استشهد عشرات الفلسطينيين في الساعات الـ24 الأخيرة في معارك ضارية بين الجيش الاسرائيلي وحماس والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة حيث أعلنت الحركة أنها تدرس مقترحا للتوصل إلى اتفاق مع اسرائيل.
وبحسب وزارة الصحة التابعة لغزة استشهد 128 شخصا على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية في المعارك والقصف الجوي الإسرائيلي في قطاع غزة بينهم العشرات في خان يونس حيث الوضع خطر في المستشفيات الكبرى.
وتحدث الهلال الأحمر الفلسطيني من جهته عن إطلاق نيران مدفعية في محيط مستشفى الأمل في خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع حيث تدور المعارك.
ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في غزة، ما دفع 1,7 مليون فلسطيني من أصل 2,4 مليون إلى الفرار من منازلهم.
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من خان يونس في رفح يتجمع آلاف النازحين في ظروف يائسة، في منطقة صغيرة قبالة الحدود المغلقة مع مصر. ويقول كثيرون إنهم يخشون أن يواصل الجنود هجومهم على المدينة.
وأعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يوم الاثنين في واشنطن أنه سيتم عرض مقترح على حماس لهدنة يتم بموجبها الافراج عن رهائن جدد، مشيرا إلى «تقدم ملحوظ» خلال اجتماع عقد يوم الأحد في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز وكبار المسؤولين المصريين والإسرائيليين والقطريين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين: «لقد تم إنجاز عمل مهم ومثمر للغاية».
وبالفعل، أعلنت حماس أمس أنها تدرس المقترح. وقالت في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية يؤكد أن «الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع».
وقال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان اجتمع أمس مع مسؤولين قطريين خلال زيارتهم للولايات المتحدة، وذلك في إطار جهود واشنطن لإبرام اتفاق يسفر عن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية إن سوليفان سيجتمع مع أسر الرهائن الأمريكيين الذين مازالوا محتجزين في غزة.
إلى جانب ذلك قالت منظمة الصحة العالمية أمس إن القتال يشتد حول مستشفى ناصر، أكبر مستشفى مازال يعمل في غزة، وإن المستشفى لن يتمكن من مواصلة العمل إذا لم يتسن وصول المزيد من الإمدادات إليه. وتوقف العمل بالفعل في معظم المستشفيات في غزة بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الإمدادات بعد أكثر من ثلاثة أشهر من العدوان.
وتقول الأمم المتحدة إن مستشفى ناصر في خان يونس بوسط غزة يعمل بالحد الأدنى بينما يحاصره الجيش الإسرائيلي.
وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي بجنيف: «الوضع حول مستشفى ناصر أصبح أسوأ ويتمثل ذلك في إطلاق النار والقتال حوله وصعوبة وصول الناس إليه أو صعوبة المغادرة». ويؤوي المستشفى آلاف النازحين إضافة إلى الأطباء والمرضى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن شحنة المواد الغذائية المخصصة للمستشفى تعرضت أمس لهجوم من قبل حشود جائعة بسبب تأخر الإمدادات قرب نقطة تفتيش إسرائيلية ولم تصل إلى المستشفى قط.
وقال ليندماير إنه لم يتم منح الإذن لتسليم وقود آخر من منظمة الصحة العالمية لمستشفى ناصر يوم الاثنين على الرغم من وصول شحنة طبية. وأضاف أن «حالات الرفض والتأخير جزء من نمط يعيق وصول الإمدادات الإنسانية إلى المستشفيات وقد يجعلها غير قادرة على العمل».
وتعرض المستشفى الرئيسي سابقا، مستشفى الشفاء في شمال غزة، لأضرار جسيمة واجتياح القوات الإسرائيلية حتى تم إخلاؤه في نهاية المطاف.
وقالت الأمم المتحدة إن بعض المرضى تم نقلهم جنوبا وإن مستشفى ناصر يضم مرضى يزيد عددهم على ثلاثة أمثال طاقته الاستيعابية.
ووصف ليندماير مستشفى ناصر بأنه «رمز مهم»، وقال إنه في بعض الأحيان يتم إجراء عمليات جراحية على الأرض فيه.
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق إن نصف الطاقم الطبي فروا وإن طبيبين اثنين فقط من أصل 24 طبيبا مازالا بالمستشفى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك