الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
زيارة للصرح الوطني
كانت هي المرة الأولى التي أزور فيها الصرح الوطني، خلال تشرفي بالمشاركة في فعالية «ضوء وميثاق»، السبت الماضي، بمناسبة الذكرى 23 لميثاق العمل الوطني، وبصراحة فقد انبهرت بما شاهدته، وتمنيت لو أنني زرت الصرح من قبل، ذلك أن ما رأيته وعرفته كشف عن تفاصيل قصة نجاح بحرينية لمرحلة مفصلية لتاريخ الوطن، تستحق أن يتم إبرازها أكثر.
في تلك الفعالية، عرفنا معلومة جميلة صرحت بها معالي د. مريم بنت حسن آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للمرأة، وعضو اللجنة العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني، بأنها كانت أحد القضاة المسؤولين في لجان التصويت على الميثاق، وأن بعض المواطنين من شدة حبهم للوطن ورغبته في تأكيد الموافقة على الميثاق، كتبوا على ورقة التصويت كلمة (نعم)، وأضافوا تعليقات وطنية أخرى، ولكن وفقا لنظام التصويت وتأكيدا للشفافية، تم استبعاد تلك الأوراق من نتيجة التصويت والتي بلغت 98.4%، ولو حسبت تلك الأوراق لكانت نسبة التصويت أكثر.
كما أشرت من جانبي إلى قصة الاستفتاء، كما رواها الوجيه الفاضل خالد كانو عضو اللجنة العليا للميثاق، فحينما انتهت اللجنة من إعداد مشروع الميثاق، تم اقتراح أن يكون التصويت العام في قاعة من قاعات جامعة البحرين، من خلال ممثلين عن المجتمع وليس كل المواطنين، وحينما تم رفع المقترح إلى جلالة الملك المعظم حفظه الله، أمر بأن يعرض التصويت في استفتاء عام لكافة المواطنين، إيمانا من جلالته بمشاركة الشعب جميعا في صنع القرار الوطني ورسم مستقبل البلاد، وقد كان.. إذ التقت الرؤية الملكية السامية مع الإرادة الوطنية.
وخلال الجولة الميدانية للصرح، والتي نظمها القائمون على فعالية «ضوء وميثاق»، سعدت بالشباب البحريني العاملين في الصرح من أبنائنا وبناتنا المتميزين، وكيف يقومون بالشرح المفصل للزوار داخل المعرض، وتوقفت أمام كل المقتنيات، وشاهدت «وثيقة الميثاق» التاريخية، تلك الوثيقة ذات اللون الأحمر، التي نراها دائما في الصورة التاريخية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وهو يرفع الوثيقة في ذلك اليوم الأغر لمملكة البحرين. كما حرصت على مشاهدة الجدارية التي حفرت فيها أسماء المواطنين الكرام، الذين مارسوا حقهم الدستوري وفق الإرادة الوطنية الحرة، في التصويت على الميثاق، وقد وفّرت إدارة الصرح آلية إلكترونية لتسهيل عملية معرفة موقع اسم كل مواطن قام بالتصويت على الميثاق.
وللصرح الوطني قصة جميلة تستحق أن تروى وتوثق.. ففي التاسع والعشرين من نوفمبر 2012 صدر عن جلالة الملك المعظم مرسوم رقم (80) لسنة 2012 بإنشاء وتنظيم صرح الميثاق الوطني، كما صدر في أبريل 2023 أمر ملكي رقم (19) بشأن صرح الميثاق الوطني ومكتبة الملك حمد الرقمية، بنقل تبعية صرح الميثاق الوطني ومكتبة الملك حمد الرقمية إلى الديوان الملكي.
ووفقا لمواد المرسوم، فإن الصرح الوطني يهدف إلى تخليد ذكرى إقرار ميثاق العمل الوطني، وإبراز مظاهر التراث الحضاري الذي تزخر به مملكة البحرين، وتوثيق إسهامات الشعب في بناء المجتمع الديمقراطي، وترسيخ أسس الوحدة الوطنية.
كما يختص الصرح في سبيل تحقيق أهدافه بإدارة المعرض الرئيسي للصرح وتنظيم أنشطته، مع إقامة البرامج والأنشطة التثقيفية والفكرية الهادفة إلى الارتقاء بالثقافة الوطنية، وتشجيع ودعم كل فكر إبداعي وثقافي على الصعيد الوطني، بجانب إقامة الفعاليات التي تحقق أهداف الصرح، وتنظيم برامج الزيارات العامة والخاصة له، بالإضافة إلى المساهمة في البرامج التعليمية والتثقيفية للطلبة، والتعاون مع المؤسسات الوطنية والمنظمات الدولية ذات العلاقة بما يسهم في تحقيق أهداف الصرح.
الصرح الوطني.. شاهد على مرحلة تاريخية لنقلة وطنية، نوعية رائدة، في مسيرة مملكة البحرين ومستقبلها، ويستحق الزيارة والاطلاع على ما فيه، تماما كما يستوجب الأمر هنا أن نعرب عن بالغ التقدير والامتنان لسعادة د. ماجد بن علي النعيمي وزير الشؤون العامة بالديوان الملكي، وفريق البحرين العاملين في الصرح الوطني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك