أعلنت الرئاسة في جنوب إفريقيا أمس أن البلاد قدمت طلبا عاجلا إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح، وتحديد ما إذا كان يتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن الحكومة قالت في طلبها، الذي قدمته للمحكمة، الاثنين، إنها تشعر بقلق بالغ من «أن يكون الهجوم العسكري غير المسبوق على رفح، وفقا لما أعلنته إسرائيل، قد أدى بالفعل وسيؤدي إلى المزيد من الأضرار والقتل والدمار على نطاق واسع».
وأضاف البيان: «سيكون هذا انتهاكا خطيرا لا يمكن تداركه لكل من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وحكم المحكمة الصادر في 26 يناير 2024».
وكانت محكمة العدل أصدرت الشهر الماضي قرارا يطالب إسرائيل باتخاذ كافة التدابير لمنع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ومحاسبة مرتكبيها وتحسين الوضع الإنساني في غزة. ولقي القرار إدانة من جانب إسرائيل وترحيبا عربيا ودوليا واسعا.
في السياق ذاته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس إن الهجوم الإسرائيلي المتوقع على رفح في جنوب القطاع ستكون له «عواقب مدمرة».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إسرائيل ستقترح إنشاء 15 مخيماً يضم كل منها 25 ألف خيمة في جنوب غرب قطاع غزة، كجزء من خطة الإخلاء.
وقالت حماس في بيان أمس إن الإخلاء القسري لرفح سيكون «جريمة» بحق السكان، مطالبة «بحماية دولية».
من جانبه، قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز أمس إن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفا أن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن.
وعلق ينس لايرك المتحدث باسم المكتب حول خطط رفح: «لم يتواصل المسؤولون الإسرائيليون معنا بشكل رسمي مطلقا».
وأضاف: «بعيدا عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي. ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين».
وفي وقت سابق، دعا المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى التعاون مع جهود إسرائيل لإجلاء المدنيين من رفح.
وحضّت الصين إسرائيل أمس على وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح «في أقرب وقت ممكن»، محذّرة من «كارثة إنسانية» في حال تواصل القتال.
كما حذر وزير خارجية النرويج اسبن بارت ايدي أمس من مغبة شن هجوم عسكري اسرائيلي بالقول في منشور على موقع «إكس»: «أكرر بشدة تحذيري من القيام بعملية برية في رفح. لم تعد هناك أي أماكن آمنة في غزة».
وانتقد كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات نتنياهو بشأن إجلاء الفلسطينيين من رفح متسائلا: «سيتم إجلاؤهم... إلى أين؟ إلى القمر؟».
ميدانيا ذكرت مصادر طبية فلسطينية، أمس، أن الجيش الإسرائيلي قتل عددا من الفلسطينيين في هجمات جوية نفذها بمناطق مختلفة في قطاع غزة.
اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الذي تترأس بلاده مجموعة السبع راهنا أن هجمات إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة «غير متناسبة» وتحصد أرواح «كثير من المدنيين الفلسطينيين».
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن أربعة فلسطينيين، على الأقل، استشهدوا خلال غارة إسرائيلية نفذها الطيران الحربي على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما قتلت طفلة إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع.
وأوضحت المصادر أن الشهداء الأربعة، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، نقلوا إلى مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع القريب من المخيم.
وأصيب عدد من الفلسطينيين بسبب قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل في مخيم المغازي وسط القطاع وتم نقل المصابين إلى مستشفى الأقصى لتلقي العلاج اللازم، بحسب ما أعلنت عنه المصادر الطبية.
وأوضحت المصادر الطبية أن الطواقم الطبية والدفاع المدني تواجه صعوبة
«بالغة» في الوصول إلى المصابين والشهداء في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على مختلف قطاع غزة ونقص الوقود اللازم لاستمرار عملهم.
وأكدت المصادر الطبية أن المدفعية الإسرائيلية قصفت عدة مناطق في مدينة خانيونس جنوب القطاع، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن مجمع ناصر الطبي في المدينة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع أمس إن 28473 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 68146 آخرون في العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
وأضافت أن 133 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 162 في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك