القدس المحتلة – الوكالات: أجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين أمس لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن، مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الخامس.
وفيما كانت طائرة بلينكن تهبط في تل أبيب، كان القصف والقتال يتواصل على مسافة أقل من مائة كيلومتر إلى الجنوب، في مدينتي خان يونس ورفح.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّ قصفاً إسرائيلياً استهدف مدينة خان يونس ورفح المجاورة، التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين الذين باتوا يخشون من تنفيذ عدوان بري في المنطقة.
من جهتها، ذكرت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أنّ 123 شخصاً استشهدوا خلال الساعات الـ 24 الأخيرة في أنحاء القطاع.
وقالت دانة أحمد (40 عاماً)، وهي نازحة من مدينة غزة مع أطفالها الثلاثة وعدد آخر من أفراد عائلتها في خيمة غرب مدينة رفح: «لم ننم طيلة الليل. صوت الطائرات لم يتوقف، القصف أصبح قريباً وعنيفاً في رفح، أشعر بالرعب من أنّ إسرائيل ستبدأ عملية برية في رفح».
وأضافت: «هم (جيش الاحتلال) من طلبوا من الناس التوجّه إلى رفح، أين سنذهب؟ الوضع كارثي. أشعر أنّي أعيش فيلم رعب لا ينتهي».
ويأتي ذلك فيما يقوم بلينكن بالجولة الخامسة في الشرق الأوسط منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر. والتقى أمس في القدس المحتلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعدما كان قد زار الثلاثاء مصر وقطر اللتين تؤديان دوراً رئيسياً في جهود الوساطة.
وأكّدت الفصائل الفلسطينية الثلاثاء أنها قدّمت ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين على اقتراح الهدنة الذي طرحه مسؤولون أمريكيون وقطريون ومصريون نهاية يناير في باريس، من دون الخوض في التفاصيل.
وأفاد مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه أن أمير قطر أبلغ بلينكن الثلاثاء برد الفصائل الفلسطينية مع بداية اجتماعهما في الدوحة.
والأسبوع الماضي أفاد مصدر في الحركة أن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل، وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ إلى ستة أسابيع، تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 و 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 و 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن في الدوحة «تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي». وقال آل ثاني إنه «متفائل» لكنّه رفض مناقشة ردّ الفصائل بالتفصيل نظرا إلى «الظروف الحسّاسة».
ولاحقا أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ جهاز الاستخبارات «الموساد» يدرس ردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح التهدئة.
- منذ بداية العدوان، دمرت أحياء بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي وهجّر 1,7 مليون شخص من بين حوالي 2,4 مليون نسمة يعيشون في القطاع.
ويتكدس أكثر من 1,3 مليون نازح في رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، أي خمسة أضعاف عدد سكانها الاصليين، من أصل عدد سكان غزة وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
لكن هذه المدينة قد تكون الهدف التالي لإسرائيل.
وأشار الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إلى أن «تصعيدا للقتال في رفح قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك».
وقال محمد أبو ندى، الذي حضر إلى مستشفى النجار في رفح لتسلم جثة أحد أقاربه الذي قُتل في غارة جوية، إنّ زيارة أنتوني بلينكن تشكّل «كابوساً»، إذ إنّه مع كل زيارة «تكثّف إسرائيل هجماتها لتظهر له أنها ترفض أيّ هدنة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك