صاحبة مشروع منزلي لتجارة الإكسسوارات والحقائب الهندية والأفغانية اليدوية..الفنانة.. عارضة الأزياء سابقا..
بطلة قصة إنسانية وعملية ملؤها النجاح والكفاح.. سكينة محمد لـ«أخبار الخليج»:
تقول الكاتبة ليلي جيفتي اكيتا: «من يستطيع أن يتحمل الأسوأ يمكنه أن يصمد أمام أي شيء ويوما بعد يوم هناك إمكانية لتحقيق الحلم»!
من هنا يمكن القول بأن المرأة القوية هي التي تجيد تأدية دورها في الحياة، فتكون على قدر كاف من المسؤولية، تدوس على وجعها، وتسير قدما، هكذا كان نهج هذه المرأة العصامية المكافحة التي اختارت القوة نهجا، والإرادة وقودا، فبدأت من الصفر، وكافحت حتى انطلقت بكل نجاح في عالم الإنجاز والعطاء.
سكينة محمد، كانت من أوائل العاملات في مجال استيراد الاكسسوارات والحقائب اليدوية الهندية والأفغانية، لتصبح من أصحاب المشاريع المنزلية النسائية المتألقة، وذلك بعد خوضها مشوارا طويلا من الجهد والاجتهاد، حيث تنقلت بها محطات الحياة ما بين الوظيفة، وعالم التمثيل، واحتراف عرض الأزياء، إلى أن وجدت شغفها في مشروع عمرها الذي حقق صيتا ذائعا في الوسط التجاري وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد عصرتها تجارب الحياة، وأسهمت في صقل شخصيتها، وكشفت عن معدنها ومواهبها، فما اكتسبته من خبرات كان خير معلم لها، بحلوها ومرها، ولا شك أن تحقيق النجاح وبلوغ الأهداف ليس بأمر هين، وتكون الضريبة دائما الإصرار والتحدي، فليس هناك شيء يظل بعيد المنال إذا توافرت الإرادة وعدم الاستسلام لأي عثرات أو عقبات.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
لقد كنت ابنة وحيدة لوالدي، منطوية على نفسي، ليس لدي أي علاقات اجتماعية أو حتى صداقات، وما كان يميزني هو تمتعي بميول فنية عالية، ومع ذلك لم أتوقع في هذه السن الصغيرة أن أحترف هذا المجال في المستقبل، وكنت قد سافرت إلى الهند للدراسة بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، ولكني لم أكمل مشواري الدراسي هناك بسبب مرض والدي واضطراري إلى العودة إلى وطني.
وبعد العودة إلى الوطن؟
لقد تزوجت عند عمر 19 عاما، وبالطبع لم تكن شخصيتي قد نضجت كفاية في هذا العمر الصغير، وحدث ذلك عقب حصولي على شهادة الثانوية العامة، وقد توقفت أربع سنوات عن مواصلة تعليمي تفرغا لمسؤولياتي الأسرية التي أقدسها كثيرا، ثم التحقت بعد ذلك بجامعة البحرين قمت بدراسة تخصص تسويق وإدارة الأعمال. وقررت بداية مشواري العملي أثناء فترة الدراسة الجامعية.
أول محطة عملية؟
أول محطة عملية لي كانت عملي بوظيفة سكرتيرة أثناء دراستي بالجامعة، وقد قررت هذه البداية المبكرة بهدف تحقيق الاستقلالية المادية، وأذكر أن راتبي كان متواضعا جدا لم يتعد 60 دينارا، ثم تنقلت بين محطات عملية عديدة بحثا عن دخل مادي أكبر، لحاجتي للإنفاق على نفسي، إلى أن عملت في مصانع الأحمدي وتعرفت على أخت صاحب المصنع وهي مصورة معتمدة لجلالة الملك المعظم، والتي اقترحت علي أن أكون موديلا في كتاب عن تاريخ الذهب في البحرين، وبعد عرض إحدى الصور لي في متحف البحرين، جاءت انطلاقتي في عالم عروض الأزياء، وبعدها دخلت مجال التمثيل.
كيف كانت تجربتك في عالم الأضواء؟
كانت بدايتي في التمثيل من خلال مسلسل «ليل البنادر» من اخراج عبدالله يوسف، وهو عمل تراثي تم عرضه في شهر رمضان، ولكني لم أجد نفسي أو شغفي في عالم الشهرة والاضواء، حيث اقتحمته فقط من أجل توفير دخل مادي إضافي إلى جانب وظيفتي، واستمر ذلك حوالي خمس سنوات، وقد حصلت على عدد من العروض من قبل تلفزيون البحرين والتلفزيون السعودي وكذلك للمشاركة في عروض أزياء في دولتي قطر والامارات، إلى أن وجدت صعوبة في التوفيق بين وظيفتي وأعمالي الفنية، وأذكر أنه من بين تلك العروض كان عرض للمشاركة في مسلسل يتم تصويره في الهند مدة أربعة أشهر، ولكني اعتذرت بسبب مسؤولياتي الأسرية.
وماذا عن تجربة العمل بجريدة الخليج الإماراتية؟
بعد أن تركت أعمالي الفنية تفرغت لوظيفتي، وسافرت إلى دولة الامارات، وعملت في جريدة الخليج الإماراتية كمسؤولة قسم التسويق، وعقب سبع سنوات من هذه الوظيفة قررت الحصول على راحة نظرا لظروف صحية صعبة مررت بها، وهنا فكرت في إطلاق مشروع خاص مميز ومختلف أكمل به مسيرتي، ووجدت ذلك في تجارة الاكسسوارات الهندية والافغانية اليدوية والحقائب، وكنت من أوائل العاملات في استيرادها بعد دراسة شاملة عن جدوى المشروع، وقد تزامن ذلك مع اندلاع أزمة كورونا.
متى جاءت الانطلاقة الحقيقية لمشروعك؟
مع إطلاق المشروع على حسابي على الانستجرام حصلت على ردود أفعال إيجابية ومدهشة غير متوقعة خلال شهر تقريبا، وقد بدأت بقرض مالي لم يتعد 600 دينار، وجميعنا نعلم أن التسوق أون لاين حقق ازدهارا كبيرا خلال فترة جائحة كورونا، وقد أشرفت على مشروعي كاملا بنفسي، سواء من حيث استيراد الاكسسوارات والحقائب والتعبئة والشحن والتصوير وغيرها من الأمور، وكان ما يميز بضاعتي هو التفرد والتميز والجودة، والحرص على استيراد قطعة واحدة من كل موديل، سواء بالنسبة للإكسسوارات أو الحقائب، وشيئا فشيئا بدأ الاقبال على الشراء من البحرينيات يزداد بشكل كبير بعد أن كان مقتصرا تقريبا على الآسيويات بل واكتشفت أن النساء بشكل عام من جميع الجنسيات يعشقن المشغولات الهندية والافغانية لدقتها وجمالها ويتباهين بارتدائها، وكان هذا النجاح بمثابة رسالة لمن كانوا يستهزئون بمشروعي ويتوقعون فشله.
وما هي تلك الرسالة؟
رسالة انتصار على كل من سخر من مشروعي حين أعربت عن فكرته، فكثيرون أبدوا سخريتهم من الفكرة، وتوقعوا فشلها، ولكني لم ألتفت إلى أي آراء محبطة، بل مثلت بالنسبة لي حافزا قويا على الخوض في المشروع، وكانت النتيجة أنني أبهرت الجميع، ودحضت كل تنبؤاتهم، فأنا أتمتع بنوع من العناد الإيجابي ومواجهة أي تحد بكل صلابة، واليوم فخورة ولله الحمد بما حققته، وكانت مشاركتي في مهرجان ديرتي البحرين خطوة أعتز بها كثيرا.
أشد محنة وأصعب قرار؟
أشد محنة مررت بها كانت فقدان الأب، فأنا وحيدة والداي ومرتبطة بهما بشدة، وكان عليّ أن أتعايش مع هذه الصدمة ولعل الصعوبة التي أواجهها دوما هو إقامتي في دولة الإمارات وبعدي عن الوطن ووالدتي التي تقيم بالبحرين، أما أصعب قرار اتخذته فكان تكوين أسرة من جديد، لأنني على يقين بأن الحياة لا بد أن تستمر، وعلى المرء ألا يستسلم عند أي ظروف أو عثرات قد تصادفه، وهذا ما تعلمته في مدرسة الحياة، والأهم أن يعتمد على نفسه وأن يسعى لتحقيق ذاته من دون انتظار أي مساعدة من طرف آخر.
ماذا وراء الطلاق المبكر بين الشباب؟
أعتقد أن الزواج المبكر ومن ثم عدم النضوج من أهم أسباب فشل الكثير من العلاقات الزوجية اليوم، لذلك أنصح أي فتاة بألا تتسرع في اتخاذ قرار الزواج في عمر صغير، وأن تنهي تعليمها الجامعي قبل أن تقدم على الارتباط، وأن تعلم جيدا أن الزواج ليس مجرد حفل وبهجة ومتعة، بل هو مسؤولية كبيرة قبل كل شيء، وتوافق بين الطرفين، وتضحية، والمهم أيضا أن تحقق الاستقلالية المادية ولا تعتمد على الآخرين، وللأسف نرى الجيل الجديد منغمسا بشدة في التكنولوجيا العصرية، حتى أنها خلفت الكثير من الآثار السلبية على حياته إلى جانب الإيجابيات المتحققة من ورائها والتي لا يمكننا إنكارها، ولذلك تقع على الآباء مسؤولية مضاعفة وخاصة فيما يتعلق ببقائهم مع أبنائهم مدة أطول، ونقصد هنا التواجد الإيجابي.
مبدأ تسيرين عليه؟
الحكمة التي أضعها دوما أمام عيناي عبر مسيرتي هي التي تقول «لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش» لذلك لا أعير المنافسة أي اهتمام، وأرضى دائما بالربح المعقول بما يتناسب مع مختلف مستويات مدخول الزبائن، على اعتبار أن تجارتي تعتمد على بضاعة كمالية جمالية وليست أساسية.
حلمك القادم؟
لله الحمد حققت كل ما حلمت به منذ طفولتي، فقد تمنيت أن أمثل وأن أصبح عارضة أزياء وأن أمتلك مشروعا خاصا وكان لي ما أردت بفضل الخالق والجهد والتعب على مدار السنين، وكل أملي اليوم أن أتوسع في مشروعي وأن أخرج به من الإطار المحلي إلى دول المنطقة خلال الفترة القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك