قطاع غزة – الوكالات: أعلنت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّها تمكّنت من الإفراج ليل الأحد الاثنين عن رهينتَين إسرائيليتين خلال عمليّة في رفح التي تشهد أعنف المعارك وعمليات القصف وحيث يتكدس 1,4 مليون نازح فلسطيني.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أمس أن العملية أدت إلى سقوط نحو مئة شهيد غالبيتهم أطفال ونساء.
وقال مراسلو فرانس برس إنهم سمعوا «عشرات الضربات» التي كانت أكثر كثافة بكثير من تلك التي شهدوها خلال الأيام الماضية، وذلك في أنحاء عدة من المدينة المحاذية لمصر.
وتحدث أهالي رفح عن الرعب الذي عاشوه خلال الليل. وقال أبو صهيب الذي كان نائما في منزل يبعد عشرات الأمتار من الموقع الذي طاله القصف الإسرائيلي «سمعنا أصوات انفجارات قوية... شعرنا كأن جهنم قد نزلت علينا ... سمعنا هدير المروحيات الحربية التي كانت تطلق النار ... كان إطلاق النار كثيفا جدا، كما لو أننا في معركة كبيرة ... كما شاهدنا مروحية تهبط في المكان».
وقالت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية إنّه خلال عمليّة ليليّة في رفح مشتركة بين الجيش والشين بيت (الأمن الداخلي) والشرطة الإسرائيليّة تمّت استعادة الرهينتين الإسرائيليَّين فرناندو سيمون مارمان (60 عامًا) ولويس هار (70 عامًا).
يقع المنزل الذي كان الرهينتان محتجزين فيه في مبنى مكون من أربعة طوابق. وقال شهود عيان إن القصف حوّل خمس بنايات ومنازل بجانب المنزل إلى أكوام من الركام. وأضافوا أن المنزل كان خالياً من سكانه الذي أخلونه قبل شهرين بعد تحذير من الجيش بقصفه.
وبعد ليلة من القصف الذي خلف حفراً هائلة، كان الأهالي يبحثون عن ناجين بين الأنقاض، يلازمهم شعور بالرعب من احتمال شن هجوم بري على المدينة التي هم الآن محاصرون فيها فيما الحدود مغلقة مع مصر.
وخوفا من هجوم بري، بدأت عشرات العائلات الإثنين بالنزوح مع أمتعتها القليلة. وقال علاء محمد (42 عاما) الذي كان يعتزم التوجه نحو دير البلح وسط القطاع «كانت ليلة مرعبة. ما حدث الليلة ينذر بحدوث شيء كبير في رفح، يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح كما أعلنوا».
وأضاف «لم ننم الليل، منذ الفجر بدأنا بتوضيب أغراضنا ... كثير من العائلات فككت خيامها مثلنا، أتمنى أن نجد سيارة أو شاحنة، اتصلنا بأكثر من سائق نعرفهم لكن جميعهم مشغولون».
وقبل تحرير الرهينتين الأخيرتين، كانت إسرائيل تقول إنّ نحو 132 بينهم مازالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتنياهو.
وحذّرت حماس الأحد من أنّ عمليّة عسكريّة إسرائيليّة في رفح في أقصى جنوب غزّة إلى حيث لجأ نحو نصف سكان القطاع من المناطق الأخرى المدمرة، ستنسف احتمال إطلاق الرهائن المُحتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت حماس أمس إن العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح هو استمرار لحرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري التي تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وحذر مسؤول أمريكي كبير من أنه «في ظل الظروف الحالية، لا تستطيع واشنطن تأييد عملية عسكرية في رفح بسبب الاكتظاظ السكاني»، مشددا على أن السكان «لا مكان لديهم يذهبون إليه».
وقال المفوض السامي فولكر تورك أمس «إن أي توغل عسكري محتمل واسع النطاق في رفح - حيث يتجمع نحو 1,5 مليون فلسطيني على الحدود المصرية من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يفرون إليه - أمر مرعب، نظراً لاحتمال سقوط عدد كبير جداً من القتلى والجرحى المدنيين، وهنا أيضاً معظمهم من الأطفال والنساء».
فر بحسب الأمم المتحدة نحو 1,7 مليون شخص من إجمالي 2,4 مليون نسمة منذ اندلاع العدوان وتدمير أحياء وبلدات بأكملها في القطاع الغارق في أزمة إنسانية كبرى. وقد نزح العديد منهم عدة مرات، وفروا إلى الجنوب مع توسع القتال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك