الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
في ندوة.. «ضوء وميثاق»
شاركت بالأمس في الندوة التي نظمتها وزارة الإعلام بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لميثاق العمل الوطني، وكان اختيار مكان انعقاد الندوة موفقا جدا، حيث أقيمت الندوة في موقع صرح الميثاق الوطني، بما يمثله من دلالة وطنية، وما يحتويه من مقتنيات تاريخية، وما يضمه من تقنيات متطورة، شاهدة على مرحلة وطنية مضيئة في تاريخ الوطن.
تحدث سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير الشؤون العامة بالديوان الملكي، عن تاريخ ميثاق العمل الوطني، الذي انبثق عن رؤية ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وكيف نقل مملكة البحرين إلى عهد زاهر ومسيرة تنموية شاملة، قوامها القانون والمؤسسات، والشراكة والمواطنة، والعدالة وحقوق الانسان.
وقد أبدع د. ماجد النعيمي في حديثه وإضاءاته، خاصة وأنه كان أحد أعضاء اللجنة الوطنية العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني الذي يحدد الإطار العام للتوجهات المستقبلية للدولة في مجالات العمل الوطني، ودور مؤسسات الدولة وسلطاتها الدستورية.
كما تحدثت سعادة د. مريم بنت حسن آل خليفة نائب رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وعضو اللجنة العليا للميثاق، وتناولت مراحل الإعداد والتصويت والاستفتاء، بجانب المنجزات التي تحققت للمرأة البحرينية في ظل الرعاية الملكية السامية.
كما وتناولت د. لولوة بودلامة في الندوة، مجموعة الخطابات الملكية السامية، والنهج الرفيع، وثمار ونتاج ميثاق العمل الوطني على العمل الإعلامي والمجال الصحفي، ودور الشباب وتطلعاتهم في بناء الوطن ونهضته نحو المستقبل الزاهر.
وكان لي شرف الحديث عن الدور الصحفي والإعلامي في مرحلة ميثاق العمل الوطني، ومقاربة بين الماضي والحاضر وتحديات المستقبل، وقلت إنني من جيل شارك في التصويت مع الميثاق، إثر القرار الملكي الحكيم، بمشاركة الشعب في الاستفتاء العام، بدلا من فكرة الاكتفاء بوجود ممثلين عن المجتمع يقومون بالتصويت على الميثاق في جامعة البحرين، وكانت تلك الخطوة دلالة على الرغبة الملكية من تأصيل الشراكة الشعبية في صنع القرار الوطني ومستقبله.
وقد أشرت إلى مشاركة عدد من الصحفيين في اللجنة العليا للميثاق، ولجنة تفعيل الميثاق، واسهاماتهم في صياغة 10 مبادئ عن حرية الرأي والتعبير، وأن (السلطة الرابعة) تعتز وتفتخر بأن (المادة الرابعة) من الفصل الأول للميثاق نصت على حرية التعبير والنشر: لكل مواطن حق التعبير عن رأيه بالقول أو بالكتابة أو بأي طريقة أخرى من طرق التعبير عن الرأي أو الإبداع الشخصي، وبمقتضى هذا المبدأ فإن حرية البحث العلمي وحرية النشر والصحافة والطباعة مكفولة في الحدود التي يبينها القانون.
وتناولت واقع الصحافة والإعلام ومنصات الوسائل الإلكترونية في تشكيل الرأي العام، والممارسات التي تقوم بها، والحرية المسؤولة التي أصبحت تمتلكها، في ظل دولة القانون والمؤسسات، بجانب التحديات التي تواجهها، مع التأكيد على دعم جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والدور الفاعل لوزارة الإعلام، وإسهامات جمعية الصحفيين البحرينية، في الارتقاء بالعمل الصحفي والإعلامي الوطني.
شكرا لسعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام على هذه الندوة المتميزة، وبحضور كوكبة من طلاب الجامعات البحرينية، والشكر موصول لمنظمي الندوة، وفي مقدمتهم المستشار الإعلامي «إيلي فلوطي»، وشكرا لإدارة صرح الميثاق الوطني والشباب البحريني، على حسن التنظيم، وعلى الجولة التي تمت في أروقة الصرح.
يستحق صرح الميثاق الوطني أن يزوره كل مواطن بحريني، ليرى اسمه أو اسم والده ووالدته محفورا على جدارية الصرح، كشاهد عصري على المساهمة الشعبية في وضع لبنات دولة الميثاق، وهي الإشارة الجميلة التي أشار إليها سعادة د. ماجد بن علي النعيمي وزير الشؤون العامة بالديوان الملكي، في حديث أحد الزوار الأجانب له، الذي وقف معجبا أمام تلك الجدارية قائلا: إن بلادكم تكرم الأحياء، في لفتة وفاء وتقدير لا نجدها في دول أخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك