واشنطن - الوكالات: تعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالردّ بعد هجوم بطائرة مسيّرة الأحد أدّى إلى مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين في قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية، متهما فصائل مدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم.
وأعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران أنها نفّذت هجمات «بطائرات مسيرة» فجر الأحد، استهدفت ثلاث قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن، مشيرة الى أن الهجمات تأتي في إطار مقاومة «الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة»، و«رد على مجازر» إسرائيل في قطاع غزة.
وقالت واشنطن إن الهجوم تسبّب بمقتل ثلاثة جنود وجرح 34 آخرين على الأقل، وقد طال «برج 22» في شمال شرق الأردن، وهو قاعدة لوجستية يقع قبالة منطقة الركبان السورية. ويضم «تاور 22» (برج 22) نحو 350 عسكريًّا من سلاحَي البرّ والجوّ الأمريكيَّيْن ينفّذون مهمّات دعم لقوّات التحالف ضدّ تنظيم داعش.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أمريكيون في المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل حوالي أربعة أشهر.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان «بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أنّ جماعات مسلّحة متطرّفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفّذته». وتابع بايدن «سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يُساوِرَنّكُم شكّ في أنّنا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها».
واستُهدفت القوات الأمريكيّة بأكثر من 150 هجومًا منذ منتصف أكتوبر في سوريا والعراق، وفق وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاجون).
ونفت إيران الاثنين ضلوعها في الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان إنّ «الجمهورية الإسلامية لا تريد أن يتوسّع الصراع في الشرق الأوسط». وأضاف أن «جماعات المقاومة في المنطقة لا تتلقّى أوامر من إيران في قراراتها وتصرّفاتها، ولا تتدخّل إيران في قرارات هذه الفصائل بشأن كيفية دعم الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن نفسها وشعب بلدها ضد أيّ عدوان واحتلال».
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أنّ «تكرار هذه الاتهامات من دون دليل.. مؤامرة لمن يرون أن مصلحتهم في جرّ أمريكا إلى معركة جديدة في المنطقة وتحريضها على توسيع الأزمة وتأجيجها من أجل التغطية على مشاكلهم».
وأدان الأردن الهجوم. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مهنّد مبيضين في بيان الأحد إنّ الهجوم على القوّات الأمريكيّة استهدف «موقعًا متقدّمًا على الحدود مع سوريا يضمّ قوّات أمريكيّة تتعاون مع الأردن في مواجهة الإرهاب». وأضاف أنّ «الهجوم الإرهابي لم يؤدِّ إلى أيّ إصابات في صفوف القوّات المسلّحة» الأردنيّة.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان «في وقت يدعو العراق إلى وقف دوامة العنف، فإنه يؤكد استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنّب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع». وأضاف أن «انعكاس هذه التطورات يهدّد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ويقوّض جود مكافحة الإرهاب والمخدرات، وكذلك يعرّض التجارة والاقتصاد وإمدادات الطاقة للخطر».
في أقصى شرق سوريا، أخلت مجموعات من المقاتلين الموالين لإيران أمس 12 موقعاً في منطقتي البوكمال والميادين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أنّ تلك المجموعات «انتقلت إلى مواقع بديلة خوفاً من الرد الأمريكي بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك