قطاع غزة - الوكالات: تواصل القصف العنيف على قطاع غزة مع استمرار القتال العنيف بين حركة فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، موقعا مزيدا من القتلى والجرحى، فيما يتواصل الجدل حول عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد اتهام إسرائيل موظفين فيها بالمشاركة في عملية «طوفان الأقصى»، ما دفع الاتحاد الأوروبي الاثنين إلى المطالبة بإجراء تدقيق في هذا الموضوع.
ودارت معارك عنيفة في غرب خان يونس وفي محيط مستشفى الأمل في المدينة وأحياء النمساوي وبطن السمين والمواصي، وفق مصادر في فصائل فلسطينية، وكذلك شهود.
وأفادت مصادر أخرى عن معارك أيضا في الشمال، في مدينة غزة التي أصبحت ركاما في اجزاء كبيرة منها وقد نزح منها مئات الآلاف من السكان.
دعا جيش الاحتلال أمس، سكان عدد بعض الأحياء الواقعة غربي مدينة غزة، ومناطق أخرى، إلى إخلاء مناطق تواجدهم والتوجه نحو دير البلح، بشكل فوري، فيما يوسع الجيش نطاق هجومه البري.
ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، ما يعني أن قصفا ما سيستهدفها أو المحيط.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، إلى 26637 شهيدا، غالبيتهم من النساء والأطفال،
وأكدت الوزارة استشهاد 215 شخصا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بينما أصيب نحو 65387 شخصا منذ اندلاع العدوان. وأكدت الوزارة أن عددا كبيرا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق.
وبينما تواصل المنظمات الدولية وغير الحكومية التحذير من افتقاد سكان قطاع غزة المحاصر إلى كل الأساسيات وإلى مأوى وأمان، تزيد قساوة الطقس من هذه الصعوبات. ونقل مصورون متعاونون مع وكالة فرانس برس صور خيم نازحين غارقة في الوحول والمياه.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن «الأمطار الغزيرة الليلة الماضية أغرقت مئات خيم النازحين»، مشيرا الى أن النازحين «يواجهون معاناة متفاقمة وأوضاعا صعبة وقاسية في البرد وعدم توفر خيم ومأوى لعشرات الآلاف منهم».
في الوقت ذاته، تواجه وكالة الأونروا التي تقدّم مساعدات حيوية للفلسطينيين في غزة، تعقيدات إضافية غير تعقيدات الحرب، بعد اتهام اثني عشر من موظفيها بالتورط في الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل. وزادت هذه الاتهامات من وتيرة تهجّم مسؤولين إسرائيليين على الوكالة، فيما علقت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة مساهماتها في تمويل أنشطة الوكالة.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إريك مامر إن الاتحاد طلب من الأونروا الاثنين «الموافقة على إجراء تدقيق من جانب خبراء مستقلين تختارهم المفوضية الأوروبية». وفتحت وكالة الأمم المتحدة تحقيقا الجمعة عقب اتهامات إسرائيلية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى ضمان استمرارية عمليات الوكالة الحيوية.
وبحسب الأمم المتحدة، يتكدّس أكثر من 1,3 مليون فلسطيني في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، ويعيشون في ظروف شديدة الصعوبة قرب الحدود المغلقة مع مصر.
- محادثات «بناءة» -وتجري محادثات حول إمكانية التوصل الى هدنة جديدة في الحرب المدمرة.
في باريس، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز الأحد مسؤولين من إسرائيل ومصر بالإضافة إلى رئيس الوزراء القطري. وقد وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ«البناءة».
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إلى أنه «لا يزال ثمة خلافات» بين الأطراف، مضيفاً أن المباحثات ستتواصل خلال الأيام القادمة.
وأكد مصدر أمني أمريكي لوكالة فرانس برس أنّ الرئيس الأمريكي كلّف بيرنز التفاوض على إطلاق آخر الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل وقف لإطلاق النار.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أمس لقناة «سي ان ان» الأمريكية أمس إن المحادثات «جدية وحتى الآن، بناءة. هناك عمل كثير يجب القيام به».
وأشار الى أن «محادثات جيدة جرت مع القطريين والمصريين، لكن لم نصل بعد الى خط النهاية».
من جانبه قال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز «نجاح لقاء باريس مرهون بمدى استجابة الاحتلال لوقف العدوان الشامل على غزة».
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الوساطة طلب عدم الكشف عن هويته إن توقيع حماس على اتفاق مؤسس على هدنة نوفمبر التي أطلقت خلالها سراح عشرات المحتجزين يتطلب موافقة إسرائيل على إنهاء الهجوم والانسحاب من قطاع غزة مع أن التنفيذ لن يكون فوريا بالضرورة.
وأضاف أن الاتفاق يجب أن يحظى بموافقة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة توسطت في هدنة طبّقت في نهاية نوفمبر وأفرج خلالها عن أكثر من مئة من حوالي 250 رهينة خطفوا في إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر، وعن أسرى فلسطينيين من النساء والقصّر من السجون الإسرائيلية. كما عّلق القتال لأسبوع وأدخلت مساعدات إلى غزة.
ووفق السلطات الإسرائيلية، لا يزال 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة، يعتقد أن 28 منهم لقوا حتفهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك