أشار الكاتب البحريني عيسى مبارك إلى أن شح المصادر التوثيقية من المنظور المحلي حول الحقبة التي كتب عنها في روايته «ولد الدفعة» في بداية القرن الماضي شكلت العائق الأكبر في المعرفة الشاملة لما عليه شكل المجتمع والأطراف الفاعلة فيه آنذاك، لكنه اعترف في نفس الوقت بأن هذا العائق كان هو أيضًا مصدر متعة له إذ أوقد لديه الرغبة المستمرة للبحث والتقصي على مدى عامين عما يمكن أن يكمل له تلك الصورة حول مرحلة مهمة من تاريخ البحرين.
وقال مبارك «إن تعدد الروايات الشفاهية وندرة الكتابة الموثقة عن أحداث رئيسية مر بها المجتمع ألجأته للتنقيب عما كتب عنها في المصادر الأجنبية كالدراسات والوثائق والمذكرات، واليوميات والمقالات والصور. وأضاف: مجريات رواية ولد الدفعة تناولت الفترة بين 1904 وحتى 1925، وهي فترة شهدت الكثير من التطورات، ولعبت فيها أطراف كثيرة في المجتمع كان لها الأثر الكبير على تشكيله وتغيير مجرى أيامه. ففي هذه الفترة التاريخية تشكلت مجالس اجتماعية ونظامية ومرت حوادث تتعلق بالمهن مثل الغوص والزراعة والتجارة كما أثرت في مجرياتها حركات متضادة من الداخل والخارج كالحركات الدينية مثل التبشير والمؤثرين الاجتماعيين. كانت مرحلة تتطلب الكثير من الدراسة لفهمها والكتابة عنها».
ومن بين المصادر التي استعان بها دراسة «ساحل القراصنة» للمستشار تشارلز بلجريف، وكتاب «أبناء السندباد – قصة الإبحار مع العرب» للمغامر ألن فليبرز، وكتاب «أيام الفن والأدب» للفنان عبدالكريم العريض، وكتاب «وثائق البحرين التاريخية» للباحث عبدالجليل عبدالله، وكتاب مذكرات الممرضة كورنيلا دالنبرج الذي حمل اسم «مذكرات شريفة الأمريكانية».
وقال: «كنت بحاجة كبيرة لأن استمع للكثير من شهادات الذين عاصروا تلك الفترة أو جزءً منها، وقمت بزيارات للأماكن والتعرف عليها ومقابلة المهتمين بمجرياتها. كانت فترة متعبة، لكنها ممتعة لي كذلك بما كنت اكتشفه ويذهلني تفاصيله في كل مرة أطلع فيها على مصدر جديد ومعلومة إضافية».
«ولد الدفعة» هي الرواية الثانية لكاتبها عيسى مبارك، تدخل قارئها في سردية تفصّل فترة زمنية طافت بمنطقتنا قبل مدة تربو على المئة عام. وهي الرواية الثانية بعد روايته «ميغاهيرتز» التي أصدرها في 2021. والرواية الجديدة من إصدارات دار تكوين في جدة، من مطبوعات نوفمبر 2023، وهي متوافرة في عدد من مكتبات المملكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك