى النساء.
قاع الحوض نسيج عضلي متماسك، يحيط بأعضاء النساء والرجال، ولكن الاضطراب في هذا النسيج وظهور أعراض السلس البولي والتحكم في الخروج والهبوط أكبر لدى النساء في شبابهن بسبب الحمل والولادة وكذلك تدريجيا مع التقدم في العمر.
لذلك يجب سرعة التواصل مع أخصائي العلاج الطبيعي المتخصص في أمراض النساء والولادة وقاع الحوض، للتشخيص الدقيق ووضع الخطة العلاجية المناسبة.
في الحوار التالي مع الدكتورة دانة محمد استشاري العلاج الطبيعي لأمراض المفاصل وتأهيل الحوض وصحة المرأة وعضو مشارك في جمعية العلاج الطبيعي لأمراض الحوض والنساء والولادة البريطانية، سنتعرف كل ما يخص تأهيل قاع الحوض وصحة المرأة.
ما هو دور العلاج الطبيعي؟
العلاج الطبيعي مهنة قائمة على استخدام علاجات طبيعية، لا تتدخل فيها أدوية علاجية او جراحة لعلاج بعض الامراض والاصابات، بعد تشخيص الطبيب المختص، وهذا التدخل هدفه تحسين جودة الحياة، ويكون ذلك أساساً عن طريق تقوية العضلات، ومنها يستطيع المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي والحركة وممارسة الرياضة والعودة للعمل.
ومن الخطأ اعتقاد أن العلاج الطبيعي مجرد مساج، بل له دور كبير في تأهيل المريض بعد الإصابات والعمليات والامراض المزمنة.
في العلاج الطبيعي لقاع الحوض يتم النظر في منطقة الحوض مثل أي جزء في الجسم، منطقة مكونة من عدة مفاصل وتحيط بها عدة عضلات لمساعدتها على الحركة، وتلعب مفاصل وعضلات الحوض دورا أساسيا في الثبات والتوازن ومساندة أسفل الظهر، بجانب وظيفتها الأساسية وهي رفع وحماية أعضاء مهمة في الجسم مثل المثانة والمستقيم والرحم (عند النساء) والأمعاء.
ما هي أكثر الأمراض انتشارا عند النساء وتستدعي العلاج الطبيعي؟
يمكن تقسيمها إلى قسمين بخصوص النساء، أولها المشاكل المرتبطة بالحمل والولادة والأخرى مشاكل ما بعد الولادة أو بسبب التقدم في العمر.
بالنسبة لفترة الحمل، يسبب توسع الرحم وضغطه على مفاصل الحوض، قد يظهر ألم في مفصل العانة (الأمامي) أو مفاصل الحوض الخلفية او الورك. وأهم الظواهر التي تؤثر على النساء (شكليا أكثر من كونها مؤلمة) ظاهرة انفصال عضلات البطن الأمامية في الحمل مع توسع الرحم.
وهناك أمراض ليس لها علاقة بفترة الحمل والولادة، إذا ظهرت اي اعراض او آلام في مفاصل الحوض والعانة أو الورك يجب أن تعالج قبل أن يتم التخطيط للحمل.
المشاكل المذكورة أعلاه خلال فترة الحمل شائعة ومتوقعة نوعا ما، ولها علاقة بنمو حجم الجنين والتغييرات الهرمونية التي يفرزها الجسم، منها هرمون «ريلاكسين» الذي يتقصد الارتخاء في الأربطة لتوسع الرحم مع نمو الجنين، وأحيانا يسبب هذا التوسع نسبة من الألم. بالإضافة الى ضغط الجنين على هذه الأربطة المرتخية، او الأعضاء – مثل المثانة، قد يسبب سلسا بوليا أو خروجا مؤقتا.
أما للأمراض المرتبطة بفترة ما بعد الولادة، فقد تكون قد بدأت خلال الولادة ولم تزل، أو ناتجة عن طريقة الولادة (أو إصابات خلال الولادة)، أو ترهل عضلات قاع الحوض واحتكاك مفاصل الحوض مع التقدم في العمر طبقة العضلات والمفاصل في جسم الإنسان، ولكن وجدت الدراسات أن نسبة التغيرات في قاع الحوض مرتبطة بعدد الحمل والولادات.
هل العلاج الطبيعي يستمر أو هو فترة ويتوقف؟
يعتمد على كل حالة وعلى سبب المشكلة. ذكرت الأبحاث أن الأعراض المرتبطة بفترة الحمل قد تختفي بعد الولادة في الثلاثة شهور الأولى، ولكن هناك بعض من المشاكل التي تستمر وبعضها يعتبر مزمنا ويحتاج إلى علاج.
وأيضا ذكرت الأبحاث فعالية العلاج الطبيعي لعلاج سلس البول او الخروج او هبوط أعضاء الحوض (المثانة والرحم والمستقيم) إذا كان سببها ضعف عضليا ونسبة الهبوط من الدرجة الأولى أو الثانية.
تتفق البحوث والإرشادات على أن التمارين المطبقة في العلاج الطبيعي تحتاج الى تطبيق تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي المختص لفترة تتراوح من 10 اسابيع الى 4 شهور لان هذه هي الفترة التي يحتاج إليها الجسم لتغيير نسيج العضل المترهل إلى نسيج اقوى لتخفيف نسبة الألم، تحسين التحكم في الأبوال والخروج والعلاقة الزوجية.
بعد 6 أسابيع من التدريب تبدأ العضلات تستجيب للتمارين وتغير جزءا بسيطا من نسيجها، ويتضح هذا التغيير بعد أكثر من عشرة أسابيع أو 3 شهور، واحتياطا قد يتطلب الأمر 4 شهور، وهذا بشرط أن يكون الشخص يمارس تمارينه بالشكل الكافي وبانتظام 3 مرات اسبوعيا.
متى يمكن أن تتوقف جلسات العلاج الطبيعي؟
يعتمد على المشكلة ورأي الاخصائي واستجابة المريض للعلاج ونسبة الألم.
سرعة التحسن والوصول إلى نتيجة تعتمد على حالة المريضة التي تشتكي منها وأهداف العلاج، ولكن أظهرت البحوث أن الوصول الى النتيجة أبطأ لدى النساء اللواتي لا يمارسن الرياضة، وصاحبات الوزن الزائد وتاريخ طبي معقد الإصابة بارتفاع الضغط أو السكري او مشاكل في مفاصل أخرى أو أمراض أخرى، المصابة بالإمساك المزمن ومع التقدم في العمر.
ننصح على الأقل بـ10 أسابيع ويكون هناك استجابة العضلات وحدوث تغيرات ملحوظة، وننصح بعدم توقف العلاج الطبيعي فجأة.
هل يعتبر العلاج الطبيعي بديلا للجراحة؟
العلاج الطبيعي يعتبر علاجا للمشاكل البسيطة للنساء لتفادي الجراحة، وأحيانا تأخير الجراحة. وفي أحيان بعد الجراحة يستخدم العلاج الطبيعي كمكمل للجراحة بعد مرور 3 إلى 4 شهور والشفاء والتئام الخياطة والجروح.
في بعض الأحيان ننصح المريض بالجراحة أولا، وبعض الجراحين ينصحون المريض بالعلاج الطبيعي أولا.
العلاج الطبيعي لا يوجد منه ضرر، ويكون بديلا فعالا في المراحل الأولية وعلاجا مساعدا مع الجراحة، ولكن ليس بديلا في كل الحالات، ويجب ان يكون هناك تعاون مع أخصائي العلاج الطبيعي والجراح للتشخيص الصحيح ووضع البرنامج العلاجي المناسب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك