إسلام آباد - (رويترز): لقي تسعة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان، حتفهم في هجمات مسلحة في باكستان أمس الخميس بالتزامن مع الانتخابات العامة وتوقفت خدمات الهواتف المحمولة مؤقتا بأنحاء البلاد وأُغلقت بعض الحدود البرية للحفاظ على النظام وفرض القانون. وقالت وزارة الداخلية إنها اتخذت هذه الإجراءات بعد مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا جراء انفجارين بالقرب من مكتبي مرشحين انتخابيين في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد أمس الأول. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الانفجارين.
وكتبت وزارة الداخلية على منصة إكس للتراسل: «نتيجة لحوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد فُقدت أرواح غالية، والإجراءات الأمنية ضرورية لحفظ النظام وفرض القانون والتعامل مع التهديدات المحتملة». ونشرت الحكومة آلاف الجنود في الشوارع ومراكز الاقتراع بأنحاء البلاد مع بدء التصويت، وأُغلقت الحدود مع إيران وأفغانستان مؤقتا.
وقالت السلطات إنه رغم تشديد إجراءات الأمن فقد قُتل خمسة من رجال الشرطة في انفجار قنبلة وإطلاق نار استهدف دورية في كولاتشي بمنطقة ديرة إسماعيل خان في شمال غرب البلاد. وقُتل شخص آخر في إطلاق النار على سيارة تابعة لقوات الأمن في منطقة تبعد نحو 40 كيلومترا إلى الشمال.
وفي بلوشستان، ذكر مسؤولون أن جنديا قُتل وأصيب عشرة آخرون جراء ما يزيد على 12 انفجارا ناجمة عن قنابل يدوية أو عبوات ناسفة، في حين لقي طفلان حتفهما في انفجار خارج مركز اقتراع مخصص للنساء. وقال محسن دوار وهو مرشح من إقليم وزيرستان الشمالية، معقل متمردين إسلاميين متشددين في شمال غرب باكستان، في رسالة إلى لجنة الانتخابات الباكستانية إن حركة «طالبان» المحلية التي كانت تهدد موظفين مشاركين في عملية الاقتراع وسكانا محليين استولت على بعض مراكز الاقتراع في دائرته الانتخابية.
وإلى جانب العنف المسلح، أُجريت الانتخابات أيضا في خضم أزمة اقتصادية عميقة وفي بيئة سياسية شديدة الاستقطاب، ويعتقد العديد من المحللين أنه قد لا يظهر فائز واضح. ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية غير الرسمية بعد ساعات قليلة من انتهاء التصويت، ومن المرجح أن تتضح الصورة في وقت مبكر اليوم الجمعة.
وأثار وقف عمل شبكات الهاتف المحمول انتقادات من زعماء أحزاب المعارضة إذ دعا بيلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو البالغ من العمر 35 عاما إلى «إعادتها إلى العمل فورا». وقال رئيس مفوضي الانتخابات سيكندر سلطان رجا إن «الأجهزة المعنية بالقانون والنظام» هي التي اتخذت القرار بشأن شبكات الهواتف المحمولة في أعقاب أعمال العنف التي وقعت أمس، وأشار إلى أن المفوضية لن تتدخل في الأمر.
ودعا حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، المسجون حاليا، في منشور على منصة إكس المواطنين إلى إزالة كلمات المرور من حساباتهم الشخصية على شبكات الاتصال اللاسلكي (واي فاي) «حتى يتسنى لأي شخص في المنطقة المجاورة الولوج إلى الإنترنت في هذا اليوم الشديد الأهمية».
وجاء وقف عمل شبكات الاتصال أيضا في أعقاب دعوة عمران خان أنصاره، الذين اشتبكوا مع قوات الأمن خلال احتجاج على اعتقاله العام الماضي، إلى البقاء أمام مراكز الاقتراع بعد التصويت حتى إعلان النتائج. ورفض رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يعتبره العديد من المحللين المرشح الأوفر حظا الحديث عن نتيجة غير واضحة وشدد على الحاجة إلى «أغلبية واضحة».
وقال شريف للصحفيين بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور بشرق البلاد: «لا تتحدثوا عن حكومة ائتلافية. من المهم للغاية أن تحصل الحكومة على أغلبية واضحة... ولا ينبغي أن تعتمد على آخرين». ومن المتوقع أن تتركز المنافسات الرئيسية بين المرشحين المدعومين من رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي فاز حزبه حركة الإنصاف بالانتخابات المحلية الأخيرة، وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات ويعتبر المرشح الأوفر حظا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك