واشنطن - (رويترز): قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أمس الأحد إن الولايات المتحدة تعتزم شنّ مزيد من الضربات على جماعات تدعمها إيران في الشرق الأوسط بعد توجيهها بالفعل ضربات لفصائل متحالفة مع طهران في العراق وسوريا واليمن خلال اليومين الماضيين.
وقال سوليفان في تصريحات لشبكة (إن.بي.سي): «نعتزم شنّ مزيد من الضربات واتخاذ إجراءات إضافية لمواصلة إرسال رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستردّ عندما تتعرض قواتنا لهجوم وعندما يتعرض أفراد من شعبنا للقتل». وهذه أحدث ضربات في صراع تتسع رقعته في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر حين شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل من قطاع غزة مما أشعل فتيل حرب اجتذبت عددا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران لشنّ هجمات على عدة جبهات.
وأطلقت جماعة حزب الله اللبنانية النار على أهداف إسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في حين استهدفت فصائل عراقية القوات الأمريكية في العراق وسوريا بينما تهاجم حركة الحوثي اليمنية السفن في البحر الأحمر وإسرائيل ذاتها. وتتجنب إيران حتى الآن الضلوع بأيّ دور مباشر في هذا الصراع رغم دعمها لتلك الجماعات. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها لا ترغب في خوض حرب مع إيران ولا يعتقد أن طهران تريد الحرب أيضا.
وأحجم سوليفان عن التعليق على ما إن كانت الولايات المتحدة ستهاجم مواقع داخل إيران، وهو الأمر الذي يحرص الجيش الأمريكي بشدة على تجنّبه. وقال سوليفان في وقت سابق أمس: «ما حدث يوم الجمعة كان بداية ردّنا وليس نهايته، وسيكون هناك مزيد من الخطوات بعضها مرئي وبعضها ربما غير مرئي». وأضاف: «لن أصفها بأنها حملة عسكرية مفتوحة».
نفذت الولايات المتحدة يوم الجمعة الموجة الأولى من هذا الانتقام، إذ استهدفت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا على صلة بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يدعمها، مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا. واستبعد محجوب الزويري، مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، أي تغيير في النهج الإيراني حتى بعد أحدث ضربات أمريكية. وقال لرويترز «إنهم يبقون العدو خلف الحدود بعيدا. لا يرغبون في أي مواجهة عسكرية مباشرة قد تؤدي إلى هجمات على مدنهم أو وطنهم. سيحافظون على هذا الوضع الراهن».
وأشار أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في كلية كينجز كوليدج بلندن، إلى أنه في حين أن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا مثلت تصعيدا من حيث اتساعها وكمية العتاد الذي تم إسقاطه، إلا أنها لم تضرب أهدافا في إيران أو الإيرانيين. وأضاف: «الولايات المتحدة تراجعت عن ذلك لأنه كان سيؤدي إلى مزيد من التصعيد... أعتقد أننا سنرى ردا من هذه المليشيات أو من إيران على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، لكن هذا الرد سيكون محسوبا أيضا». ويمارس الجمهوريون الأمريكيون ضغوطا على الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتوجيه ضربة مباشرة لإيران.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك