العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

مطاردات ليلية

شعر: أسامة مهران

السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

-1-

ذهبت‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خواطرها

لم‭ ‬يدفعها‭ ‬عراب‭ ‬لتسافر

أو‭ ‬نصاب‭ ‬لتبادر

أو‭ ‬سواح‭ ‬لتغادر

ذهبت‭ ‬عن‭ ‬كامل‭ ‬وعي

وعميق‭ ‬بصيرة

لم‭ ‬تتردد‭ ‬أن‭ ‬تنفض‭ ‬من‭ ‬فوق

خزائن‭ ‬عفتها

أي‭ ‬حجاب

أن‭ ‬تكشف

أي‭ ‬ضفيرة

خرجت‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬تصرفها

عن‭ ‬أعراف‭ ‬الدنيا

والدين

عن‭ ‬صبر‭ ‬العمر

وطور‭ ‬سنين

وابتدأت‭ ‬مشوارًا

لم‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬نواياه

قلب‭ ‬منزوع‭ ‬من‭ ‬روح

مخلوق‭ ‬من‭ ‬طين

أبلغني‭ ‬قلبي

بأن‭ ‬الخمرة

لا‭ ‬تسكر‭ ‬كأسًا

وبأن‭ ‬النفس‭ ‬الأمارة

بالمعصية

لا‭ ‬تحني‭ ‬رأسًا

-2-

أخبرني‭ ‬الحارس

أن‭ ‬فتاة‭ ‬ناصعة‭ ‬الحب

تمادت‭ ‬في‭ ‬عزلتها

واكتفيت‭ ‬بالسهر‭ ‬الليلي

مع‭ ‬الصحبة

أخبرني‭ ‬قلبي‭ ‬أن‭ ‬العزلة

كانت‭ ‬بين‭ ‬صديقين‭ ‬عزيزين

وبين‭ ‬البين

وبين‭ ‬البين

بين‭ ‬واحد

من‭ ‬بينين

فارتطم‭ ‬الحائط

بجدارٍ‭ ‬يبكي

بعمودٍ‭ ‬يتعلق‭ ‬في

الرسغين

فإذا‭ ‬بالهلب‭ ‬الواصل

بين‭ ‬الروح

وبين‭ ‬الشفتين

يفترش‭ ‬الأرض

ويلملم‭ ‬بعضًا

ويعاود‭ ‬دورته

بين‭ ‬الساقين

-3-

أخبرني‭ ‬أحد‭ ‬المارة

بعد‭ ‬البيت‭ ‬الراقد

في‭ ‬حضنين

أن‭ ‬النافذة‭ ‬العلوية

تكشف‭ ‬عورات‭ ‬محبيها

تتجسس‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬الليل‭ ‬عليهم

وتجردهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الحسن

الساكن‭ ‬فيهم

تمنحهم‭ ‬فرصة

صفح‭ ‬أخرى

أو

بقعة‭ ‬ضوءٍ‭ ‬تخفي

الفاضح‭ ‬منهم

أو‭ ‬تهديهم

-4-

لم‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الثوب

المتساقط‭ ‬منها

قد‭ ‬يغري‭ ‬محبيها

أن‭ ‬الشعر‭ ‬المتدلي‭ ‬على‭ ‬كتفيها

قد‭ ‬يطفئ‭ ‬نور‭ ‬مريديها

لم‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬النظرة

في‭ ‬عمق‭ ‬الليل

قد‭ ‬تعمي‭ ‬ملاقيها

فأزاحت‭ ‬أفواج‭ ‬الدخان

المتسلل‭ ‬منها

والمتمعن‭ ‬فيها

هل‭ ‬كنتِ‭ ‬بجحيم‭ ‬الصحبة

نارًا‭ ‬موقدةً‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬ذويها؟

أم‭ ‬كنتِ‭ ‬بردًا‭ ‬وسلامًا

من‭ ‬أمعةٍ

مازال‭ ‬يقاتلها

مازال‭ ‬يجاريها

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا